الأحداث – متابعات
كشفت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء في السودان السبت، عن وقوع 47 حالة اغتصاب في قرى شرق الجزيرة ، بينها طفلة تبلغ من العمر 11 عامًا- لقيت حتفها- وذلك في أعقاب حملة انتقامية شنتها مليشيا الدعم السريع على تلك المناطق خلال الأيام الماضية.
وفي تصريح لـ”سودان تربيون”، قالت أديبة إبراهيم السيد، عضو فرعية خصوصي أم درمان في اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، إن 47 امرأة تعرضن للاغتصاب، بينهن ثلاث قاصرات، في مناطق شرق الجزيرة. وأفادت بوفاة طفلة تبلغ من العمر 11 عامًا، جراء نزيف حاد دخلت بسببه في غيبوبة أدت إلى وفاتها بمنطقة الهلالية.
وأكدت إجلاء الناجيات إلى مستشفى بشرق البلاد، حيث وصلن في حالة صحية سيئة تعاني بعضهن من نزيف حاد وجروح في الأغشية المهبلية وتورمات في عنق الرحم، مما أدى إلى إصابة ثلاث منهن بالناسور البولي.
وأعلنت عن تواصل اللجنة مع منظمة الجندر لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لتقديم مساعدات عاجلة وحماية الناجيات، وكذلك الشروع في إجراءات علاجهن في دول الجوار.
وناشدت أديبة الأطباء المتطوعين في ولايتي كسلا والقضارف التوجه إلى المستشفى للمساعدة في إنقاذ الناجيات، كما اشتكت من عدم استجابة الجهات المختصة، رغم النداءات المتكررة وتزايد الحالات التي يصعب التعامل معها في ظل الظروف الحالية.
في سياق متصل، قدمت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان بيانًا صحفيًا اليوم تضمن إرشادات ونصائح لضحايا الاغتصاب، بينها ضرورة الكشف الطبي على الناجيات بخصوصية عالية بعد موافقتهن، إلى جانب إجراء الفحص السريري، وأخذ العينات من القناة التناسلية للفحص الجنائي والكشف عن الأمراض المنقولة جنسيًا، مع توفير العلاج بيد فريق طبي متكامل.
وافادت منظمة حقوقية “بي بي سي” إنها تتواصل مع ست نساء تفكرن في الانتحار، خوفاً من التعرض للاغتصاب، مع استمرار تقدم قوات التدخل السريع.
وقالت هالة الكارب، المديرة التنفيذية في المبادرة الاستراتيجية للمرأة في القرن الأفريقي، لبي بي سي: “شنت قوات الدعم السريع حملة انتقام في المناطق التي يسيطر عليها كيكل، فنهبت وقتلت المدنيين الذين قاوموا الهجمات واغتصبت النساء والفتيات الصغيرات”.
وقالت إن المبادرة تعمل على توثيق أعمال العنف القائمة على النوع الاجتماعي في السودان خلال الحرب، ووثقت انتحار ثلاث نساء، الأسبوع الماضي، في ولاية الجزيرة.
وذكرت هالة أن اثنتين منهن انتحرتا في قرية السريحة والثالثة في قرية الرفاعة.
وقالت شقيقة المرأة التي انتحرت في قرية السريحة إن اختها أقدمت على الانتحار بعد اغتصابها من جنود قوات الدعم السريع، أمام والدها وأخيها، اللذين قتلا لاحقاً.
وأوضحت هالة أن الأدلة على الاغتصاب جاءت من قريتين فقط، من أصل 50 قرية تقريباً تعرضت للهجمات في الفترة الأخيرة، وأضافت أن الأرقام قد تكون أكبر بسبب انقطاع الاتصالات مع بعض المناطق.