الأحداث – ماجدة حسن
في مناقشة لمادة نشرتها (الأحداث) بعنوان “ود الزين.. في إمكانية إعادة التفكير الموسيقي” أمن عدد من المهتمين بمجال الموسيقى والغناء على مواهب الشباب في مجال الغناء الحديث، “ريقي” أو “راب”، وجاءت إشارات المتداخلين على ود الزين نموذجاً، خاصة وأن ود الزين وجد مساعدة من البيئة والنشأة والمكان الجغرافي فهو إبن الفنان علي الزين.
نشأ وترعرع في مركز علي الزين من طفولته الذي شكل له حاضنة اجتماعية ثقافية متفردة بلاشك لها أثرها الكبير عليه.
ويعتبر جيل ود الزين ظهر وبرع في غناء “الريقي” خاصة أيام الثورة، غير أن الشاب زاد عليها بترديد المدائح النبوية وبعض الغناء القديم وحتى إنتاجه الخاص إلى أن استطاع تكوين لونيه مختلفة.
وقدمت الناقدة أروى الربيع إضافة، مشيرة إلى أن ود الزين يمتلك موهبة موسيقية يميزها الأداء والحضور الفني الكبير الذي اجتذب به مجموعة كبيرة من الشباب حتى ذوي الحاجات الخاصة كالصم الذين ترجموا أغانيه بلغة الإشارة وعشقوا أسلوبه وتجربته المتفردة فأصبح بذلك كالقائد الملهم، أضف إلى ذلك حسه الوطني الكبير الذي ترجمه بالانتماء والتعبير الكامل للقضايا الاجتماعية وبخاصة إبان ثورة ديسمبر المجيدة حيث كان له التأثير الأكبر في توصيل مبادئ الثورة حرية سلام وعدالة، وأعتقد أنه بذلك ساهم في تسطير تاريخ الثورة وتوثيقها، وأضافت “فلا عجب في كل ذلك فما عرف عن والده من انتماء كبير للفن الهادف وضرورته الاجتماعية يفسر ذلك بوضوح، محمد استطاع وبشكل جيد أن يضع لنفسه أسلوباً قد يصبح مدرسة تتبع في الأداء وطرائق التفكير الموسيقي الحديث.
وقال الفنان المسرحي محمد عليش إن كثير من الفنانين اتخذوا “الريقي” وسيلة للتعبير عن أفكارهم الرافضة والتي لا تخلو من المقاومة كحال صناع فن “الريقي” نفسهم، وقال “ارتباط تلك الأغاني والنوع منه له تشابهات على مستوى الأداء والشكل متخذين “بوب مارلي” أيقونة الاستايل الذي كرس كل تجربته لمقاومة القبح والهيمنة الديكتاتورية ضد البسطاء الذين يعانون من الظلم.. وإذا ربطنا هذا مع تجربة ود الزين نجد الذكاء في اتخاذ طريق يتغلغل وجدانياً في جمهوره ومستمعيه من المرة الأولى، وهذا نفسه اختيار خط بعناية في ظل زخم موسيقى وإنتاج غزير من أنواع الموسيقي”.
وأشار عليش إلى أن “ود الزين بخلاف موهبته أظن أن هذا النوع من الموسيقى قريب جداً من ذاكرة السودانيين وعلاقتهم الكبيرة التي ظهرت جلياً في الحياة الاجتماعية السودانية.. الراستات.. ولكن دمج هذا النوع مع المديح تارة والغناء الثوري المطلبي تارة في ظل تغيير كبير في السودان على مستوى السمع والتذوق الموسيقي جعل هذه التجربة ممكنة وصالحة للاستماع والإعجاب والتميز.