أضواء على زيارة وزير الخارجية لموسكو

 

د.حسن محمد صالح

*الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الدكتور علي يوسف إلى العاصمة الروسية موسكو والتي استغرقت ثلاثة أيام وتم ختامها بمؤتمر صحفي مشترك بينه وبين نظيره الروسي (سيرجي لافروف) تستحق الوقوف عندها من قبل الإعلام والرأي العام السوداني حتى لا تطغى عليها الأحداث المتسارعة ومن بينها انتصارات القوات المسلحة على مليشيا الدعم السريع في كافة محاور القتال في السودان, وهناك حالة تكالب دولي وإقليمي على السودان من قبل القوى السودانية المساندة لمليشيا التمرد ودوائر الاتحاد الافريقي المتامرة على السودان وشعبه ودولة الإمارات العربية المتحدة الداعم الأكبر لمليشيا آل دقلو الإرهابية.

 

*زيارة وزير الخارجية إلى العاصمة الروسية موسكو ليست هي الزيارة الاولى لمسئول سوداني فقد سبق وزار العاصمة الروسية نائب رئيس المجلس السيادي القائد مالك عقار اير في العام 2024م وبعدها بعدة اشهر قام السيد وزير الدفاع الفريق الركن يس إبراهيم بزيارة شهيرة إلى روسيا لها نتائج باهرة على سير معركة الكرامة واخيرا زيارة السيد وزير الخارجية في مستهل العام 2025 م خلال الفترة من التاسع من فبراير حتى الحادي عشر من فبراير 2025م بدعوه من نظيره الروسي سيرجي لافروف.

 

*القاسم المشترك لنتائج زيارات المسئولين السودانيين إلى موسكو هو الارتياح التام للنتائج التي حققتها زياراتهم ومباحثاتهم مع نظرائهم الروس في كافة المجالات العسكرية والأمنية والتجارية والاقتصادية والمحافل الدولية والسياسية.

 

*في المقابل وصل إلى بورتسودان (العاصمة الإدارية) للسودان عدد من المسئولين في الحكومة الروسية منهم مساعد وزير الخارجية الروسي ومستشار الرئيس بوتين ومديروعدد من الشركات والمؤسسات الروسية وتم إجراء العديد من المباحثات المثمرة بين الجانبين السوداني والروسي وشرعت الشركات الروسية في الاستثمار في مجال الذهب والنفط والكهرباء واعادة بناء ما دمرته الحرب في مجالات الطاقة والخدمات والبنيات الاساسية وذلك بعد وقف الحرب باذن الله وانطلاقة عملية إعادة البناء في السودان.

 

*تصريح السيد وزير الخارجية الدكتورعلي يوسف لوسائل الإعلام العالمية بان السودان وروسيا متفقان على كل شئ قد أكد عمق العلاقات السودانية الروسية ومقدارالتفاهم الذي تحقق من خلالها وتناميها وفي رده على السؤال الخاص بالقاعدة البحرية الروسية المزمع قيامها في ميناء بورتسودان قال وزير الخارجية ان البلدين متفقان على قيام القاعدة البحرية الروسية وليس هناك خلاف حولها, وبهذا القول يكون وزير الخارجية قد دحض الاكاذيب التي روجت لها وسائل إعلام غربية بان الحكومة السودانية قد اعتذرت للحكومة الروسية عن إنشاء النقطة او القاعدة البحرية على البحر الأحمر لأسباب مختلفة منها شرط موافقة الدول المطلة على البحر الأحمرعلى قيام القاعدة البحرية وتارة أخرى إن القاعدة تحتاج إلى موافقة البرلمان السوداني وهذا البرلمان لا وجود له الان وقد نفي وزير الخارجية هذا القول واكد على ان البلدين متفقان حول القاعدة البحرية الروسية علي البحر الأحمر اتفاقا تاما يرقي لتطابق وجهات النظر بين البلدين حول هذه القضية,لقد شغلت القاعدة البحرية الروسية كثير من الدول الكبري التي تعمل علي ابعاد روسيا عن المياه الدافئة في البحر الاحمروعن قارة افريقيا وإبعاد السودان عن روسيا التي تعتبر العدوالاول للدول الاوربية والولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو.

 

*يعود نجاح زيارة وزيرالخارجية إلى سهولة التعامل والتعاون بين دولة روسيا والدول الإفريقية عامة والسودان خاصة بعد التحول الكبير في العلاقات الفرنسية مع العديد من دول افريقيا مثل تشاد والنيجر بوركينا فاسو وتوطدت علاقات الدول الإفريقية مع روسيا التي تعكف على دعم الافارقة وتقديم مساعدات لا يستهان بها للشعوب الإفريقية, وصارت العلاقات السودانية الروسية اكبر بكثير من وجود نقطة مراقبة بحرية يحرسها ثلاثمائة جندي يمكن استهدافهم من قبل الدول المعادية لروسيا كما حدث للقوات الروسية في سوريا التي انسحبت من القاعدة الروسية في الشرق السوري بعد سنوات من الوجود الروسي الداعم لنظام الرئيس بشار الاسد ضد عدد من فصائل المعارضة السورية التي كانت مصنفة إرهابية, ولا يعني هذا إن القاعدة البحرية الروسية لن تنشا في البحر الاحمر ولكن هذه القاعدة ليست شرطا للتعاون السوداني الروسي وفي ظل الحرص الروسي علي علاقات استراتيجية بين موسكو والخرطوم عنتبقي القاعدة البحرية الروسية علي البحر الاحمر يمكن تحقيقه في اي وقت من الاوقات, هذه المرحلة الدقيقة والحرب التي تدور الآن في السودان ومواقف روسيا الداعمة للقوات المسلحة السودانية في حربها ضد مليشيا الدعم السريع التي كانت مدعومة من فاقنر الروسية.

 

*لقد تقدمت روسيا خطوات في اتجاه التعاون الامني والاستراتيجي مع السودان واحبطت المخطط البريطاني الخاص بإرسال قوات اممية الي السودان لاسباب إنسانية واستخدمت روسيا حق النقد الفيتو في مجلس الامن الدولي محبطة مؤامرة دولية كاملة الاركان ضد السودان تقودها بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية وقد شكر وزير الخارجية الروسي علي موقفها الداعم للسودان في مجلس الامن الدولي.

 

*لن تبقى زيارة وزير الخارجية الى روسيا عملا عارضا ولكنها تاخذ مساحتها من الاهتمام السوداني الرسمي والشعبي الذي يجعل منها مشروعا استراتيجيا في علاقات البلدين من خلال التعاون بين القوات المسلحة في البلدين والتنسيق الدبلماسي في المحافل الدولية دعما للسودان واستقلاله الوطني وسيادته وامنه.

 

*ويتطلع الشعبان بعد الزخم الكبير الذي حققته زيارة وزير الخارجية إلى رؤية السيد رئيس مجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في موسكو وهو يدشن كافة ألوان التعاون والصداقة السودانية الروسية مع نظيره الرئيس الروسي بوتن.

 

نقلا عن “أصداء سودانية”

Exit mobile version