فيما أرى
عادل الباز
1
خائب الرجاء معلوم أما التعيس فهو الذي أنفق كل عمره السياسي في الهراء … متنقلاً في أحضان العمالة، يعتاش منها والارتزاق الرخيص. رفض كل شيء فلا هو قادر أن يحارب كالرجال، ولا هو قادر أن يفاوض كمتمرد تطاول أمد تمرده بالأهداف.
2
وقّع التعيس (نور) وخائب الرجاء (حمدوك) بالأمس فى عاصمة التآمر الافريقي نيروبي على وثيقة لم اقرأ مثلها، وثيقة حشدت بالهراء والكلام الملان كلام فارغ، ومن عجب أن مثل ذلك الهراء وقّع عليه خائب الرجاء في كل الوثائق التي مهرها منذ إطلالته الشقية على الشعب السوداني. هي ذاتها النصوص في أوراق الحرية والتغيير، وهي ذات نصوص الوثيقة الدستورية 2019 وهي نفسها التي وقعها في الطريق إلى الأمام، وذاتها التي مهرها عشية الانقلاب الذي بصم عليه، وهي ذاتها التي وقعها مع الحلو إبان زيارته المخزية لمتمرد آخر في جبال النوبة، أشد تعاسة من كليهما وهو عبد العزيز الحلو الذي استقبل قبل أيام في الجبال وفداً إماراتياً، عارضاً نفسه للبيع والشراء مثله مثل آخرين من ساقطي الحركة الشعبية بتاعين السودان الجديد المعروض في أسواق النخاسة العربي. ما أن قبض عبد العزيز الثمن حتى رفض توقيع اتفاق وقف العدائيات في جوبا.
3
استوقفتني في اتفاق نيروبي (3) نقاط حواها الاتفاق، الأولى ملاحظة، إذ لاحظت أن إمضاء الاتفاق كان بين حمدوك كرئيس سابق للوزراء ونور رئيس حركة جيش تحرير السودان، تُرى لماذا لم يوقّع حمدوك الاتفاق باسم رئيس تقدم، ووقّع باسمه كرئيس سابق لمجلس الوزراء في غفلة من غفلات السودان الكبرى.؟. وماذا يعني التوقيع مع رئيس وزراء سابق وماذا يمثل؟ لقد وقّع حمدوك (دائماً خائب الرجاء) من قبل مع زعيم الجنجويد كرئيس لتقدم فلماذا لم يوقّع باسم تقدم هذه المرة؟، الاحتمالات هو أن تكون تقدم رافضة أصلاً مبدأ التوقيع مع (التعيس) الذي خذلها وأدانها عشرات المرات، أو أن يكون هو لا يعترف بتقدم من أساسه.!! إذن ماذا يعني توقيع خائب الرجاء لأي اتفاق مع أياً كان، حكاية رئيس وزارء هذه سخيفة وليس لها قيمة، فتخيل أن أي رئيس وزراء سابق يذهب ليوقّع مع متمردين على الدولة التي كان هو رئيس وزرائها.!!.. هذا لا يحدث إلا في هذه البلد الهاملة… انظر على ماذا يوقّع رئيس الوزراء السابق خائب الرجاء؟.
أولاً: على علمانية الدولة التي تكون على مسافة واحدة من الأديان…. بالله شوف؟ منو القال للمتعوس وخايب الرجا أن الدولة العلمانية على مسافة واحدة من الأديان… ترى هل أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا اليوم أو الهند على مسافة واحدة من كل الأديان؟.
ثم كيف يمكن فرض العلمانية على الشعب السوداني من متعوس وخايب رجاء دون أي تفويض، وما قيمة دعوة كليهما للعلمانية وماذا يمثلان؟ لا مفكرين ولا مناضلين مجرد مرتزقة وأذيال عمالة.!!.
4
يهدد الاتفاق الشعب السوداني أنه في حالة عدم تطبيق العلمانية واللامركزية في الدولة والعدالة والمحاسبة فإن الطرفان سيدعوان لحق تقرير مصير الشعوب السودانية؟!! تصور متعوس وخائب رجاء يهددان ويقرران مصير الشعوب السودانية.؟ لا تعرف تضحك ولا تعرف تبكي… ما هنت يا سوداننا يوماً من الأيام علينا مثل هذه الأيام السوداء.
5
تُرى، ماذا يجمع بين روتو الرئيس الرخيص بتاع المرجخيص مجرم الحرب الذي رعى اتفاق نيروبي بعبد الواحد نور مدمن التمرد وحمدوك مدمن الفشل؟. بالتأكيد ليس الحرص على السودان وأهله ولا نوايا مخلصة لوقف الحرب ولا حرصاً على العلمانية، مؤكد ألا شيء من ذلك يجمعهم، لا يجمع بينهم سوى أنهم مجرد سلع رخيصة معروضة للبيع في أسواق دقلو التي افتتحت لها أفرع حديثة في كمبالا نيروبي وأديس، يُباع فيها المناضلين السابقين المتمردين المرخصين، وحتى الرؤساء وكل أصناف العملاء بائعي أوطانهم وضمائرهم في أسوأ أسواق للنخاسة… أسواق آل دقلو… العياذ بالله.