إنشاء خط بديل لنفط الجنوب.. مناورات نافذين

تقرير – رحاب عبدالله
كشف مصدر نفطي موثوق أن دولة جنوب السودان تبحث عن خط أنابيب بديل لخط دولة للسودان بسبب الحرب الدائرة منذ منتصف ابريل من العام الماضي.
خيارات خطوط بديلة
وقال المصدر في حديث ل(الاحداث) إن جنوب السودان يدرس عدد من الخيارات لنقل نفطه من بينها نقل نفط جنوب السودان بمسار ميناء جيبوتي، وانشاء خط مع شركة النفط الوطنية الصينية، وبرر ذلك أن الاعتماد على خط الأنابيب الحالي يعوق صادرات البلاد خاصة وانها تمثل مصدرا مهما للإيرادات في جنوب السودان، مضيفا ان من بين الخيارات ان جنوب السودان ظل يدرس منذ سنوات مد خط أنابيب للارتباط بخط أنابيب نفط في كينيا.
وكان جنوب السودان ينقل نحو 150 ألف برميل يوميا من النفط الخام عبر السودان للتصدير بموجب اتفاقية بعد استقلاله عن الخرطوم في 2011 .
الموقف الراهن
ويعاني إنتاج النفط في الجنوب من التوقف تقريباً بعد تعطل أحد خطي التصدير نتيجة انفجار جزء منه يقع داخل السودان المجاور، الذي يشهد حرباً. وفي مارس الماضي، أعلنت البلاد حالة القوة القاهرة بسبب عدم قدرة المهندسين على إجراء الإصلاحات نتيجة الصراع.
غير ان تصريحات صادرة من مكتب الرئيس سلفاكير بعد اجتماع في جوبا بين كير ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان قالت إن “المهندسين السودانيين أنهوا الاستعدادات الفنية اللازمة لاستئناف إنتاج النفط”، وافادت بإن هناك تقدما يتم إحرازه نحو استئناف ضخ النفط الخام المنتج محليا عبر السودان باستخدام خط الأنابيب نفسه.
موضوع قديم متجدد
وقال وزير النفط السابق اسحق آدم جماع إن هذا الموضوع قديم ومتجدد –ورأى في حديثه ل(الأحداث) أنه يبدو أن النافذين من نخب جنوب السودان الذين هم في السلطة او متنفذين في السلطة يطلقون خيارات توجيه مسار نقل بترول الجنوب من المسار الحالي عبر ميناء السودان كلما اطلت بعض المستجدات على الساحة السياسية ذات تأثيرات بين البلدين، مبينا أن تعليقه مبني على بعض الحقائق والمسائل الفنية في آن واحد ، وهي ان
الجنوبيين ورثوا أمر البترول بعد أن بذل الشمال جهود جبارة في مرحلة الاستكشاف بشركات امريكية ومرحلة الاستخراج للاستغلال بتمويل وادارة شركات صينية واسيوية وآل إليهم البترول مثل الورثة بدون اي مجهود ولذا لم يبذلوا جهدا يذكر وكلما جد مستجد يناورون بشكل ذو تأثير سلبي للسودان وهم لا يعلمون التأثيرات السلبية في شمال السودان وتأثيرها اكبر على جنوب السودان – واورد اسحق مثال عندما هاجموا منطقة الهجليج مربع 4, 2, 1 خربوا بعض المنشآت الرئيسية خاصة محطة الكهرباء وبعض الابار – والسودان استطاع تشغيل الجانب الخاص به ،الا ان الجنوب لازالت آباره لا تعمل خاصة حقل الوحدة وهو من أكبر الحقول لديهم بسبب أعطال في البنية التحتية بسببهم وأيضا عند التفاوض في رسوم العبور بعد الانفصال واسعار البترول كانت أكثر من 100 دولار للبرميل ومن الرياضيات البحتة تكون رسوم النقل نسبة من قيمة البرميل ورفضوا ذلك وتم تحديث السعر 25 دولار للبرميل ثابت شامل النقل ورسوم أخرى ولما نزلت أسعار البترول فجأة من 100 دولار الى 40 دولار وسعر بترول دار اقل بسبعة (7 دولار) من السعر العالمي المعلن وبالتالي سعر دار في 30 دولار والرسوم 25 دولار لهذه النتيجة اُجلت التسويات ولم تحسم حتى الان، وعزا اسحق ذلك لعدم الالمام ببعض القواعد الحسابية البسيطة.
