أبو الغيط في بورتسودان… التأسيس لما بعد الحرب
الأحداث – وكالات
ربما لم يكن اهتمام جامعة الدول العربية بقضايا السودان كبيرا في السابق إلا على فترات محددة ومحدودة من معظم الأمناء العاميين للجامعة العربية الذين تعاقبوا عليها وهم قبل أبو الغيط 7 أمناء عاميين، ويبرز اهتمام الأمين العام الحالي للجامعة أحمد أبو الغيط بالسودان بشكل لافت ،مع تعزيز هذا الاهتمام بزيارات متكررة ،أبرزها أول زيارة له لدولة خارجية عندما تولي الامانة العامة للجامعة العربية كانت إلى السودان، ولعل التاثير السوداني الكبير في السابق في عهد حكومة الانقاذ تكلل سابقا بتعيين مساعد للأمين العام من السودان وهو السفير كمال حسن علي وتم ذلك أيضا في عهد أبو الغيط بعد تفاهمات دعمه لمنصب الامانة العامة.
مساعدة السودان:
ويقوا أحد الخبراء لـ(أصداء سودانية) إن أفضل ما تقوم به الجامعة العربية للسودان حاليا هو المساعدة في برنامج الاعمار الذي سيبدأ قريبا في السودان عقب انتهاء الحرب السودانية والتي باتت في خواتيمها بفعل الميدان والحسم العسكري من الجيش السوداني.
بدوره أكد المتحدث الرسمي بأسم الامين العام جمال رشدي في تصريحات صحفية أن الزيارة تأتي في سياق التضامن المستمر من جانب جامعة الدول العربية مع السودان في الظرف الدقيق الذي يمر به، وكذلك إنطلاقا من حرص الجامعة الأصيل والثابت على أمن واستقرار السودان ووحدة وسلامة أراضيه.
لاءآت بورتسودان:
وبعد وصول أبو الغيط للسودان استهل لقاءاته ومباحثاته مع المتحدث الرسمي باسم الحكومة ووزير الاعلام خالد الإعيسر والذي دعا خلال اللقاء باسم الحكومة لعقد إجتماع طارئ لتحييد بعض الدول التي لديها تدخلات في الشان السوداني وتقع تحت مظلة الجامعة العربية ،وأن تتبنى الجامعة مشروع للحد من التدخلات الدولية في الشأن الوطني السوداني في إشارة منه لدولة الامارات.
وأقر الإعيسر خلال تصريحاته لوكالة السودان للانباء عقب اللقاء أن معظم المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية قد أدارت للسودان ظهرها في معركته ضد المتمردين وعطلت عضوية السودان-في اشارة للاتحاد الافريقي- بينما لم تفعل الجامعة العربية” ، مضيفا أن هناك تدخلات من بعض الدول تقع تحت مظلة الجامعة، وأن التعويل على الجامعة في أن تلعب دور في تحييد مثل هذه الدول من خلال قمة طارئة ،وبرر وزير الاعلام تعويل السودان على الجامعة العربية من زاوية الإرتباط الوثيق بين السودان والجامعة لتلعب دور محوري في دعم الشعب السوداني والسودان في هذه المعركة التي يخوضها.
وقال : “نريد أن نجدد لاءآت الخرطوم الثلاث عبر الجامعة العربية في خواتيم العام الجاري لتكون لا للتدخل في الشأن السوداني، لا للتعدي على الشعب السوداني، لا لتفكيك الدولة السودانية.
إعمار السودان:
وفي ذات السياق انعقدت مباحثات رسمية بفندق كورال بين وزارة الخارجية وجامعة الدول العربية، وجدد أبو الغيط موقف الجامعة الداعم لسلامة السودان وسيادته ووحدة اراضيه ضد التدخلات الخارجية، والمساند لمؤسسات الدولة الوطنية وحقھا في الحفاظ على الأمن القومي. وأكد رسوخ موقف الجامعة إلى جانب السودان حتى يتجاوز أزمته الحالية.
من جهته قدم وزير الخارجية الشكر للأمين العام وللأمانة العامة لجامعة الدول العربية على موقفھا القوي والواضح في مساندة السودان وھو يخوض حرب الكرامة الوطنية ضد مليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتھا وداعميھا الاقليميين.
وشرح الوزير الأولويات الحالية لحكومة السودان المتمثلة في تحقيق الأمن والاستقرار في كل ربوع السودان، ومواصلة تنفيذ خطط الاستجابة الانسانية. ونوه لدور الجامعة العربية في دعم الجھود الوطنية تجاه مخاطبة الوضع الانساني الراھن من خلال حشد الدعم الإقليمي والدولي، وكذلك دورھا المأمول في الفترة القادمة في دعم مشروعات التعاون التنموي وإعادة الإعمار، وحث الشركاء الإقليميين والدوليين للمساھمة في ھذا الجانب.
و تطرقت المباحثات إلى الدور الحيوي للأمانة العامة ومؤسسات الجامعة العربية في دعم قضايا الأمة العربية، والحفاظ على وحدة الصف العربي ومعالجة الخلافات داخله، وتفعيل العمل العربي المشترك على جميع الأصعدة خاصة فيما يلي مبادرة الأمن الغذائي وموضوعات تنمية الموارد البشرية
ايجابي للغاية:
وبعد ذلك التقى أبو الغيط برئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بحضور وزير الخارجية المكلف السفير على يوسف وسفير السودان لدى جمهورية مصر العربية ومندوب السودان لدى الجامعة العربية الفريق أول ركن عماد الدين عدوي. ووصف الأمين العام للجامعة العربية في تصريح صحفي اللقاء مع البرهان بانه كان إيجابياً للغاية، تم فيه توضيح موقف الجامعة العربية من تأييد السودان وشعبه ،وأضاف ” كلنا أمل في تحقيق الوقف الفوري للاقتتال في السودان وإعادة إعماره وبنائه وعودة النازحين واللاجئين لمناطقهم”، وبين أنه استمع للأبعاد الإنسانية للمشكلة، والتي وصفها بأنها مشكلة بالغة الصعوبة.
وأكد أبو الغيط أن اللقاء تطرق لكيف يمكن للجامعة العربية أن تساعد وتساهم بالتنسيق مع المجتمع الدولي والإتحاد الإفريقي في عودة السلام والاستقرار للسودان، وقال أبو الغيط إن النشاط الذي تقوم به الجامعة العربية والأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي وبعض الأطراف ذات التأثير يهدف للسيطرة على الموقف ومساعدة السودان للخروج من هذه الأزمة.
وأضاف أن زيارته للسودان ستفتح الأعين على حجم المشكلة والحاجة للمزيد من الجهد والتحركات لتحقيق الوقف الفوري وعودة السلام والاستقرار وإتاحة الفرصة لأبناء الشعب السوداني لتأمين حياتهم وعودة الاستقرار لبلادهم.
وتركزت غالبية لقاءات الأمين العام للجامعة العربية مع المسؤولين السودانيين على ضرورة وضع حد للتدخل الإماراتي في الشان السوداني ،وذكروا بحسب مصادر أبلغت (أصداء سودانية) أن الحرب في السودان ستتوقف بمجرد نفض الامارات يدها من دعم المليشيا ،مع تامينهم على ضرورة أن تدفع الامارات تعويضات للسودانيين وللحكومة عن الخسائر التي تمت بفعل تدخلاتها في السودان، والتشديد على أن تسدد كل مبالغ اعمار السودان ،مع مساهمة الجامعة العربية في حث الدول الصديقة للمساعدة في الاعمار بعد انتهاء الحرب
نقلا عن “أصداء سودانية”,