تقارير

إنتهكتها بعد ساعات.. إعلان حميدتي لهدنة الأشهر الثلاث مخاوف عسكرية أم محاولة إبتزاز سياسي

تقرير – أمير عبدالماجد

وسط جدل كثيف وحديث متصل عن هدن ومفاوضات ووسط اشتعال المعارك في كردفان خرج قائد المليشيا حميدتي ليعلن هدنة إنسانية لمدة ثلاثة اشهر استجابة لمجموعة الرباعية، واعلن ترحيبه باطلاق عملية سياسية يشارك فيها الجميع ماعدا الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني، ودعا حميدتي الرباعية للضغط علي الطرف الاخر حتى يقبل بالهدنة … اعلان حميدتي لم يجد أي رد من قبل الحكومة السودانية التي تعاملت مع الأمر كان لم يحدث شيء، كما لم تصدر ردود فعل اقليمية أو دولية على اعلان الهدنة من طرف المليشيا التي لم تنتظر الا ساعات لتخرق هدنتها وتهاجم بابنوسة ومقر الفرقة 22 وتهاجم مع قوات الحلو منجم في منطقة العباسية تقلي وتختطف حوالي مائة شاب وطفل لتجندهم أو تساوم بهم للحصول على اموال .. هل كان إعلان الهدنة مجرد مناورة القصد منها اسقاط الفرقة 22 ببابنوسة، كما أشار البعض أم أن الصمت المحلي والقاري والدولي تجاه اعلانها جعلها تتخلي عنها؟.
يقول اليسع محمد نور الباحث في الشؤون السياسية ومدير مركز نور للدراسات الاستراتيجية إن الامر مرتبط بثلاثة عوامل الأول هو المزايدة على موقف الجيش بالقول إن المليشيا ملتزمة بمبادرات المجتمع الدولي والرباعية وانها متجاوبة مع رغباته ومتماهية مع ايقاف الحرب هذه واحدة الأخرى لها علاقة بالوضع العملياتي وحاجتها إلى وقت لترتيب امورها بعد الارهاق والخسائر الفادحة التي تعرضت لها في كردفان، أما الثالث فهو رفع الحرج عن الامارات وتخفيف الضغط عليها باعلان الهدنة بعد ساعات من وصول ممثل امريكا في اللجنة الرباعية مسعد بولس إلى أبوظبي ولقاءه لشخبوط ال نهيان وزير الدولة لشؤون افريقيا)، وأضاف (المليشيا حاولت تقديم نفسها كرجل صالح دون فهم لمطلوبات المرحلة وخبرة الامريكيين في التعامل مع هذه الحالات وتحديداً حالة المليشيا التي شرحها وزير الخارجية روبيو عندما قال انها تلتزم فوراً لكنها لاتنفذ التزاماتها لانها غير راغبة وغير قادرة في الوقت نفسه ووصف الوزير الامريكي وقتها هذه الاشكالات بالجوهرية)، وتابع ( بعد ساعات من اعلانها هدنة من طرف واحد لمدة ثلاثة اشهر خرقت المليشيا هدنتها وهاجمت بابنوسة والعباسية تقلي وهذا يشرح بوضوح صعوبة تنفيذ المليشيا لاي التزام بهدنة أو تسوية أو اطلاق نار لانها ليست مكوناً موحداً بل مجموعات قبلية ومجموعات مرتزقة لايربط بينها رباط كما أن قياداتها الجديدة في الميدان بعد مقتل معظم القيادات القديمة ذات توجهات مختلفة وهي موزعة بين السلب والنهب والثارات الشخصية وبعضها لايعتقد أن الامارات نفسها دعك من دقلو لايعتقد ان الامارات ذات تاثير عليه ويتوجب ان يلتزم بقرارها لانه يقاتل بسيارته التي نهبها وبسلاحه وهدفه الشفشفة والنهب ولاعلاقة له بهدنة أو أمور سياسية لذا لايلتزم باي قرار)، وقال ( المليشيا والامارات من خلفها تعلم حجم التشرزم داخل المليشيا لذا استعانت بالمرتزقة للقتال وتدريب العناصر على القتال والانضباط وهو أمر صعب لان المجموعات القتالية هي في الواقع مجموعات قبلية انضمت بسبب انضمام القبيلة للمليشيا وحتى المجموعات الأجنبية المرتزقة هي مجموعات دول أو قبائل داخل دول كمجموعات النوير التي تنتمي لدولة جنوب السودان ومجموعات السيلكا والتشاديين والليبيين والاثيوبيين واليمنيين وغيرهم)، وختم ( ارادت الامارات القول إن المليشيا وافقت على الهدنة التي قدمها مسعد بولس ورفضها الجيش والدعم السريع قبل أن يتراجع الاخير ويقبلها لكن المليشيا كالعادة عادت وخرقتها) لكن ما الذي يحدث الان وهل الأمر سياسي فقط بمحاولة اظهار أن الجيش يعيق السلام وقائده رافض للمبادرات.
يشير لواء م ياسر سعد الدين إلى أن قوات المليشيا في كردفان ارهقت وتقطعت خطوط امدادها وهي بحاجة ماسة إلى هدنة تمكنها من اعادة الانتشار والتسليح وتوفير الوقود للمركبات)، وأضاف(المليشيا محاصرة الان في كردفان وخطوط امدادها مقطعة)، وقال العميد ركن جمال الشهيد إن فتح الجيش لمحاور عمليات متعددة شمالا وغربا وجنوبا في كردفان أحدث خللا في منظومة المليشيا فقدت معه القدرة على الاستمرار في فرض حصار محكم على بابنوسة)، وأضاف (الجيش يعمل على ضرب خطوط الامداد وهذا مرهق جدا للمليشيا ويفقدها القدرة على الحركة لذا تحتاج للوقت حتى ترتب صفوفها).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى