أخيرا .. خطوة أمريكية صحيحة

 

عبدالعظيم عوض

*أخيرا وأخيرا جدا ، أقرت أمريكا بأن ما يواجهه السودان وشعبه هوعدوان غاشم من مليشيا آل دقلو الإرهابية وبسند إماراتي ، نعم إماراتي لأن حكاية ( اقليمي) هذه لم تعُد ذات جدوى بعد أن إنكشف الغطاء وصار اللعب على المكشوف.

*وهذا بالطبع جيّد بناءً على مقولة أن تأتي متأخرا خيرٌ من ألا تأتي مطلقا ، فهاهي الإدارة الامريكية قد أتت قبل نحو اسبوعين من وداعها البيت الأبيض، ووضعت النقاط على الحروف في ملف السودان للرئيس القادم ترامب وهو ملف يشمل الوقائع السليمة لما يدور في السودان منذ نحو عامين على النحو الآتي:

*توصيف الدعم السريع بإرتكاب جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب يؤكد أن آل دقلو لم تعد طرفا موثوقا في ميزان التعامل الدولي.

*أن تشمل العقوبات الأمريكية حميدتي شخصيا وسبعاً من شركات المليشيا مقرها الإمارات، يعني تضييق الخناق على نشاط دقلو الاقتصادي وداعميه.

*جاءت العقوبات الامريكية معزَّزة ببيان تفصيلي من الخارجية الأمريكية تناول حيثياتٍ مقنعة للقرار الذي من الواضح أنه وضع في الاعتبار التطورات التي استجدت إزاء الأزمة السودانية ،وتمثل فيما هو آتٍ:

*العلاقات الروسية السودانية وما شهدته أخيرا من تنامٍ عززه الفيتو الروسي في مجلس الأمن الذي قلب الطاولة علي رؤيا الغرب لابعاد تلك الأزمة.

*سباق المبادرات بشأن حلحلة الأزمة الذي تتصدره تركيا التي بات يُنظر إليها كلاعب رئيسي في منطقة القرن الأفريقي بعد رعايتها لمصالحة ناجحة حتى الآن بين اثيوبيا والصومال.

*الحراك الافريقي الأخير والذي يهدف إلى عودة السودان إلى حضنه الافريقي ، إثرَ عودة الوعي الافريقي ، إتحاداً وإيجاداً

*وأيضا بالطبع كان للدبلوماسية السودانية النصيب الأوفر في هذا الحراك ، سواء على المستوى الرئاسي أو الوزاري

*أخيرا كان للوضع في الميدان تأثيره المباشر على كل هذا الحراك في أعقاب التقدم الواسع الذي أحرزه جيشنا الباسل على مختلف المحاور.

*ويكفي هنا أن نشير إلى أنه أثناء إعلان القرار الأمريكي بعد ظهر أمس ، كان الفريق البرهان مع أسود المدفعية في عطبرة يشاركهم صحن الكسرة والملاح ، في حين كان الفريق كباشي يتفقد جبهات الصمود في مدني ، وكان الفريق جابر في غرف إعداد العملة الجديدة ، في حين كان آلافٌ من الطلاب السودانيين داخل فصول امتحانات الشهادة السودانية رغم أنف العدو.

*كانت كل تلك التحركات وغيرها تشير إلى بداية النهاية لعدوان مليشيا آل دقلو الإرهابية، مما أضطر معه العالم وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية للنظر نحو الازمة السودانية بمنظار فيه شئ من العدالة والموضوعية ، وبعيدا عن التقارير الاستخبارية الملتوية.

*يبقى التنبيه في المرحلة المقبلة علي استثمار هذه المعطيات الايجابية نحو ة إطباق الحصار على العدو عبر مختلف الصُعُد خاصةً الصعيد الدبلوماسي ، لأن دولا مثل الإمارات وتشاد وغيرها من دول التآمر ، لم تعد كما كانت قادرة على مد يد العون للمليشيا ، وحتى المبادرة التركية التي رحبنا بها يجب التعامل معها بشئٍ من الحذر حتى لا تكون طوق نجاة للاماراتيين.

نقلا عن موقع “أصداء سودانية”

Exit mobile version