أين ذهبوا؟!

 

علي عسكوري

الاتحاد الافريقي، ايغاد، اجتماعات جنيف، مبعوث الامم المتحدة، اجتماعات باريس، حمدوك وتصريحاته الراتبة، تصريحات المجاعة الطائحة، اكبر ازمة انسانية في التاريخ، اجتماعات قادة تقدم، الندوات والاجتماعات الكريرة لجماعة تقدم في اديس ابابا، تحركات مسؤولى الامارات، و كل تلك الضجة التي لم تتوقف منذ شن الحرب على السودان… اين ذهبو؟!

لم تكن نشرات الاخبار تخلوا من اى من تلك المؤامرات في تبادل ادوار منظم ومنسق.. اين ذهبوا! هل شبع شعب السودان ام عاد النازحون الى بيوتهم ام مات حمدوك ام انفض عرس تقدم قبل اكتمال اللمة! اين ذهبوا!!!

وكما يقال، بانتفاء الفاعل تنتهي الأفعال او كما قال الشاعر الرومانى (تيتس ليكريدس):

nothing comes from nothing !

ظللت ومنذ ادلاع الحرب اكرر واقول ان الحرب صنعتها ادارة بايدن وهى التى تدير خيوط اللعبة وتحركها وما دولة الامارات الا وكيل معتمد كلف بتمويل الحرب والنشاطات الاخرى الضرورية واعمال السكرتاريةوالاعلام الخ.. اضافة لتأجير القابلات الوطنيات لدويلة العطاوة من لدن حمدوك الى الباشا طبيق!

كانت اجتماعات جنيف التى رفض الرئيس برهان المشاركة فيها، اخر محاولات ادارة بايدن لتمرير اجندتها الخبيثة لايجاد مقعد في السلطة للمليشيا وسدنتها من جماعة تقدم.

نذكر تلك الجلبة والضغوط الضخمة التى اثارتها تقدم واذيالها من قصيري النظر للضغط على الجيش للمشاركة في تلك الاجتماعات الملغومة لتمرير اجندتهم، وكيف اسقط في يدهم بعد رفض البرهان الذهاب لها او ارسال وفد للمشاركة فيها. لم تأت كل تلك (الهيصة) و قرع الطبول من فراغ، بل كانوا يعلمون انها آخر فرصة لتحقيق نصر غير مستحق لمليشياتهم المجرمة وقابلاتهم اللائي طال بهم الانتظار وضاقت صدورهم بالصبر الممتد او كما يقال (ضيق النفاسة على جني الناس)!. نذكر كيف ان المبعوث (بريلليو) بعد كل عنترياته وشروطه المسبقة لزيارة بورتسودان، جاء صاغرا منكسرا بعد ان ازدرد كل شروطه واراق ماء وجهه، ثم ذهب الى اهله يتمطي!

بعد انتهاء اجل ادارة بايدن واختفاء الاجتماعات والنشاطات الكثيرة، بل انتهاء الحديث عن المجاعة التى زعموا انها تنيخ بكلكلها على كامل الشعب السوداني، هل يشك احد في ان ادارة بايدن كانت هي من يحرك كل الدمي التى كانت في الملعب من منظمات وافراد!

ذكرنا مرارا ان الامارات ليست الدولة التى يمكنها ان تعيس فسادا في الارض دون ضوء اخضر من ال Big Brother، فالامارات لا تملك جيشا ليخطط ويضع الاستراتيجيات دعك من ان يقاتل. هذا قطعا ليس لتبرئة ساحتها، انما للتدليل على ان الامارات فعلت ما فعلت وارتكبت كل الجرائم في الشعب السودانى لتنفيذ خطة اعتمدتها ادارة بايدن لفرض اجندة خاصة بها في السودان. ما يؤخذ على حكومة الامارات هو قبولها ان تكون واجهة لعدوان ادارة بايدن على بلادنا وان تدفع ما دفعت من اموال واستأجرت ما استأجرت من مرتزقة لتتحمل وزر كل الدماء البريئة التى سفكت، خلافا لتاريخ التواصل والصداقة معها!

