الأحداث – متابعات
كشف مدير مركز فكرة للدراسات والتنمية أمجد فريد عن تحرّكات إماراتية مكثفة تهدف إلى توسيع نطاق الحرب في السودان وتحويلها إلى صراع إقليمي متعدد الجبهات، عبر دفع دول الجوار — وفي مقدمتها إثيوبيا وجنوب السودان — إلى الانخراط المباشر في النزاع الدائر.
وبحسب فريد، تعمل أبوظبي على فتح جبهة جديدة لقوات الدعم السريع عبر الحدود الإثيوبية، مستغلة انشغال العالم بفترة عطلات نهاية العام وتراجع المتابعة الدولية. وأوضح أن معلومات موثوقة تؤكد وجود قواعد لوجستية نشطة للدعم السريع في أصوصا ويابوس وقرب هرر مَدَّى، تتلقى رحلات جوية إماراتية يومية محمّلة بالأسلحة والمعدات الثقيلة، في مؤشر على ترتيبات هجومية تستهدف ولاية النيل الأزرق.
وأضاف فريد أن تقارير من داخل إثيوبيا تتحدث عن إطلاق سراح عدد كبير من السجناء – باستثناء المدانين بالقتل – مقابل نقلهم إلى معسكرات تدريب للقتال ضمن صفوف الدعم السريع، في خطوة تعكس نمطاً خطيراً من الحروب بالوكالة التي تدفع نحوها الإمارات في الإقليم.
وفي جنوب السودان، أشار فريد إلى أن أبوظبي تحاول جرّ جوبا إلى دائرة الصراع من خلال طرح اتفاق ثنائي لتشغيل مصفاة هجليج بعد استيلاء الميليشيا عليها، وهو ما اعتبره “تحويلاً للبنية النفطية إلى أداة ابتزاز وجسر لتموضع الميليشيا داخل العمق الجنوبي”.
وأكد مدير مركز فكرة أن آبي أحمد لا يزال متردداً في السماح للإمارات بإنشاء معسكر كبير في إقليم بني شنقول، لكن استمرار التدفقات العسكرية عبر القواعد اللوجستية يمثل “دليلاً على مستوى متقدم من التورط غير المباشر”، خاصة في ظل توترات قائمة بين إثيوبيا وإريتريا ومصر.
وأشار فريد إلى أن تمركز قوات التيغراي والفانو على طول الحدود السودانية الإثيوبية يضاعف احتمالات الانفجار الإقليمي، ما يجعل المنطقة كلها “على صفيح ساخن قد يتحوّل إلى حريق شامل”.
واختتم أمجد فريد تحذيراته بالقول إن التدخلات الإماراتية المستمرة في القرن الأفريقي تُنذر بكارثة إقليمية، داعياً إثيوبيا ودول الجوار إلى “إعادة تقييم سياساتها تجاه الحرب في السودان قبل أن تدفع الشعوب ثمناً باهظاً لصراعات تُدار لخدمة مصالح أطراف خارجية”.
