أميقو.. ذكرى رحيل فنان

لازال مكانه شاغراً..

أميقو.. ذكرى رحيل فنان

 

الأحداث – ماجدة حسن

 

احتفى عدد من الموسيقيين أمس بالذكرى العشرون لرحيل الموسيقار عبدالله إبراهيم عبدالله (أميقو) حيث يشهد له زملاءه انه كان فناناً حقيقياً عشق الموسيقى عشق حقيقي وإنسان ومعلم من طراز فريد.

وصفه د. محمد آدم سليمان ترنين بأنه عاش فنانا وإنساناً في تعامله مع الطلاب والموظفين والعمال، ومعلما من الطراز الأول، يعطي طلابه بلاحدود، تجده في قاعة الدرس أستاذاً للطلاب، وفي المسرح زميلاً لهم، وموجهاً.

إلى جانب أنه مؤلف موسيقي وعازف للكلارنيت لايشق له غبار.

الباحث والمنقب والمثقف جداً في مجال الموسيقى السودانية عبدالله أميقو بدأ حياته الفنية عضواً بفرقة فنون كردفان، ومن ثم التحق بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح، ليتخصص في آلة (الكلارنيت) صاحب بالعزف عليها العديد من الفنانين، وبعد ذلك بفترة سافر طلباً للعلم في روسيا وأجرى خلال تلك الرحلة دراساته العليا، وأبهر بأدائه الراقي والمتمكن العديد من الموسيقيين الذين زاملوه.

 

بدأت مواهبه في التجلي، وظهر ذلك جلياً في التوزيع الموسيقي الذي كان يقوم به. ويعتبر أميقو أحد مؤسسي منهج تدريس الموسيقى السودانية، وذلك بمشاركة زملائه أساتذة المعهد ترنين، وجراهام عبد القادر، والدرديري أحمد الشيخ، فأصبحت الموسيقى السودانية تدرس بلونيتها الخاصة، ومن ذلك كانت انطلاقة الفرق السودانية للفنون الشعبية، وكان الراحل أول من أسس فرقة للفنون الشعبية تتعامل مع الموسيقى وفق منهج علمي مدروس.

لأميقو إسهامات لا حصر لها ولا عدد في إثراء الأغنية والموسيقى السودانية، حيث

ساهم في تأسيس العديد من الفرق الموسيقية أولها فرقته (مابيلا) منذ مطلع الثمانينيات من القرن العشرين والتي اشتهرت بتقديم مؤلفاته الموسيقية إلى جانب مختارات من الموسيقى السودانية والافريقية لمؤلفين آخرين.

 

أشهر أعماله الأرض الطيبة، كازابلانكا. الليالي البيض يرول [مدينة بجنوب السودان].

ماما أفريكا. [مؤلف خاص لمريم ماكيبا ونضالها].

السُمُّار. والعديد من الأعمال الأخرى.

عرف أميقو بدعمه العديد من المغنيين، والمغنيات خلال بداياتهم منهم الفنان أبو عركي البخيت الراحل ابراهيم موسى أبَّا، مجذوب أونسة، حنان النيل، حواء رمضان، إيمان توفيق.

وشارك في العديد من البرامج الإذاعية ومن اشهرها برنامج مع رواد أغنية أم درمان التوثيقي.(من إعداد وتقديم مشترك د. محمد آدم سليمان والأستاذ الراحل ذو النون بشرى).

عمل مستشارا لمدير الهيئة القومية للإذاعة لشئون الموسيقى، وساهم قي جلب أفخم استديو للموسيقى.

وقال الموسيقار د. كمال يوسف إن رحيل أميقو  ترك فراغاً لا يملؤه غيره، إذ ظل مكانه شاغراً كعازفٍ استثنائي على “الكلارينيت” ومؤلف موسيقي وقائد أوركسترا، إلى جانب تميزه في مجال التدريس والعمل الإداري، فضلاً عما عُرف به من سُموٍ إنساني وبساطةٍ.

Exit mobile version