أزمة تأشيرة الدخول للمبعوث الأمريكي.. محاولة الانتقاص من سيادة السودان

الأحداث – آية إبراهيم

 

في فبراير من العام الجاري تم الإعلان عن تعيين توم بيرييلو كمبعوث أمريكي خاص للسودان لكن من حينها  لم تطأ قدماه أرض البلاد بعد قرابة الثلاثة أشهر من تاريخ تعيينه، في وقت يقوم فيه بيرييلو بجولات إقليمية شملت عدد من الدول لبحث الأزمة السودانية ومحاولة إعادة القوات المسلحة السودانية  ومليشيا الدعم السريع إلى طاولة المفاوضات بمدينة جدة السعودية.

 

طرح تساؤل

الجولات التي قام بها المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو لعدد من الدول خلال الفترة الماضية ويقوم بها كذلك خلال هذه الأيام دون أن تشمل السودان البلد المعني بالمهمة التي كلف بها، طرحت عدد من الاستفهامات حول عدم زيارة الرجل للسودان والبحث عن حلول لأزمته من داخل البلاد.

 

(الأحداث) تنفرد

 

وكشفت (الأحداث) تفاصيل رفض السودان منح تأشيرة دخول للمبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو بعد أن أبلغتها مصادر مطلعة بوزارة الخارجية بأن بيرييلو طلب تأشيرة دخول مشروطة بأن تسبق وصوله قوات مارينز أمريكية لحراسة المطار الذي يجب أن يكون خالياً من أي وجود أمني سوداني وأن تكون إقامته بمطار بورتسودان وأن لقائه بالمسؤولين السودانيين على رأسهم رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ستكون في مطار بورتسودان.

وقالت المصادر إن رد الحكومة السودانية على طلب التأشيرة المشروطة كان بالرفض، وأكدت أن الخارجية أبلغت المبعوث الأمريكي أن هذا الإجراء ينقص من سيادة السودان وليس له أي داعي لأن بورتسودان بها سفارتين لدول تمتلك حق الفيتو في مجلس الأمن وهي روسيا والصين.

 

عيوب أجندة

ويمضي الملحق الإعلامي السابق لسفارة السودان بواشنطن مكي المغربي في اتجاه ماذهبت إليه مصادر (الأحداث) الموثوقة بوزارة الخارجية حينما قال إن مصادره الموثوقة كذلك أبلغته أن الإجراءات المطلوبة لزيارة المبعوث الأمريكي الخاص للسودان إلى البلاد فيها تقزيم لمكانة السودان، وأن الحكومة لا ترفض زيارته لكنها تحفظت على الإجراءات، وتوقع أن تتغير الأمور وفقاً لما يطلبه السودان.

وأشار المغربي لـ(الأحداث) إلى أن من عيوب أجندة توم بيريليو إنها مثقلة بطلبات لا علاقة لها بأمريكا نفسها، وطلبات مرحلة من مرحلة ما قبل الحرب، إذ لا معنى أن تتحدث أمريكا مع جهة لإحلال السلام وتطلب منها هي ذاتها الرحيل، وقال “هذا مزج لقضية السلام بقضايا التسوية السياسية”.

وتوقع أن يقوم السودان بخطوات ويتخذ قرارات تسحب بعض البنود من الأجندات الخارجية عموماً ومن الأمريكية على وجه الخصوص على سبيل المثال تشكيل حكومة إغلاقاً لباب المزايدات حولها، كما توقع تفاوض أمريكي سوداني مباشر وعلى مستوى أقل من المبعوث الأمريكي لإزاحة العقبات من تواصل السودان مع المبعوث.

 

تكذيب واقع

وبالرغم من أن الوقائع تثبت صحة ماكشفته (الأحداث) على لسان مصدرها الموثوق بوزارة الخارجية وذلك بعدم وصول المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو للبلاد بعد مرور أشهر على تعيينه لكن وزارة الخارجية نفت رفضها منح المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيريلو، تأشيرة دخول للبلاد، وقال الناطق الرسمي للوزارة في بيان إن سفارة السودان في واشنطن أو في أي عاصمة أخرى لم تتلق طلباً من “بيريلو” لمنحه تأشيرة الدخول، موضحاً أن سفارة الخرطوم بواشنطن راجعت الخارجية الأميركية حول تصريحات”بيرييلو” برفض الحكومة منحه تأشيرة، وأكدت الأخيرة أن المبعوث الخاص لم يصرح بذلك.

 

طلب تعجيزي

بدوره يقول الخبير الدبلوماسي الطريفي كرمنو غض النظر عن صحة طلب المبعوث الأمريكي للسودان توم بيريلو تأشيرة وفقاً لشروط أو غير ذلك فإن طلباته  تعجيزية، وأضاف “إذا كانت هذه طلبات مبعوث فماذا ستكون طلبات رئيسه جو بايدن وتساءل “هل سيأتي المبعوث بعصا موسى لحل الأزمة السودانية حتى يطلب ذلك؟”.

ولفت كرمنو في حديث لـ(الأحداث) إلى أنه وفقاً للعرف الدبلوماسي ليس من الطبيعي أن لايأتي المبعوث للسودان طالما أنه تم تعيينه بشكل رسمي، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية ليس لديها الرغبة في حل الأزمة السودانية.

 

تأكيد المؤكد

الكاتب الصحفي عثمان ميرغني أكد دفع المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو بطلب تأشيرة دخول للبلاد.

وقال ميرغني في منشور على صفحته ب”الفيسبوك”: تأكد تماماً أن المبعوث الخاص الأمريكي طلب تأشيرة دخول إلى السودان، وتأكد رفض السلطات السودانية لأنه اشترط إجراء كل مباحثاته في مطار بورتسودان وأن تسبقه قوة أمنية أمريكية لتأمين الموقع”.

 

Exit mobile version