“أطباء بلا حدود” تحذر من ارتفاع وتيرة العنف الجنسي في الفاشر

حذّرت منظمة أطباء بلا حدود الخميس من ازدياد أعداد ضحايا العنف الجنسي في السودان مع ارتفاع وتيرة العنف في الفاشر بشمال دارفور.
وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان إن “عدد حالات الاستقبال (ارتفع) بشكل كبير بعد الهجمات على مخيمي زمزم وأبو شوك” في ضواحي الفاشر التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام.
والفاشر هي المدينة الرئيسية الوحيدة في إقليم دارفور الشاسع التي ما زالت تحت سيطرة الجيش، فيما تسيطر قوات الدعم السريع على بقية الإقليم تقريبًا.
المئات ضحايا العنف الجنسي
وأشارت “أطباء بلا حدود” إلى أنّها قدمت الرعاية “لما يزيد على 302 من ضحايا العنف الجنسي والناجين منه في شمال دارفور” في خمسة أسابيع بين مايو/ أيار ويونيو/ حزيران، بينهم 113 حالة في أسبوع واحد.
وبحسب بيان المنظمة، فإن 97% من “الجناة كانوا من غير المدنيين” فيما أتت الغالبية العظمى من الناجين من مدينة الفاشر أو مخيم زمزم.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة الخميس أنه بين 23 و24 سبتمبر/ أيلول الجاري، نزح أكثر من 1600 شخص من الفاشر “بسبب تفاقم انعدام الأمن”.
الفارون من الفاشر عرض للاعتداء
وأفادت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان وشهود عيان بتعرض المدنيين للقتل أو الخطف أو العنف الجنسي أثناء محاولتهم الفرار من الفاشر.
ومنذ مايو/ أيار 2024، تحاصر قوات الدعم السريع نحو 260 ألف شخص داخل الفاشر باتوا يقتاتون على علف الحيوانات لندرة الطعام.
وفي الأشهر الأخيرة كثّفت قوات الدعم السريع هجماتها في دارفور وكردفان، بعدما أخرج الجيش مقاتليها من مدن رئيسية في وسط البلاد بينها الخرطوم في النصف الأول من العام الجاري.
والأسبوع الماضي توغلت قوات الدعم السريع داخل مخيم أبو شوك في شمال الفاشر وسيطرت على أجزاء واسعة منه، فيما حذّرت الأمم المتحدة من فرار 90% من سكانه.
وتسيطر قوات الدعم السريع كذلك على مخيم زمزم للاجئين منذ أشهر، وحولته إلى قاعدة للمقاتلين الأجانب بحسب مسؤول سابق في المخيم، بعد هجمات عنيفة أودت بالمئات.
دعوة لإعلان هدنة إنسانية في الفاشر
وعقدت رباعية السودان المؤلفة من مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة اجتماعًا الخميس على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما عقد وزراء خارجية عدد من الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة اجتماعًا آخر في السياق نفسه.
ودعا بيان تلا اجتماع وزراء الخارجية طرفي النزاع إلى هدنة إنسانية في الفاشر منددًا بما سماه “انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي التي ارتكبتها الأطراف المتحاربة، وندعوها إلى احترام التزاماتها وتعهداتها بموجب إعلان جدة”.
وكانت أطباء بلا حدود أعلنت في أغسطس/ آب تعليق عملياتها في المستشفى الوحيد للإحالات في إقليم دارفور بعد هجوم مسلّح أسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة بينهم عامل صحي يعمل مع المنظمة غير الحكومية.



