أكتوبر و”ثور” الثورة .!!
فيما أرى
عادل الباز
1
الذين استمعوا لخطاب حمدوك في ذكرى أكتوبر التي لم يعد يذكرها أحد في خضم هذه الحرب، أدركوا أن غيبوبة الرئيس الحيران قد طالت ولا يُعرف متى سيعود منها، ربنا ابتلانا خلال عشرة أيام بخطابين من خيالا المآتة (حميدتي وحمدوك) اللذان ماتا في نفوس الشعب السوداني. كلما تحدث حمدوك كلما تذكرت قصة الثور في ذلك المستودع، والسبب ستعرفونه بعد أن نتوقف معه في محطات خطابه الأخير.!! .
2
منذ أن استمعت للخطاب قلت إن هذا خطاب ناقص، إذ لأول مرة يخلو خطاب لـ(تقدم) أو حمدوك من ذكر الفلول أو الاسلاميين.. ماذا جرى هل سقطوا سهواً، وكيف تسهو تقدم عن التنديد بهم وشتمهم، عادة لا تكتمل خطابات المهووسين إلا بشتم الإسلاميين.
شنو الحصل ..في حاجة محيرة؟ أما انهم تعافوا فتوقف هوسهم أما انهم أحسوا باتجاه الريح فسكنوا قليلاً لمعرفة مساراتها جيداً، أو أنهم عرفوا أن الكفيل ذات نفسه قد طلب لقاء الاسلاميين، فأصابتهم هاء السكت.!!
3
استوقفتني في خطاب حمدوك ثلاثة محطات: الأولى، حين قال “إن ما يحدث للسودان اليوم هو محاولة لطمس تاريخ وهوية الشعب السوداني المتجذرة التي تعود إلى آلاف السنين.”.
ترى من غير حلفائه الجنجويد الأوباش الذي يسعى لطمس هوية وتاريخ الشعب السوداني بتدمير كل ما له صلة بتاريخه / المتاحف/ المكتبات/ كل دور النشر / المؤسسات الثقافية/، المؤسف أن هذه الجرائم تجرى أمام أنظار مثقفى (تقدم) ورغم ذلك عجزوا عن إدانتها.!!.
4
في محطة ثانية قال “إن هذه الحرب لا يمكن حلها – عبر ما أسماه – المنهج الاختزالي القاصر الذي يرى الحرب الحالية على كونها حرب جنرالين.”.
إذن هنا (تقدم) تعيد في هذا الخطاب تعريف الحرب فهي الآن ليست بين “جنرالين” اي أنها ليست عبثية بل لها هدف وهو طمس تاريخ وهوية الشعب السوداني.!!. طيب إذا كانت هناك حرب تسعى لطمس تاريخ وهوية شعبك…. معقول يكون دورك فيها كلو ترفع يدك بشعار مخنث (لا للحرب).!! ما بتخجلوا؟ إذا كانت الحرب تستهدف تاريخك وهويتك وأنت لا تنهض للدفاع عنهما.. طيب انت عاوز تدافع تاني عن شنو ومتين؟.
5
قال حمدوك في المحطة الثالثة “الشعب السوداني لن يتراجع عن مشروع التحرر والانعتاق مهما فعلت به قوى الظلام ومن يقف خلفها.”.
هل منكم من رأى أي مشروع تحرري لحمدوك أو (تقدم) ؟. ماهي قوى الظلام تلك؟ .ليس هناك قوى أشد ظلاماً من الجنجويد ومشروعهم الظلامي التدميري وما عرف السودانيين مشروعاً أو قوى ظلامية مثلهم.. تٌرى هل يقصد حمدوك حلفائه؟ ومن يقف خلفهم معلوم وهو نفس كفيل حمدوك.!!. ربما يقصد بقوى الظلام تلك (الإسلاميين) ولكن الإسلاميون لا تقف خلفهم أي قوة في الأرض أو دولة. بالله هسع في زول عادل وعاقل ممكن يقول الاسلاميين قوى ظلام والجنجويد قوى استنارة ويتحالف معاهم سوى أغبياء تقدم.!!.
6
أما قوله في المحطة الأخيرة ففيه عجب “لا توجد حكومة شرعية في السودان منذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 وإن إعطاء شرعية لحكومة الأمر الواقع لن يساعد أبداً على إيجاد حل لهذه الحرب.”. ياتو حكومة غير الشرعية التي يتحدث عنها حمدوك؟ أليست هي نفس الحكومة التي قبل أن يكون رئيس وزرائها لشهرين بعد الانقلاب (25 اكتوبر إلى 6 يناير 2022)؟. أولم يتهمه رفاقه بالتآمر مع العسكر؟. أم أنه هو فقط الذي يهب الحكومة شرعيتها…. فلا شرعية لحكومة من غيره.؟. من أين استمد هذا الدعي شرعيته هو نفسه؟ من الثورة، الثورة التي لم يكتب فيها تغريدة واحدة؟. ولماذا هو شرعي والجيش غير شرعي؟ أليس الجيش هو ذات الجيش الشريك في الثورة ولولا تدخله لما قامت للثورة قائمة ولا حكومة… أليست هي ذات الثورة التي أسلمتنا لهذا الخراب… فسقطت شرعيتها وكره الشعب السوداني رموزها ويحملهم الآن مسؤولية هذه الحرب؟.من الغرائب أيضا قوله إن نزع شرعية الحكومة يساعد في إيقاف الحرب.؟ كيف تجي دي … بياتو فهم؟. هب أن المجتمع الدولي رفض الاعتراف بهذه الحكومة فمن هي الجهة الشرعية التي ستستلم السلطة لكي تساعد في وقف الحرب؟ حمدوك ورهطه مثلاً؟. أم تبقى الدولة بلا حكومة لحين انتهاء الحرب؟ إذن من سيدير الحرب نفسها؟. وهل المطلوب أن تستسلم الحكومة للجنجويد ومن ثم يقيم الجنجويد حكومة برئاسة حمدوك ليتم شرعنتها دولياً.!!.
7
ما رأيت رجلاً كلما تكلم هزأ بنفسه وسخر الناس من هراء حديثه مثل حمدوك، منذ أن صعد لسدة رئاسة الوزراء لم يطرح حمدوك برنامجاً لحكومتيه حتى سقطتا ولم يطرح أفكاراً للمعارضة حتى أصبحت هزوءاً لا شيء يميزها سوى عمالتها، ولا شيء يفعله اليوم حمدوك سوى التنزه في المؤتمرات وبث الهباء في المنابر، الآن ينتظر في رصيف السياسة بلا أفعال بانتظار أن تقله تاتشرات الجنجويد لمجلس الوزراء مرة أخرى.. وهيهات.