أزمة “الكاش”.. ما بين الدفع الالكتروني وطباعة العملة
تقرير – رحاب عبدالله
ازدادت شكاوى المواطنين من وجود أزمة في السيولة النقدية “الكاش” تفاقمت قبيل عيد الأضحى، واضطر كثير من المواطنين لإجراء معاملاتهم التجارية عبر تطبيق “بنكك” حتى أن شراء الأضاحي معظمه تم عبر معاملات التطبيق رغم الفهم السائد بتقليدية أصحاب الماشية وعدم التعامل مع البنوك أو تطبيقاته، في وقت فشل مواطنون في الحصول على “كاش” من رصيدهم في “بنكك”.
طلب للبنك المركزي
وأقر عدد من مديري البنوك بوجود أزمة حادة في توفير السيولة النقدية، وكشفوا عن رفع طلب للبنك المركزي لزيادة السيولة لمقابلة طلبات العملاء. في وقت أقرت بعض البنوك بالولايات بعجزها في منح التمويل للمزارعين وسط مخاوف من أن يؤدي عدم منح التمويل في الوقت المناسب لفشل الموسم الزراعي.
وعزا مديرو بنوك تفاقم الأزمة في البنوك قبل عيد الأضحى لزيادة السحب، وقالوا إن هناك بنوك لديها التزامات بصرف رواتب المعاشيين والعاملين بالدولة، وطالبوا بضرورة معالجة مشكلة السيولة لتأثيرها السلبي على النشاط الاقتصادي، إذ أربكت الأسواق لان العديد من الباعة يرفضون التعامل عبر التطبيقات الالكترونية، ويفضلون التعامل “بالكاش”، مما يضطر المواطن للبحث عن أقرب محل تبديل للحصول على “الكاش” بعد أن يدفع مبالغ إضافية للحصول على مال نقدي تصل إلى 10%.
تفعيل التعاملات الالكترونية
ويرى الخبير الاقتصادي د.محمد الناير أن حلول أزمة السيولة النقدية تتمثل في تفعيل التعاملات الإلكترونية وتفعيل شبكات الانترنت والاتصالات لكي تتم التحويلات الالكترونية بيسر ولا يحتاج المواطن إلى “الكاش” بصورة أساسية، وقال في حديثه ل(الأحداث) إن هذه واحدة من الأشياء التي تقلل كثير جداً من الضغط على السيولة النقدية وأن تكون كل التعاملات عبر التطبيقات البنكية ويمكن أن تخفف كثيراً من الضغط الموجود على “الكاش”، وعدم الحوجة لطباعة عملات جديدة، فضلاً عن أنها تمكن من ارتفاع مستوى التعاملات البنكية الالكترونية، كما أنها تمكن من استعادة جزء كبير من الكتلة النقدية التي يتواجد أكثر من 90% منها لدى الجمهور مقابل أقل من 10% لدى القطاع المصرفي، وعدها الناير خطوة إيجابية للاقتصاد ويمكنها دعم الاقتصاد.
وأكد الناير أن ذلك يحتاج لبرنامج كبير منه تفعيل التحويلات الإلكترونية عبر التطبيقات البنكية، ورفع مستوى التوعية لدى المواطنين وتحسين مستوى شبكات الاتصال والانترنت مع العمل على تطبيق الشمول المالي وهو أن يكون نسبة كبيرة من الشعب السوداني لديه حسابات بنكية حتى وإن كانت الكترونية ولا يشترط أن يذهب إلى البنك.
تعقيدات حالية
غير أن المستشار الاقتصادي د.ابوبكر التجاني، رغم إقراره بأن الحل عادة في مواجهة البلاد مشكلة في السيولة النقدية (الكاش) يتمثل في اعتماد وسائل الدفع الالكترونية بالنسبة للبائع و المشتري، إلا أنه أشار في حديثه ل(الأحداث) إلى أن ظروف البلاد الحالية تحول دون ذلك، وأضاف “فلا البائع يملك ماكينة الدفع ولا المشتري يمتلك بطاقة الدفع”، لافتاً إلى أن انقطاع الكهرباء وشبكة الانترنت في العديد من المدن تمثل العائق الأكبر حتى في حالة توفر آلة وبطاقة الدفع.
وقال التجاني إن الحل الثاني لمعالجة أزمة السيولة النقدية هو أن يقوم بنك السودان بطباعة النقود وتزويد البنوك بها لمواجهة سحوبات العملاء مما يوفر النقد في الاقتصاد، منوهاً إلى أن الدول عادة لا تلجأ لهذا الحل لما له من ضغوط تضخمية لاحقة جراء زيادة الكتلة النقدية في الاقتصاد.
طباعة عملة
وقال “يبدو أن لا حل أمام بنك السودان إلا طباعة عملة في ظل ظروف البلاد الحالية، شريطة أن يسعى بنك السودان المركزي لسحب الزيادة في الكتلة النقدية عندما تستقر أحوال البلاد”.