أسدٌ وصقر ورتبة

 

حسين خوجلي

نحن من نفر يوقر كريم الحيوان، وهم من نفر يغتالون كريم الإنسان. وقد ورد في المستطرف السوداني أن شيخ العرب نزل يوماً بسوق القضارف فوجد غلبة من الناس من بينهم أجانب من وراء الحدود يحيطون بشبل أسد صغير، جاء به هؤلاء الأغراب من غابة قريبة، جوار مشروع زراعي كانوا يحصدونه، وقد أفلت الشبل من عرين أبويه الأسد واللبوة وهام بالغابة حائراً، فألتقطوه كما التقط السيارة يوسف، وعرضوه بثمن بخس في سوق المدينة.

أناخ شيخ العرب ناقته الورقاء حين سمع الضجة، وسأل عن الأمر فأجابوه، فقال للأغراب: سأمنحكم ضعف ما تطلبون ثمنا للشبل، ولكن عندي شرط، هو أن تردوه وتطلقونه حراً في غابته، وهذا مني نصف الثمن، وعندما تعودون تأخذون النصف المتبقي.

وقبل أن يحملوه بعد أن ارتضوا الصفقة، حمله شيخ العرب بين ذراعيه وأحتضنه في دفء وحنان، وهو ذات الدفء الذي يحتضن به شعبنا شهدائه وقادته من القوات المسلحة والمقاومة الشعبية والمستنفرين وقدامى المحاربين وأهل الثارات النبيلة. وخاطبه في وداد واحترام:

*في سُوق القضارف جابوك درادِر وضيعهْ*

*وأمك في الحريم ماها المرا السِمِيعهْ*

*ونترةْ ناس أبوك ال للقلوب لِوِيعهْ*

*وإت كان كِبِرْ جنباً تقِلب البيعهْ*

مرت بخاطري هذه الحكاية الشهيرة وانا اقرأ الإعلان الذي أصدرته الادارة الأمريكية بقيادة الديمقراطيين المغادرين -غير المأسوف عليهم- في الساعات الاخيرة من حياتها، بإنزال عقوبة على الرئيس والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عبد الرحمن، ومن قبله رفيق دربه في الكفاح والسلاح الفريق أول ميرغني ادريس سليمان، وقد نالا العقوبة الإمبريالية قلادة شرف وهما يدافعان عن شعبهما بالفكرة والدم والساعد والسلاح.

وقد أغراني هذا الموقف أن أقترح لقيادة هيئة الأركان بكامل عضويتها والمجلس السيادي بكامل عضويته بأن يصدروا قراراً يقضي بإضافة علامة (أسد) بجوار كل علامة صقر تزين كتف رتبة فريق نال شرف العقوبات الجائرة وهو يقف تحت الشمس مدافعاً ومنافحاً عن بلاده في معركة الكرامة، التي سنستعيد بها بلادنا شبراً شبراً، وسنلقي بالعملاء والمرتزقة وسادتهم الى الأبد في مزبلة التاريخ.

Exit mobile version