واشنطن.. تحركات لإنهاء الأزمة السودانية
جولة إقليمية جديدة لمبعوثها
واشنطن.. تحركات لإنهاء الأزمة السودانية
الأحداث – آية إبراهيم
نشطت الإدارة الأمريكية عبر مبعوثها الجديد توم بيرلييو من تحركاتها الإقليمية لبحث إنهاء الأزمة السودانية التي دخلت عامها الثاني بفعل تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية منذ أبريل من العام الماضي.
رسم خريطة
جولة إقليمية جديدة يجريها المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو خلال هذه الأيام تشمل أوغندا، كينيا، مصر والمملكة العربية السعودية للقاء الشركاء الإقليميين الرئيسيين لتعزيز الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع في السودان.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان إن جولة مبعوثها الخاص الإقليمية تهدف لتجنب المزيد من الفظائع الجماعية وتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للشعب السوداني ورسم خريطة الطريق نحو الانتقال إلى حكومة ديمقراطية بقيادة مدنية.
دولة مؤثرة
ويؤكد رئيس لجنة السياسات بحزب الأمة القومي إمام الحلو أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤثرة في المحيط الإقليمي والدولي، وقال إن حزبه يثمن مساعيها لوقف وإنهاء الحرب المفروضة على الشعب السوداني.
وأشار الحلو لـ(الأحداث) إلى أن جولة بيرييلو يعكس اهتمام هذه الدول بالآثار المترتبة على تداعيات الحرب السودانية عليها وعلى الأمن الإقليمي.
وقال “رغم تقديرنا إلى إنهماك الولايات المتحدة الأمريكية في بؤر نزاعات عديدة إلا أننا لم نفهم استراتيجيتها في وضع حد للنزاع في السودان كما وضوح استراتيجيتها في بؤر تلك النزاعات، ولفت إلى أن وضوح استراتيجية أمريكا تجاه الأوضاع في السودان يساعد القوى السياسية والوطنية في التعامل بموضوعية وواقعية معها ويساعد الشركاء الإقليميين في التفاهم معنا كسودانيين معنيين بالمصير الوطني.
لقاءات مختلفة
ومن المقرر حسب بيان الخارجية الأميركية أن يجتمع بيرييلو مع الحكومات الشريكة لتنسيق الجهود الدبلوماسية لاستئناف المفاوضات وممارسة الضغط اللازم لحماية المدنيين وإسكات الأسلحة وتسهيل الانتقال إلى حكومة ديمقراطية مدنية، كما أنه سيعقد لقاءات مع مجموعة واسعة من المدنيين السودانيين بما في ذلك المجتمع المدني ولجان المقاومة والأطراف الأخرى للاستماع إلى وجهات نظرهم حول كيفية تعزيز الجهود لإنهاء الصراع.
انقسام داخلي
ويستبعد المحلل السياسي د.راشد التيجاني أن تحدث جولات المبعوث الأمريكي لدى السودان أي اختراق بشأن الأزمة السودانية، ويبرر حديثه بأن تحركاته لا تمضي نحو الهدف المطلوب، وقال إن بيرييلو يعالج القضية خارج السودان ولم يأت للبلاد.
ولفت التيجاني في حديث لـ(الأحداث) إلى أن الكونغرس الأمريكي طالب المبعوث من قبل بخطة لحل المشكلة وأن لايتحدث عن الأحوال الإنسانية، وقال “حتى الأمريكان أنفسهم يعلمون أنه ليس لديه مايقدمه”، مبيناً أن تحركاته تأتي في إطار علاقات عامة بإعتبار أنه مكلف بمهمة ويحاول إظهار أنه يعمل، وأشار إلى أن الولايات المتحدة منقسمة داخلياً تجاه الأزمة السودانية مابين حل القضية بشكل مباشر وغير مباشر.
جولة سابقة
وسبق أن أجرى بيرييلو جولة إقليمية شملت مصر، السعودية، أوغندا، إثيوبيا، جيبوتي وكينيا، عقد خلالها لقاءات مع كبار المسؤولين علاوةً على لقاءاته مع الفاعلين السودانيين وأبدى خلالها أمله في استئناف التفاوض بين الجيش وقوات الدعم السريع، كما أجرى مشاورات في القاهرة مع رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير ونائبة رئيس حزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي القياديين في تحالف قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي، كما أجرى بيرييلو لقاءات مماثلة مع القياديين في قوى الحرية والتغيير- الكتلة الديمقراطية نور الدائم طه ومحمد زكريا، إلى جانب مجموعة محدودة من الإعلاميين السودانيين.
مساعي حل
وأعلنت الخارجية الأميركية في 26 فبراير الماضي تعيين توم بيرييلو، مبعوثاً خاصاً للسودان، حيث جاءت الخطوة بعد أشهر من مطالبة المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين بتعيين خبير كبير في حل المشكلات للمساعدة في منع إحدى كبرى الدول الأفريقية من الانزلاق إلى حرب أهلية.