آخرهم الحلنقي والجامعة، شائعات موت المبدعين.. للشهرة متاعب

الأحداث – ماجدة حسن

انتشر أمس خبر وفاة الشاعر إسحق الحلنقي، أو “رئيس جمهورية الحب” كما يطلق عليه عشاق كلماته، وفي عام الحرب والموت، ليس مستغرباً أي خبر وفاة لأحد المبدعين الذين فاق عددهم الخمسين مبدع خلال هذه الفترة فقط، لكن المستغرب أن يكون الخبر غير صحيحاً ويتسبب في إزعاج صاحبه ومحبيه ومن هم من حوله.

 

ضريبة شهرة

كانت شائعات وفاة الفنانين تخرج  عند وجوده بأحد المستشفيات للعلاج ويتم تداولها عبر المقربين منه أولاً في الوسط الفني وتنتشر بين الجمهور، ولعل (ضريبة الشهرة) جملة تبرر الكثير من الشائعات التي تطال حياة الفنانين الشخصية والاجتماعية والفنية ولا تتوقف عند هذا الحد بل أصبحت الشائعات تعلن وفاة الفنان وهو لا يزال على قيد الحياة. تنتشر شائعة الوفاة وينتشر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي ويتفاعل محبو الفنان على تويتر وفيسبوك وسط صعوبة التحقق من الأخبار الكاذبة.

ويبدو جلياً أن جزءاً من دائرة انتشار الشائعات أيضاً هي انتشار الحسابات المزيفة للفنانين التي غالباً ما تروج للشائعات، بالإضافة إلى وجود حسابات وقنوات على يوتيوب لأشخاص عاديين، يحاولون لعب دور الصحافي المواطن سعياً لزيادة عدد المتابعين وبالتالي أيضاً الشهرة أو الإعلانات أو الظهور الإعلامي، هو سبب كل الشائعات وهو ما أضر بصناعة الإعلام كلها.

 

سبق الإصرار

الشاعر عبدالوهاب هلاوي يقول إن اسمها إشاعة مع سبق الإصرار، وتساءل “يا أهلنا خلق الله ديل دايرين مننا شنو.. كل  يوم والتاني كاتلين لينا يا شاعر.. يا ملحن يا مغني”، وأضاف “هذه الأيام إشاعة وفاة شاعر كبير نتمنى له طول العمر وصلتني عشرات الرسائل تسأل عنه وعن صحته في إشارة إلى مايتم تداوله من إشاعة”، وأردف “الإشاعة دي بتكون في الأساس اتخلقت كيف الله أعلم كيف ومتى ولماذا الله أعلم وطبعاً هي تملك خاصية الانتشار أكثر من الحقيقة.. نحن ذاتنا ما بنتكيف إلا لما تصلنا إشاعة ونتبادلا في متعة غريبة تحير الإشاعة في روحا”، وأكد هلاوي “مافي فنان في بلادنا وإلا شاف الموت قبل يموت  على طريقة لو ما ضقنا الموت المقابر شقيناها”، وزاد هلاوي “الفنان الصديق الراحل محمد ميرغني طالته الشائعه قبل موته وعندما  فتح لي الباب بنفسه غلبني الحديث شربت معه  كباية شاي وخرجت”، وتابع “كذلك الكابلي في إحدى شائعات موته قال “الناس ديل مستعجلين ليه؟”، وأضاف هلاوي مازحاً “غايتو أصبحنا (سلة إشاعة) العالم في الإشاعة”، وزاد “الموت  دين في رقاب العباد لكن كمان خلوها حلوة شوية والله يوم كده بتكتلو ليكم  زول أها متنا.. تعالو غنو إنتو”.

 

رد عملي

الموسيقار الملحن عماد يوسف في رد عملي أعلن عن عمل جديد يجمعه بالشاعر أسحق الحلنقي مع (سليفي) اليوم،  وكتب معلقاً “الآن مع الأستاذ الجميل إسحق الحلنقي وأغنية جديدة وطنية:

لو نطوف بلدان أو نغيب أزمان

بكره راجعين ليك نحنا يالسودان”.

وأضاف “تمنياتي للسودان العزيز بالأمن والاستقرار وتقبلو تحيات الأستاذ حلنقي”، وأشار عماد في حديث خاص ل(الأحداث) إلى أن الحلنقي انزعج جداً من شائعة وفاته، وقال (عليك الله الناس ديل أنا عملته ليهم شنو طول عمري ما ظلمته ولاجرحته زول ليه بعملو كده)، وقال عماد إنه كان يحكي له عن إشاعة موت محمد حسين كسلا وهو أيضاً متواجد في الإمارات، وفي ذات اللحظة اكتشف أنه هو نفسه طالته شائعة الموت التي أحزنته جداً.

 

ترويع ودراسة

الفنان سيف الجامعة الذي طالته الشائعة أيضاً يرى أن شائعات الموت تحتاج لدراسة، والموت ليس عيباً وماهو بعيد  عن الناس لكن هذا النوع من الإشاعات تروع الحبايب والعوائل خصوصاً في ظروف الحرب اللعينة، وأضاف “السوشيال ميديا نعمة واستخدامها بجهل يجعلها نقمة وسيدنا محمد تحت التراب”، وأضاف “هذا ليس موضوعاً خليكم في ترينداتكم الغبية والبلد فيها حرب ضروس قضت على أحلام الشعب نحن عادي نموت مرة واتنين محمود عبد العزيز كابلي محمد الأمين زيدان إبراهيم أبوعركي والآن الحلنقي وسيف الجامعة قال جل وعلا (إنك ميت وانهم ميتون) الموت حق لكن هذه الإشاعات تروع المحبين والأهل فكفوا عنها وخذوا الأخبار من الثقاة فقط وركزوا في كيف نحافظ على ماتبقى من وطن”.

Exit mobile version