أم درمان: تفشي الملاريا والكوليرا بسبب المياه الراكدة

الأحداث – وكالات

أحد النتائج المترتبة على الأمطار الغزيرة التي استمرت لمدة أسبوع تقريبا في أم درمان، وتراوحت بين الأمطار الغزيرة والرذاذ، بعد أن تركت الحرب المدينة في حالة دمار شديد وأضرار عميقة، هو التوقعات بتفشي الأمراض المستوطنة في المنطقة، مع مخاوف من أن الوضع قد يتفاقم إذا لم تتحرك السلطات للتخفيف من آثار هذه الأمطار.

خلال عشرة أيام، استقبلت العيادة في قرية عبادة التي تقع على بعد 14 كيلومترًا من سوق النقيلا 29 حالة إصابة بالملاريا. وقال الدكتور عمومي فضل، وهو طبيب تم حجب اسمه لأسباب أمنية، لمراسل “أثر” إن الحالات في تزايد بسبب ظهور البعوض والمياه الراكدة، مع حدوث بعض الوفيات بين المصابين.

وأفاد الطبيب أيضًا بأن طفلًا يبلغ من العمر 13 عامًا يُدعى عبد الرحمن إبراهيم توفي بسبب الملاريا. كما توفيت خضيرة، البالغة من العمر 23 عامًا، نتيجة للملاريا.

ظهرت حالات الكوليرا في مناطق من أم درمان، ووفقًا للجنة الطوارئ بوزارة الصحة الاتحادية، بلغت حالات الإصابة المؤكدة بالكوليرا 268 حالة، توفي منها 17 حالة. وأفاد مصدر آخر من فريق المراقبة والمتابعة لمراسل “أثر” أن المستشفى استقبل تسع حالات يُشتبه في أنها كوليرا.

وقالت لجنة الطوارئ بوزارة الصحة الاتحادية في تقرير، الثلاثاء، إن إدارة الصحة البيئية والسلامة تقوم حاليًا بإعداد مخزون كبير من الكلور لتوزيعه على عدة ولايات لمنع حدوث حالات كوليرا جديدة.

وقالت د.سميرة محيي الدين، لمراسل “أثر”، إن نقص التصريف وإغلاق شبكات الصرف الصحي، بالإضافة إلى مياه الأمطار والمياه الراكدة، من المحتمل أن يؤدي إلى تفاقم المشكلة، حيث تغيب جهود المواطنين في مكافحة البعوض والذباب والحشرات الأخرى.

ومع ذلك، قال د.فضل إسماعيل، رئيس اللجنة العليا للطوارئ الخريفية بولاية الخرطوم، لمراسل “أثر” إن لجنة الطوارئ، التي تضم مجموعات مثل “بشر من أجل الصحة” و”منظمة السلامة والحماية”، تعمل بجد منذ بداية الخريف لمكافحة الآثار السلبية للأمطار والمياه الراكدة. وأضاف المسؤول أن الجيش تمكن من فتح حوالي 200 كيلومتر من شبكات الصرف الصحي في المنطقة الواقعة بين سوبا وأم درمان، رغم التحديات.

وقال الدكتور إسماعيل إن لجنة طوارئ الخريف تواجه تحديات بسبب وجود الألغام والمتفجرات التي تركتها مجموعات غير مصرح بها في عدة مناطق، لكنها استطاعت التغلب على ذلك بدعم من الجيش.

من ناحية أخرى، قال طه النور، الذي لا يزال يسكن في الحارة 17 لمراسل “أثر” إن الأمطار الغزيرة أثرت بشدة على هذه المناطق، وتسببت المياه الراكدة في مشكلات كبيرة، مما أدى إلى زيادة كمية المياه الراكدة. اضطر العديد من المواطنين إلى مغادرة منازلهم.

تشير المصادر الطبية في أم درمان إلى زيادة في حالات التيفوئيد والتهاب السحايا وأمراض الجهاز الهضمي والتهابات الجهاز التنفسي. وأوضحت المصادر أن هذا الاتجاه بدأ خلال الأسبوعين الماضيين وأشارت إلى أن لجنة الطوارئ الخريفية استطاعت توزيع نشرات توعوية صحية وعقد ورش توعية للسكان المتضررين.

كما ذكرت المصادر أن زيادة في حالات الملاريا تم رصدها في المنطقة، وأشارت التقارير إلى أن تكلفة علاج الملاريا تتراوح بين 25,000 إلى 35,000 جنيه سوداني بسبب عدم توفر الناموسيات.

كما اجتاحت الأمطار الغزيرة الأحياء، وبدأ السكان في إقامة حواجز لمنع دخول مياه الفيضانات إلى منازلهم، لكن قوات الدعم السريع استغلت هذا الوضع بإرسال قواتها إلى هذه المناطق للسيطرة عليها.

وأشار مصدر من وزارة الصحة بولاية الخرطوم إلى أن الوضع لا يزال خطيرًا حيث لم تتمكن لجنة الطوارئ من احتواء تفشي الكوليرا والملاريا في المنازل والمناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، على الرغم من الجهود المبذولة للسيطرة على الوباء.

Exit mobile version