إعادة إعمار ما دمرته الحرب: للتخطيط الاستراتيحي رأي آخر
خطوة إعادة تشغيل المصانع وغيرها يجب أن تتم بعدالة في كل أنحاء السودان
تقرير – ناهد أوشي
الحرب التي اندلعت بالسودان في الخامس عشر من أبريل العام الماضي وأثرت على كافة القطاعات الإنتاجية والخدمية هي وإن طال أمدها لابد من أن تضع أوزارها وتخمد نيرانها. بيد أن إعمار ما دمرته الحرب يتطلب وضع خطة استراتيجية للبناء والنهوض من جديد.
إعمار نفسي
الخبير الاستراتيجي بروف محمد حسن أبو صالح يقول (نحتاج أولاً إعادة إعمار نفسي ثم إعادة إعمار مادي لأن ما واجهه المواطن في الخرطوم خلال الحرب من مرارات وانتهاك للحرمات والنهب والسلب يفوق حد التحمل لهذا نحتاج تهدئة النفوس وبث الأمل وتوحيد المشاعر الوطنية مع تجهيز المسرح الذي يخلو من الكراهية حتى نسير نحو المستقبل). ومن ثم إعادة الإعمار بفهم استراتيجي حتى لا نعيد تكرار البناء والإعمار الصحيح في المكان الخطأ.
توازن الإعمار
وقال البروف من غير المقبول أن نعيد إعمار الصناعات وتشييد المدينة الصناعية في ولاية الخرطوم كما كانت سابقاً بل يجب إعادة التعمير بما يحدث توازن في كافة الولايات. لابد أن تعالج الأضرار التي حدثت بالخرطوم ويتم تعويض المتضررين وإعادة تأهيل البني التحتية (مطار الخرطوم – مصفاة الجيلي). لكن خطوة إعادة تشغيل المصانع وغيرها يجب أن تتم بعدالة في كل أنحاء السودان ويمكن عمل صيانة للمنشآت القائمة وتشييد أخرى في الولايات بطريقة علمية ورؤية استراتيجية تعيد وضع الولايات كمراكز أفضلية منتجة على أن يتم الإعمار وفقاً لتخطيط استراتيجي وهذا يقتضي انتقال بعض النشاطات من الخرطوم إلى الولايات مثلاً مدينة الجلود من الأفضل أن يتم انشاؤها في ولاية كردفان حيث الثروة الحيوانية ومصانع الزيوت يكون في القضارف يجب تشكيل الخريطة أولاً قبل الإعمار.
جبر الضرر
وقال أبو صالح إن كثافة الانتهاكات والجرائم والأضرار التي أصابت الاقتصاد السوداني والشركات والمصانع والاتصالات وغيرها سيكون القضاء السوداني عاجز في البت في كل هذه القضايا لأنها قد تصل لأكثر من 3 مليون قضية لذلك فإن الأمر يتطلب رؤية شاملة لذا نحتاج لإنشاء مفوضية لجبر الضرر والتعويضات لأن جزء منها يحتاج لتعويضات دولية نتيجة لبعض التدخلات الأجنبية وجزء منا سيكون لتعويضات من الحكومة نتيجة لأخطاء حكومية وجزء من التعويضات إنسانية تتم من الداخل أو الخارج.
سودان حديث
ونوه مدير أكاديمية غانغ للتدريب والمعرفة د. طارق تاور لضرورة العمل على إعادة سودان حديث على أيدي منظومة خبراء من كافة القطاعات والعمل وفق منهجية واضحة للتخطيط الاستراتيجي لوضع رؤية استراتيجية لمدة (50) عام. وأشار لأهمية الإحصائيات وقال إن آخر تعداد سكاني للسودان في العام 2010 في ظل المتغيرات التي حدثت لذا لابد من إجراء تعداد سكاني جديد وتعداد لكل الموارد على أن يعكف كل قطاع في وضع رؤى استراتيجية لا تتجاوز الستة أشهر وأن تعاد الولايات الخمس (كردفان الكبرى. دارفور الكبرى. الشمالية. الشرق. الأوسط) مع حل كافة الاتحادات والأحزاب والقوانين السابقة وصيانة قوانين جديدة ذات معايير واضحة ومنهجية مع وجود قانون يحدد كيف يحكم السودان وقال “نحتاج لسيادة وقضاء مستقل وجيش واحد له كينونته”.
مرحلة تأسيسية
مبيناً ضرورة توزيع الخدمات على الولايات لكل ولاية ميزتها التفضيلية ومواردها وتستهدف الصادر وتخصص 20%من كل ولاية للعاصمة الخرطوم كسيادة دولة وبقية الـ 80% تخصص للولاية. وأضاف نحتاج لمرحلة تأسيسية لمدة خمس سنوات وليست انتقالية وخلال تلك المرحلة تعاد فيها الخدمات من طرق وكباري والاهتمام بالزراعة وإعادة نهضة الصناعة والتجارة ومن ثم الصادر ولابد من الوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتي للسودان. ولابد من التركيز على القطاع الزراعي والصناعي والتعدين.