الأحداث – وكالات
في وقت تعاني فيه مليشيا الدعم السريع من تراجع بيّن ومكشوف وهزائم متوالية في العديد من محاور القتال زادت المليشيا من الحرب الدعائية عبر وسائط التواصل الاجتماعي وعدد من القنوات والشخصيات الداعمة لها, تنشر من خلالها روايات مضللة عن نجاحاتها الميدانية وقدراتها العسكرية وتماسك مرتزقتها عبر رسائل التهديد والوعيد, ولقد اختارت لذلك مجموعة من الوجوه والأصوات من داخل الميدان أو من خارجه ، بينما تعكس الوقائع على الأرض ضعفاً واضحاً في قدراتها وتقهقرها أمام القوات النظامية وليس ادع من ذلك اصرارها على نفي اقتران الجيشين وتحرير المصفاة على السنة مجموعة من مستشاريها وأفرادها.
إصرارعلى الكذب:
قبل يومين فتحت طلائع الجيش السوداني الطريق بين متحركات الكدرو و أم درمان وسلاح الإشارة ومقر القيادة العامة للجيش عنوة واقتدارا وزار الفريق البرهان كل المناطق ومن داخل هذه المقار ، تصر آلة المليشيا الإعلامية الضخمة المنوعة الوسائل والتقنيات والمداخل على الإدعاء بالسيطرة الكاملة على الطريق وتستمر من خلال مستشاريها على القنوات بالترويج لفرية أنها تسيطر بالكامل على الموقف وتزيد على ذلك بترديد اكليشهات باتت محفوظة تتحدث عن الشعب السوداني وكأنها لم تفعل كل ما فعلت به, ظلت تكرر ذلك مع تواصل الضربات.
نشر الذعر:
وقد ظلت المليشيا في حربها تروج لانتصارات وهمية وتردد الأكاذيب والتهديدات وتحاول ان ترسم عبر المشاهد المؤلمة في عمليات انتهاكاتها واسعة النطاق صورة محبطة ومرعبة, فلقد درجت على نشر صور ومقاطع فيديوهات مفبركة أو قديمة تُظهر انتصارات مزعومة للمليشيا او سيطرة على مناطق هي غير موجودة فيها لحظة نشر الفديوهات ، ولعل ذلك اهم استراتيجيات عملها الاعلامي الحربي فشعارها اكذب حتى يصدقك الناس.
المسيّرات والقصف:
الجرائم التي ترتكبها المليشيا باطلاق المسيرات والقذائف العشوائية لاستهداف المناطق السكنية والمرافق العامة هو في اصله عمل دعائي يسعى إلى اثبات الوجود اكثر من تحقيق أي انتصار عسكري فهو عمل تقوم به مجموعة تتكون من عدة اشخاص ولا يحتاج الى امكانيات مادية او بشرية ولكنه يحدث فرقعة وينشر الرعب يبقى صورة المليشيا التي تهاجم باستمرار باقية في الذهان وان كانت الحقيقة غير ذلك
التقرب للشعب:
شعارات مصلحة الشعب السوداني وتخليصه من حكم القوات المسلحة من أقوى الرسائل التي ظلت آلة الدعاية الخاصة بالمليشيا تركز عليها فكثيرا ما رأينا الفديوهات التي يوزع فيها قادة المليشيا الهدايا والطعام على المواطنين واحضار شحنات من الأدوية لبعض المشافي وتوزيع الاموال ، لكن ذلك دائما ما يكون تحت كاميرات التصوير وعندما يختفي نجد الحقيقة من خلال آثار الضرب واخبار الموت والاختفاء والنهب وافادة الشهود والناجين.
الحقائق على الأرض:
عمل آلة الدعاية المليشاوية حقق العديد من النقاط بفضل الخدمات التقنية والدعم المادي الذي نلاحظه من العمل الاحترافي واستقطاب ناشطون ووجوه مألوفة في الميديا من أصحاب الحسابات الضخمة والمتابعين الكثر، لكن ما يحدث على الأرض وفي الواقع وما صار هو الآن الحقيقة ادى إلى انخفاض الروح المعنوية بين صفوفها وظهور الخلافات وانتشار حالات التذمر والهروب من المناطق الساخنة وتشير التقارير الميدانية إلى فرار العديد من مقاتلي المليشيا نتيجة الخسائر الفادحة، بالإضافة إلى نقص الإمدادات اللوجستية والدعم المالي.
نتيجة حتمية:
يتضح من خلال مقارنة ما ينقله إعلام مليشيا الدعم السريع وبين الحقائق على الأرض، أن هناك فجوة كبيرة بين الدعاية والواقع. إذ تعمد المليشيا إلى نشر الأكاذيب لتحقيق مكاسب إعلامية ومعنوية، إلا أن الواقع يثبت ضعفها وافتقارها لاستراتيجية فعالة على المدى الطويل. لذا، يتعين على الشعب السوداني والمجتمع الدولي التحقق من المعلومات الواردة من مصادر موثوقة وعدم الانجرار وراء الدعاية المضللة والاجتهاد أكثر في صناعة رسائل مكافئة تدحض هذه الأكاذيب.
نقلا عن موقع “أصداء سودانية”