مجرد مناورات
وأشار اسحق جماع فيما يتعلق بالمناورات في بناء خط بديل عبر ميناء جيبوتي إلى  أنه من الناحية الفنية البحتة يمكن، لكنه قال إنه من الجدوى الاقتصادية وكيفية ايجاد التمويل اللازم وكيفية ادارة مثل هذا الخط لابد من الاجابة على الاسئلة التالية: “وهي أن ميناء جيبوتي يقع مباشرة من الناحية الغربية لمدخل باب المندب ويبعد من مصادر الخام بجنوب السودان (منطقة فلوج حوالي 2500 كيلومتر) في حالة المسار خط مستقيم، مسار خط الانابيب في اتجاه جيبوتي عكس الميلان الطبيعي للتدرج الجاذبي نحو البحر الابيض المتوسط من ناحية جيلوجياً الذي يساعد في تقليل مضخات الدفع ايه تكلفة تشغيل، منطقة باب المندب حاليا منطقة ملتهبة على نطاقات التدخلات والتفاعلات العالمية والصراعات القائمة في المنطقة حتى عبور السفن في هذه المنطقة تدفع رسوم اضافية (تسمى رسوم المخاطر الحربية)، مسار الخط من فلوج الحدود الشمالية لجنوب السودان الخط لابد من عبور الهضبة الاثيوبية على ارتفاع اكثر من 3 آلاف متر فوق سطح البحر، مضيفا أن الانتاج الحالي من خام البترول في الجنوب أقل من 100 الف برميل في اليوم, في حين أنه عند الانفصال اكثر من 350 الف برميل في اليوم – آي تكلفة بناء خط انابيب بهذا الطول ولهذه التكلفة والجدوى وكيفية السداد بعد ذلك، فضلا عن دولة الجنوب حالياً ضالعة في حرب السودان اي تمرد المليشيات وذلك بعد تلقي بعض النافذين فيها اموال لتمويل متمردين وتدريب فنيين لادارة آليات التدوين من على البعد وقد تم اسر بعض العملاء بجانب سرقة وتهريب كثير من ممتلكات المواطنين بمعاونة مواطنين جنوبيين مقيمين في الخرطوم ساعة بداية الحرب مع اخرين قادمين من الجنوب (عمليات نهب)، وتم تداول هذه المنهوبات في مدن مختلفة في الجنوب على مرأى ومسمع من السلطة الرسمية،الجانب السوداني على علم ودراية بما تقوم به السلطة في الجنوب سواء مباشرة او بغض الطرف عن النافذين الذين يتقاضون اموالا من دولة مساندة لحركة التمرد (الدعم السريع) بل الادارة الفعلية لتمرد السودان يتم عبر دولة مقرها الرئيسي في الخليج ومن الممرات الرئيسية لنقل العتاد الحربي هي جنوب السودان.
حقائق
وأكد اسحق أن خلاصة قضية ايجاد مسار اخر لنقل البترول كخيار لجنوب السودان غير مرتبة في الافق سوى المناورات التي في الاعلام من دون الالمام بالحقائق على ارض الواقع.
مضيفا ان حكومة السودان على علم بهذه الحقائق وما يدور على ارض الواقع من دولة جنوب السودان رسمياً وشعبياً وخيارات ترتيباتها لحماية مصالحها مهما كانت خيارات الطرف الاخر المعلنة.
استحالة
واستبعد الخبير النفطي مهندس عبدالحي علي حامد امكانية انشاء خط انابيب بديل لنقل نفط الجنوب، وأوضح عبدالحي في حديثه ل(الأحداث) أن الجنوب حاول ذلك مع اليابان والسويد ، الا ان الخبراء والمسؤولين أكدوا عدم امكانية الأمر ، وبرروا ذلك بارتفاع التكلفة، وقالوا انه بموجب التكلفة فإن نقل البترول لا يغطي بحيث ان تكلفة النقل تقترب من قيمة النفط الذي يتم نقله لان المنطقة جبلية وعالية جدا ولا يمكن ذلك عن طريق الصومال او جيبوتي او تنزانيا ، واعتبر عبد الحي حديث الجنوب عبارة عن مناورات فقط ، وتوقع احتمالية حدوث ذلك في المستقبل البعيد.
Exit mobile version