أين ينتهي القحاطي ويبدأ الدعامي ؟

إبراهيم عثمان

د. علاء الدين نقد: (ود النورة دي أي نعم هي مأساة كبيرة، لكن أيضاً كان السبب فيها هو الجيش، والتجييش والتحشيد والمقاومة الشعبية، في تلاتة فيديوهات واضحة جداً جداً، فيها أن المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية يقومون بتزويد السلاح للمواطنين، ويضعونهم أمام الآلة العسكرية للدعم السريع).


من مواقف وأقوال علاء نقد ومن معه يمكن استخلاص قائمة طويلة من المسلمات والخلاصات التي تثبت أن التفصيلات عند القحاطة والمتمردين واحدة، والعداوات والصداقات متطابقة، والاعتماد المتبادل نموذجي، والخطوط متداخلة، والحدود غائبة، ولا يسهل معرفة أين ينتهي القحاطي ويبدأ الدعامي !

لا نستطيع أن نقطع بأن كل القحاطة يؤمنون بحق المتمردين في النهب والاغتصاب، لكن نستطيع أن نجزم ونقطع بأنهم يؤمنون بحقهم في ألا يقاومهم أحد إذا قرروا النهب والاغتصاب !
في الحرب على المدنيين أيضاً يتحدث القحاتة عن رصاصات “عدوان” أولى في القرى الوادعة يقف وراءها الجيش والإسلاميون والمواطنون المقاومون وأحق بالإدانة من رصاصات “رد العدوان” الدعامية المبررة !
مهما تشدقوا بالحياد لا يستطيع جماعة المركزي والتنسيقية أن يكونوا محايدين فعلاً في حرب يدعم الإسلاميون أحد طرفيها !
نستطع أن نجزم بأنهم يؤمنون بحق المتمردين في اجتياح القرى للبحث عن المواطنين الإسلاميين وقتلهم أو خطفهم، ولا يؤمنون بحقهم في الخروج أو المقاومة، فالخروج هروب والمقاومة إرهاب !
مهما تشدقوا بالسلام لا يستطيعون – تماماً كما لم بستطع عرمان وأسماء محمود – أن يمنعوا أنفسهم من الاحتفاء بالأعمال الحربية التدميرية التي يرون أنها تصيب الإسلاميين وتجعل للحرب فائدة !
إدانات جماعة المركزي والتنسيقية لجرائم المتمردين هي إدانات رفع عتب يضطرون إليها اضطراراً، وتأتي عادةً كجملة باهتة معترضة يقفزون فوقها سريعاً وكأنهم يقفزون فوق حفرة نار، ثم يلغونها فور انتهاء القفزة ويتبنون دفاع المتمردين، ويدينون من يدينونهم !
مهما تحدثوا عن عدم (انخراطهم) في الحرب، فليس من السهل تصور امتناع القحاطي من (التعاون) مع المتمردين، على الأقل في الأعمال الحربية ذات الصلة بـ(التدمير المفيد) !
قياساً إلى نوع وحجم الخدمات “العلنية” التي يؤدونها بعد خروجهم من البلد، يصعب تصور امتناعهم عن الخدمات “السرية” الآن أو عندما كانوا بالداخل !
نهَب المتمردون معظم السيارات في المدن والقرى المستباحة، وطوال عام كامل لم ينطق أي قائد قحاتي/ تنسيقي بحرف السين من كلمة سيارة، حتى عن تلك السيارات المنهوبة من مناطق ومستخدمة لغزو مناطق أخرى ونهبها !
لنثبت انحياز علاء نقد، ومن معه، للمتمردين، تحتاج فقط لأن تعكس الوضع، ونتخيل أن الجيش قد قام – حاشاه أن يفعل – باجتياح القرى من أجل النهب والسلب والاغتصاب .. إلخ، وتتخيل أنه جرى فيها ما جرى في ود النورة وغيرها من القرى المستباحة، وتتخيل إن كان القحاتة سيدينون أهل القرى بالمقاومة والأطراف المناوئة للجيش بالتحريض على المقاومة !

حاسِبوا الحاضنة حسابكم للمحضون، فهي معه ضدكم، ولا تملك حتى رفاهية التظاهر بغير ذلك !!

Exit mobile version