آخرها اغتيال الصحفي معاوية عبدالرازق، مليشيا الدعم السريع.. البندقية في مواجهة حملة الأقلام
في الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات وسط الصحفيين لإطلاق سراح الصحفي طارق عبد الله الذي اختطفته المليشيا المتمردة من منزله ووسط أسرته بالحاج يوسف لجهة غير معلومة، فُجع الوسط الصحفي الأربعاء، بجريمة أخرى ارتكبتها المليشيا المتمردة في حق الصحفيين وذلك بإغتيال الصحفي معاوية عبد الرازق بمنزله بالدروشاب.
الأحداث – آية إبراهيم
حوادث متعددة
وأدانت نقابة الصحفيين السودانيين مقتل
الصحفي معاوية عبدالرازق وثلاثة من أفراد أسرته على يد مليشيا الدعم السريع في منزلهم بالدروشاب.
إذ لم تكن حادثة مقتل عبد الرازق على يد المتمردين هي الأولى ويبدو أنها لن تكون الأخيرة فقد سبقها حادثة مقتل حليمة إدريس التي تعمل بقناة (سودان بكرة) بعد أن قامت قوة تتبع لمليشيا الدعم السريع بدهسها بعربة قتالية بعد انتهائها من تغطية ميدانية بمستشفى أم درمان وغيرها من حوادث القتل التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق الصحفيين منذ تمردها على القوات المسلحة السودانية في أبريل من العام الماضي.
فجيعة أخرى
ونعى عدد من الصحفيين القتيل معاوية عبد الرازق عبر صفحاتهم على (الفيسبوك)، وقال الكاتب الصحفي عبد الماجد عبدالحميد (قبل أن يجف مداد الحزن على اعتقال الأخ الصحفي دكتور طارق عبدالله.. هاهي مليشيا التمرد ترتكب وبدمٍ بارد فجيعة أخرى بقتل الأخ الصحفي معاوية عبدالرازق والذي غادر الدنيا اليوم شاكياً ظلم عصابات التمرد التي مزّقت جسده برصاصات أفرغوها بلا رحمة في كل أنحاء جسده).
بدوره كتب الصحفي لؤي عبد الرحمن قائلاً (فجعنا بنبأ اغتيال الزميل الصحفي الخلوق معاوية عبد الرازق بواسطة مليشيا الدعم السريع في منزلهم بالدروشاب .. معاوية ظل صامداً لأشهر وكان يتفقد الجميع رغم خطورة المنطقة التي هو فيها مقارنة ببقية الولايات.. عملنا معاً في صحيفة آخر لحظة كان نعم الأخ والزميل .. صحفي متميز في التحقيقات وصاحب اجتهادات في مجال التدريب الصحفي).
وأدانت شبكة الصحفيين السودانيين إغتيال الصحفي معاوية عبدالرازق على يد مليشيا الدعم السريع في حادثة قالت إنها تُضاف لجرائم المليشيا ورصيدها في الانتهاك والاعتداء على الصحفيين.
وأشارت الشبكة في بيان لها أنه سبق أن قامت قوات الدعم السريع بإخفاء معاوية قسرياً في ديسمبر من العام الماضي لمدة ثلاثة أيام، ونددت بالسلوك المفرط في العنف والعدوانية لأفراد الدعم السريع.
مصير مجهول
واعتادت مليشيا الدعم السريع على استهداف الصحفيين بالقتل والاعتقال والتعذيب والخطف فقبل نحو أسبوعين اقتادت قوة تتبع للمليشيا الصحفي طارق عبد الله من منزله بالحاج يوسف إلى جهة غير معلومة إذ لايزال مصيره مجهول وسط مطالبات بإطلاق سراحه نسبةً لظروفه الصحية ومعاناته من مرض السكري إضافة إلى أنه يعيل أسرته الصغيرة ووالدته المريضة حيث لم يغادر منزله منذ بداية تمرد المليشيا.
انتهاكات متعددة
وكشفت نقابة الصحفيين السودانيين في تقرير لها أبريل الماضي عن تعرض عدد من الصحفيين لأنواع من الانتهاكات من قبل مليشيا الدعم، وبلغت جملة الانتهاكات الواقعة على الصحفيين والصحفيات وفقاً للتقرير نحو (393) حالة انتهاك مباشرة، واستعرضت في تقريرها عدد من النماذج لذلك بينهم تعرض الصحفي أحمد فضل وراشد جبيل العاملين بموقع (الجزيرة نت) إلى الضرب داخل مكان إقامتهم بعد اقتحام المكان وسرقة هواتفهم النقالة وكل مايملكون من أموال ومتعلقات شخصية مع سرقة عربة الصحفي أحمد فضل إضافة لتهديد الصحفي خالد سعد وإقتياده من الشارع وإرغامه تحت تهديد السلاح على فتح باب منزله وبعد تفتيش المنزل تم الاعتداء عليه بالضرب إلى جانب الإعتداء بالضرب على الصحفيان عماد النضيف وإسلام عبد الرحمن الذي تم الاعتداء عليه داخل منزله بالعباسية بأم درمان وترويعه هو وإبنه ونهب المنزل وتكسير الأثاثات وأخذ مفاتيح عربته الشخصية منه تحت تهديد السلاح وسرقتها، كما تعرض محمد نور الدين وهو مصور صحفي برويترز للاعتداء بالضرب في منزله بحي الحلفايا ببحري وبعد ضربه تم نهب سيارته ومعدات عمله وممتلكات منزله وغيرهم من الصحفيين الذين تعرضت لهم المليشيا المتمردة.
حالة تضييق
وقد لوحظت زيادة مهولة في وتيرة الانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين في السودان من جانب مليشيا الدعم السريع.
وقال الاتحاد العام للصحفيين السودانيين إنه يتابع حالة التضييق الكبيرة على الصحفيين واستهدافهم من مليشيا الدعم السريع المتمردة والذي لا ينفصل عن الانتهاكات الفظيعة التي يرتكبها التمرد ضد المواطنين بالسودان.
وأضاف بيان سابق للاتحاد إلى أن انتهاكات المليشيا ضد الصحفيين تجاوزت حالات الاعتقال والمنع عن العمل حتى بلغت اغتيال الصحفيين في الولايات التي مارست فيها مليشيا التمرد كل الانتهاكات.