تقارير

أمريكا تحت الضغط..

بين القاعدة الروسية وما يحدث في الساحل ومفاوضات جدة

الأحداث – أمير عبدالماجد
مع تسارع الأحداث وتكاثر المبادرات هنا وهناك وحدة المواجهات العسكرية بين الجيش ومليشيا الدعم السريع على الأرض ومع دخول لاعبين جدد ولاعبين قدامى إلى أتون الصراع بدوافع جديدة ومع دخول الصراع نفسه إلى العام الثاني والحراك الحكومي ومتغيرات رقعة التحالفات الداخلية والخارجية باتجاه السودان إلى تحالف ربما يصبح استراتيجيا بوجود قاعدة روسية جوار ميناء بورتسودان وتمدد الفيلق الأفريقي الجديد من أم دافوق إلى حدود ليبيا وهو أمر يقلق حكومات الغرب وامريكا.

تمدد روسي
وتنظر الولايات المتحدة الأمريكية إلى التمدد الروسي في السودان بقلق بالغ بالنظر إلى الموقع الجيوسياسي للسودان وبالنظر إلى تطورات الحرب الأوكرانية الروسية وامتداداتها نحو أفريقيا فهل ستلزم أمريكا نفسها بالصمت على تمدد الروس وتهديدهم لمصالحها في الساحل الأفريقي وربما في الخليج والإقليم أم ستتحرك لقطع الطريق أمام روسيا ومن خلفها إيران وماهي الأوراق التي تملكها أمريكا ويملكها الغرب عموماً الآن في السودان ليجبر القيادة العسكرية والسياسية على التخلي عن فكرة منح روسيا قاعدة عسكرية والسماح لها بالتمدد نحو الساحل الأفريقي الذي باتت روسيا قاب قوسين أو أدنى من السيطرة عليه بالكامل بعد أن نجحت في إبعاد فرنسا ومن بعدها الولايات المتحدة الأمريكية من معظم دول الساحل.

هيمنة أمريكية
يجيب السفير السابق بالخارجية السودانية كرار التهامي على سؤال حول موقف أمريكا مما يحدث بالتأكيد على أنها لن تصمت وستتحرك، أضاف (ممكن هذا الاتفاق يلغي بهيمنة أمريكية مالم نمتلك عزيمة قوية جداً ونقبل التحدي والمخاطرة لأنه في العام 2012 في جيبوتي كان هناك اتفاق بين الحكومة الجيبوتية وروسيا على إقامة نفس القاعدة التي نتحدث عنها الآن لكن أمريكا تدخلت وألغت هذا الأمر لذا يجب أن تنتبه القيادة السودانية إلى أن الأمريكان لديهم تجارب في قطع الطريق على مثل هذه الخطوات وهم يتعاملون مع الأمور بجدية شديدة.. حدث هذا في جيبوتي وحدث مع اريتريا أيضاً التي لازالت تقاوم حتى الآن، وتابع (الغربيون مارسوا معنا ضغوطات عنيفة عبر حكوماتهم ومنظماتهم ووضعونا في وضع اقتصادي صعب وأمامك الآن مايحدث في السودان وموقف الغرب وأمريكا منه.. لو كانت الحكومة السودانية هي من تفعل مايفعله الدعم السريع لقصفوها بالطائرات.. هم يشاهدون كل هذا الموت والدمار ويصمتون)، وقال (السودان تأخر جداً في علاقاته بروسيا رغم أن روسيا موجودة في أفريقيا من العام 2012 ولديها اتفاقيات لتسليح عدد من الجيوش في أفريقيا مثل الجيش الجزائري على سبيل المثال ونحن كما تعلم كل آلياتنا العسكرية والسلاح الذي نحارب به ليس الآن فقط بل تاريخياً روسي)، وأضاف (روسيا لديها وجود قوي الآن في غرب أفريقيا في الدول التي تخلصت من الهيمنة الفرنسية واتجهت إلى روسيا لأن روسيا نزعتها الاستعمارية أقل، لديها صناعات متطورة جداً في زيمبايوي وتملك صناعات يورانيوم وطاقة ذرية متقدمة وهي تبني لمصر في محطة نووية ).

حماية مصالح
ويقول فيصل محمد علام الخبير الإعلامي بمركز تبوك للإعلام والاتصالات إن أمريكا بطبيعتها ستتحرك في كل الاتجاهات لحماية مصالحها ليس فقط في السودان بل في المنطقة واعتقد أنها تمارس الآن ضغوطات قوية جداً على البرهان ورفاقه من أجل الذهاب إلى منبر جدة أو أي مفاوضات تكون الولايات المتحدة مشرفة عليها)، وأضاف (أمريكا لا تملك أوراق ضغط كثيرة في السودان لذا فهي تضغط عبر أصدقائها وحلفائها في المنطقة ممن يملكون علاقات استراتيجية مع السودان مثل السعودية ومصر وقطر هذا فيما يخص الجزرة وفي الوقت نفسه فإنها تتعامل مع العصا بجدية لأن الأمر هنا يتجاوز المصالح المرتبطة ليصبح مصلحة حيوية تخص الصراع الأمريكي الروسي وربما الصراع الخليجي الإيراني مايعني أن أمريكا ليست لديها رفاهية الوقت هي بحاجة لحسم الأمور الآن)، وتابع (أمريكا تضغط بقوة الآن برأيي لإيقاف التمدد الروسي وإقناع القيادة السودانية بالتخلي عن مشروع القاعدة العسكرية وهي تقدم في الأثناء العصا والجزرة في محاولة لكسب الوقت وقطع الطريق أمام الروس الذين يعلمون بالضرورة ضغوطات الغرب وأمريكا على النظام السوداني كي يتخلى عن القاعدة العسكرية وهم أيضاً يتحركون ويضغطون بقوة من أجل إقامة القاعدة ومن أجل استمرار التعاون العسكري مع الجيش السوداني الذي يعتمد على السلاح الروسي ويحتاج إلى علاقات قوية مع الروس من أجل ضمان إمدادات السلاح والآليات الحربية المقاتلة).

قلب الطاولة
ويشير السفير كرار التهامي إلى أن الممانعة الغربية والأمريكية ستكون قوية جداً لكن لو وقفت الدولة ووقف خلفها الشعب من أجل إنفاذ هذه القاعدة سيمضي الأمر كما مضى في كثير من الدول التي طردت الفرنسيين واستعادت قرارها وقلبت الطاولة على الهيمنة الغربية.. الأمر يحتاج إلى إرادة سياسية ووعي من الشعب بمصالحه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى