السفير/ كرار التهامي
عندما انطلقت الحرب ضد الدولة السودانية أحدثت ربكة والتباساً في العقل الجيوسياسي الأفريقي خاصةً عند بعض قيادات دول الجوار حيث برزت لديهم تقديرات خاطئة وتوقعات بانكسار الدولة السودانية !!
أعتقد هؤلاء القادة قصيرو النظر أن التمرد الذي يكتنز المال والذهب والسلاح قادر على هزيمة الجيش السوداني والإطاحة بنظام الحكم بين ليلة وضحاها فاتخذوا موقفاً من الصراع لا يرقى لمستوى حكومات يفترض أن يكون لها مراكز دراسات ومستودعات أفكار وتقديرات سياسية دقيقة ونخب تجتهد في تقويم الأمور واستشراف المستقبل
◾️كتبت في مقال سابق مباشرة بعد دخول المتمردين مدني أن الجيش السوداني لن يخسر الحرب حتى لو خسر عدة معارك وأن المطلوب منا كشعب الصبر والمؤازرة باليد واللسان والقلب وعدم الوقوع في شراك اليأس والإحباط والمزايدة على الجيش.
اليوم المؤشرات كلها تؤكد الانتصار الساحق للدولة السودانية ومن هذه المؤشرات أربعة واضحة لمن يرجع البصر كرتين منها :
◾️المؤشر الأول
تراجع الموجة القارية وانحسار العداء من الذين راهنوا على انكسار الدولة فبالأمس القريب وصل البلاد الرئيس الإثيوبي الذي استخف في بداية الحرب بالحكومة السودانية ووصفها بغياب الشرعية وعدم وجود قيادة وطالب المجتمع الدولي بفرض حظر على الطيران والمدفعية الثقيلة وهو موقف أقرب إلى إعلان الحرب على السودان بيد أنه عاد الآن بعد أن شاهد نتيجة الشوط الأول وعرف بحسه العسكري النتيجة المنطقية لهذا الصراع.
ومنً الجانب الآخر بعد أن استرخص الرئيس التشادي مكانة بلاده وأمنه وعمل ناطوراً للتدخل الخارجي وأعاد أفريقيا إلى أيام موبوتو الذي قال عنه الفيتوري
يا لومومبا أن يصلح موبوتو بطلا ،،،،،
لن يصبح من خان قضية شعبه بطلا ،،،،،،
وتحولت تشاد رغم إرث العلاقات والجيرة إلى محطة إمداد للتمرد وتفويج المرتزقة، عاد الآن ليطالب بالتفاهم وتعزيز العلاقات أيضاً بعد أن تيقن من ثبات الدولة السودانية وشعب السودان وكرة النار التي سترتد إليه.
◾️المؤشر الثاني
غياب الرؤية العسكرية والسياسية والوازع الأخلاقي عند المتمردين فالرجال البلهاء دخلوا مدني عرجا مكاسير ونهبوها ولم يفعلوا فيها شيئا غير السرقة والابتزاز ليست لديهم أي تصور لحياة مدنية رغم أن مدني دولة بحالها وتصلح أن تكون عاصمة بديلة عن الخرطوم المأزومة والملوثة بالجريمة والوجوه الغريبة كما أن الجزيرة حاضرتها مدني يمكن أن تكون دولة مستقلة تماماً وذات ناتج إجمالي أكبر من أربعة دول أفريقية إذا أحسن حكامها صنعاً مما يجعلها سويسرا أفريقيا لولا دعاوي القوم والغلواء ومدني بها محطة تلفزيون عريقة لم يعرف المرتزقة أين مكانها وكيف يستخدمونها فهل هنالك مؤشر على الخيبة والارتزاق والسقوط أكثر من ذلك؟!
◾️المؤشر الثالث
شاهدت فيديو الطفل السوداني لا يتجاوز عمره الخامسة في مدينة الدمام وهو يحمل بندقية من لعب الأطفال ويعتمر قبعةً كأنها خوذة عسكرية وهو يركض في الشارع وهو يبكي لأن أهله يحاولون منعه من الذهاب لمحاربة الجنجويد حسب كلامه وحتى عندما قالوا له إن البحر أمامك فكيف تقطع البحر والذهاب لمحاربة الجنجويد وقتلهم قال لهم إنه “سيلتف وراء الشجر ويقطع البحر” ،،،،! في داخل قلب هذا الطفل إرادة انتصار، هذا الوجدان البريء هو صورة المرآة لما يجيش بخاطر كل السودانيين زرافات ووحدانا لقد تحول الشعب بأكمله إلى شعب مقاوم محارب كأنه بنيان مرصوص بكل ألوان طيفه السياسي وكل أعراقه لذلك فاحتمالات الهزيمة غير واردة حتى لو تكالبت الأمم أو استمرت الحرب سنين عددا هؤلاء المرتزقة سيتبخرون من حرارة المقاومة السودانية.
◾️المؤشر الرابع
هذا المؤشر ذو أهمية قصوى رغم أن الناس عنه غافلون وهو أن الدولة في صحة وعافية وأنها تعمل دون توقف وأن شائعات المجاعة والانهيار أفكار رغبوية في خيال الأعداء ولو تابع أي مراقب بعين فاحصة أخبار الدولة السودانية في ولاياتها المختلفة يكاد يشك بأن هنالك حرب أصلاً،، تأمل مثلاً أهلا هذا الاسبوع ؛
⁃ولاية جنوب كردفان تعمل لإنجاح الموسم الزراعي بتجهيز ثلاث مليون وتقوم بتوطين التقاوي ودعم صغار المزارعين للاكتفاء من إنتاج الذرة.
⁃ولاية نهر النيل عقدت الامتحانات التجريبية للمرحلة الثانوية وهي امتحانات موحدة في كل المحليات وتجيءهذه الإمتحانات استعدادا لإمتحانات الشهادة السودانية.
⁃🖍️افتتاح مدينة الأندلس الصناعية في الولاية الشمالية انعقاد مؤتمر الاستثمار في الولاية الشمالية وافتتاح معرض الاستثمار وصناعة الدواء.
⁃الفاو تساهم في توفير أربعين طن من التقاوي في شمال كردفان.
⁃انعقاد مؤتمر تنمية وتطوير الصناعة في بورتسودان بمشاركة كل الولايات.
⁃والي الخرطوم يتابع استعادة شبكة المياه في بيت المال ويعمل على الضبط الأمني ومكافحة الجريمة.
⁃مجلس المهن الصحية والطبية بسنار ينظم امتحانات الأطباء.
⁃حملة شعبية وتحرك رسمي لتأهيل مطار دنقلا ومشاركة شركات الطيران الوطنية.
⁃ولاية نهر النيل تعقد شراكة ذكية مع زادنا وممثل زادنا ينفي شائعة المجاعة .
⁃زيادة إنتاج الذهب في مناطق التعدين في النيل الأزرق.
⁃مشروع سفلتة طريق الساحل الغربي والبدء في تنفيذ كبري المضيقين.
⁃معرض صنع في السودان وملتقى الخبراء في الدبة.
⁃الهلال يكسب السوبر ويستعد للبطولة الأفريقية والمنتخب الوطني يترأس مجموعته الصعبة ويستعد للمراحل القادمة.
هذا غيض من فيض في حركة الدولة الدؤوبة ولاعزاء للدعم السريع في هذه الفضاءات التنموية والحضارية والاقتصادية فقط أخبارهم وثقافتهم الفزع والموت والسرقة وكيكل دخل والبيشي خرج.