منظومة كاملة من منظمات و مسؤولين في مواقع مهمة في الامم المتحدة وغيرها اشتركوا في تغطية الغزو على بلادنا وطفقوا يدلون بالتصريحات عن المجاعة وعن الازمة الانسانية غير المسبوقة في التاريخ وعن وعن وفجأة تبخروا وتبخرت تصريحاتهم… أين ذهبوا..! كم تمنيت ان يقوم صحفي نابه بحصر المسؤولين في الامم المتحدة، الاتحاد الاوروبي، الاتحاد الافريقي، ايغاد، الذين كانوا يدلون بتلك التصريحات الصادمة عن المجاعة وغيرها حتى نعرف كل الذين شاركوا في المؤامرة واتساع نطاقها، وحجم التنسيق بين بعض اجهزة الامم المتحدة، الاتحاد الاوروبي، الاتحاد الافريقي وذلك لسبر غور المؤامرة، وكيف ان ادارة بايدن وظفت المنظمات والافراد وجهزت قابلاتها الوطنيات في انتظار جنين دولة العطاوة. ويا لصدمتهم ماتت الام قبل ان يولد الجنين! واختفت القابلات يلملمن منشفاتهم ومناديلهم ومنظفاتهم لا يلويين على شىء! يا لحسرتهم لقد مات الجنيين والام رغم مجهودات ابرع النطاسين من حول العالم! أين ذهبوا!

اكثر ما ياسف له الشخص هو انغماس الصحفيين والكتاب في متابعة عمليات الجيش اليومية، وتجاهلهم للمؤامرة الخارجية وابعادها وتكالب دول ومنظمات كثيرة على بلادنا. يحتاج الامر لتشبيك الخيوط لمعرفة من قام بماذا؟ وبتشبيك بسيط بين التصريحات المختلفة يمكن معرفة دور المنظمات والافراد والمسؤولين في مواقع مختلفة وبالتالي تقدير حجم المؤامرة ونطاقها!

بعد انهيار روسيا ومعسكرها الاشتراكى في نهاية القرن العشرين، راودت الغرب (هلاويسه) القديمة باعادة استعمار الشعوب. فالغرب يعلم ان استمراريته في السيطرة على العالم تعتمد تماما على قدرته على نهب الشعوب خاصة في افريقيا. والعلاقة بين الغرب عامة وبين الشعوب النامية علاقة عكسية، بمعنى، كلما تحررت الشعوب وسيطرت على مواردها، كلما تناقصت فرص الغرب في الاستمرارية ، بل تدهورت احوال شعوبه. و قديما قال كارل ماركس: “ان الرأسمالية تعتمد على الحروب لاستمرارها، فإن لم يجدوا حربا اخترعوا واحدة”، كما فعلوا في السودان.

واجهت (هلاويس) الغرب الاستعمارية معضلة نمو الوعى المضطرد عند الشعوب المستهدفة بالاستعمار. ولمعالجة المعضلة تفتقت العبقرية الاستعمارية عن اختراع واجهة (وطنية) او قابلة محلية يخدعون بها الشعب المستهدف، في حالتنا (تقدم)! جربوا ذلك في افغانستان، العراق، هايتي وغيرها. في كل هذه التجارب التى شاركت فيها جيوشهم كانت النتيجة خسران مبين. بعد ذلك ثبت لهم ان استخدام جيوشهم يفضح امرهم وامر الحكومات التى ينصبونها، فطوروا خطتهم ليكون الجيش الغازى من ذات الجنس ما امكن مع الاستفادة من دعمه بالمرتزقة من اى دولة بناء على خبراتهم لضمان النصر. من جانبهم سيقومون بالقتال بأسلحة اخرى، الاعلام والمنظمات والتصريحات وتهويل الامر حول القضايا الانسانية التى – ان اجتهدوا- ستتيح لهم التدخل تحت مظلتها، ليظهروا كمنقذين وليسوا غزاة! هذه آخر خدع واحابيل الرأسمالية الغربية لاعادة استعمار الشعوب ونهبها. باختصار العودة لحق الفتح بقابلات وطنية املا في ان تنطلى الخدعة على الشعوب.

ذلك تحديدا ما خطط له لغزو بلادنا واعادة استعمارها بقابلات وطنية ومليشيا نصفها مواطنيين ونصفها الآخر مرتزقة مأجؤريين!

اما من يقفون خلف المؤامرة الذين نسجوا خيوطها بليل، فدون شك نهضوا بواجبهم على اكمل وجه وسخروا الاعلام والمنظمات واخترعوا المجاعة غير المسبوقة التى ملؤوا بها الوسائط وشغلوا بها محطات التلفزة التالفة والكارثة الانسانية وانهيار النظام الصحي وانتشار الاوبئة وما الى ذلك، ثم اخذوا كل ذلك وذهبوا لمجلس الامن لتمرير خطتهم.

مع كل ما ذكرنا يبقي السؤال قائما: أين ذهبوا بعد ذهاب ادارة بايدن؟!

من يعرف الاجابة له جائزة (مركوب نمر) من الفاشر شنب الضرغام!

هذه الأرض لنا

نقلا عن “أصداء سودانية”

Exit mobile version