✍️ علي حسن علي
بعد أن نهض السودان عبر مؤسساته العسكرية ومن ساندها من أبناء الوطن من غبار الخراب، في ملحمة وطنية وبطولية قُدِّمت فيها الدماء الطاهرة والأرواح الزكية لتطهير البلاد من دنس المليشيا الإرهابية ومن عاونها في الداخل والخارج، عادت مؤسسات الدولة التنفيذية للعمل من جديد بطاقة أقوى وفاعلية أكبر.
وفي هذه المرحلة المفصلية، تبرز الحاجة الملحة لإنشاء مفوضية مكافحة الفساد لتكون الحارس الأمين لموارد الدولة وضمانة لعدم تسلل الفساد إلى مؤسساتها. ويأتي دورها أساسياً في محاربة كافة أشكال الفساد أينما وُجد، بما يحفظ مقدرات الوطن ويصون حقوق الشعب السوداني.
وتكمن أهمية المفوضية في أن يقوم اختيار منسوبيها على أسس راسخة: القوة، الأمانة، الشجاعة، المهنية، التجرد، نكران الذات، والتنوع. كما يجب أن تُمنح كامل الصلاحيات مقرونةً بالحصانة القانونية التي تمكّنها من أداء واجبها دون ضغوط أو تدخلات.
إن قيام هذه المفوضية ليس مجرد مطلب إداري، بل هو خطوة استراتيجية نحو ترسيخ دولة العدالة، وسيادة القانون، وبناء سودان نظيف تسوده الشفافية والنزاهة.
نسأل الله أن يُصلح حال البلاد والعباد، وأن يحفظ وطن السودان.
