رأي

أحلامهم.. كوابيس الشعب

 

إبراهيم عثمان 

عبد الله حمدوك: *( الحرب أشعلتها أيادٍ سودانية، وعلى السودانيين وحدهم وقفها. نهج النظام السابق في زعزعة استقرار الجوار والعداء مع المجتمع الدولي يعود من جديد لعزلة البلاد.. والتهديدات العسكرية ضد تشاد وجنوب السودان وكينيا ودول الإقليم والدعوى ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية مؤشرات خطيرة في ذات الاتجاه.)*

مريم الصادق: *( أنا أخشى جداً من أن يتحول السودان ليس فقط إلى دولة فاشلة بل إلى دولة خطر على من حوله، دولة خطر على من حوله، وبموجب المسؤولية في الحماية أن يتدخل المجتمع الدولي بصورة مباشرة ليحمي نفسه من هذه الرقعة الكبيرة الشاسعة التي تصدر له المشاكل )*

١. *يخاطبان الخارج، ولا يسندان خطابهما بدعوى الصدور عن إرادة الشعب. وقد قاما بتعديل سبب طلبهما للتدخلات، من تدخل الدول “لحماية الشعب السوداني”، كما كان في السابق، إلى تدخلها “لحماية نفسها”. ولعل السبب في ذلك تقديرهما أن السبب الجديد أكثر تحفيزاً للدول، وأحرى بالاستحابة!*

٢. *حولا بؤرة التركيز من معاناة الشعب السوداني بسبب التدخلات الأجنبية إلى معاناة الجوار والعالم بسبب التدخلات السودانية والخطر السوداني الداهم القادم. وقد استخدم حمدوك القصر والتوكيد في كلمة “وحدهم” في عبارة ( وعلى السودانيين “وحدهم” وقفها ) لتحديد المسؤولية عن الحرب بشكل ( مطلق ) يزيل أي دور خارجي في إشعال الحرب واستمرارها، وبالتالي يبريء الإمارات تبرئة كاملة، لكن مواقفه المعلنة لا تنسجم مع هذه العبارة، فهو يريد من العالم التدخل بقوة لوقف الحرب دون النظر لسيادة السودان وقراره ورؤيته لكيفية إيقافها!*

٣. *تكرار مريم الصادق عبارة “السودان دولة خطر على من حوله” ليس هو مجرد أسلوب بلاغي، بل هو استراتيجية لإعادة ضبط الإدراك ليتركز على فكرة أن السودانيين لا يعانون من العدوان والتدخلات، بل إن الجيران والإقليم هم من يعانون من عدوان وتدخلات السودان، وأن هذا العدوان يمكن أن يتطور ويشكل تهديداً جدياً عالي الخطورة، ولذلك يجب على العالم ( بموجب المسؤولية في الحماية!) الإسراع بالتدخل الوقائي الاستباقي لحماية نفسه!*

٤. *إذا لم تجد دعوتهما للتدخل استجابةً كاملةً, أي بتدخل عسكري لا يعبأ بسيادة السودان ــ لعدم تصديق “العالم” ما زعماه من تهديد سوداني خطير او لأي سبب آخر ــ فسيكون الضرر على السودان محدوداً. لكن سيسجل التاريخ لهما دعوة فاشلة لاستعمار السودان بحجة كاذبة، وبعض المدارس الأخلاقية مثل الكانطية ترى أن النية السيئة كافية لإدانة الشخص بنفس القوة بغض النظر عن النتائج تحققت النية أم لم تتحقق!*

٥. *يعتبر حمدوك الشكوى ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية عمل عدائي من السودان و( مؤشر خطير ) على عمل السودان لزعزعة استقرار الإمارات، ولهذا لن يكون في الأمر ظلماً له إذا قلنا إنه يقف مع الإمارات في المحكمة وينتظر الحكم بعدم الاختصاص أو البراءة!*

٦. *إذا ضاعفت الإمارات والدول السائرة في ركابها تدخلاتها، أو طورتها إلى تدخل عسكري مباشر معلن، فإن هذا حسب منطق حمدوك لن يكون عدواناً، بل رد فعل على عدوان سوداني، وحسب منطق مريم سيكون إجراءً استباقياً لمواجهة الخطر الداهم الآتي من تلقاء السودان! وإذا تدخلت دول جديدة عسكرياً وكان سلوكها مطابقاً لسلوك الإمارات في هذه الحرب، فالارجح أنها ستجد منهما ذات التواطؤ الذي وجدته الإمارات. وان المقاومة الرسمية والشعبية لهذا التدخل العسكري ستجد ذات الإدانة، وذات الوصف بالعدوانية وزعزعة استقرار الدول المتدخلة!*

*يمكن للميليشيا الإرهابية ان تبصم بالعشرة على ما قالاه دون تحفظ أو تعديل، كحالها مع غالب أقوالهم!*

( لا عَيبَ بِالقَومِ مِن طولٍ وَلا عِظَمٍ

جُسمُ البِغالِ وَأَحلامُ العَصافيرِ )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى