ناصر يوسف رسول الإنسانية
خالد البلولة
تعرفت على الأستاذ المخرج والممثل الإنسان ناصر يوسف حسن التوم، لأول مرة في المعهد وعاشرته عندما سكنت في داخلية الجزلي بحي بانت بامدرمان وهي الداخلية الخاصة بطلاب المعهد العالي للموسيقى والمسرح.
ينتسب ناصر يوسف للدفعة التي تسبقنا بثلاث دفعات بقسم الدراما، وتعد من الدفعات المميزة في رأي ومنذ أن تعرفت عليهم، منذ أن كانوا طلاباً شعرت أنهم أسرة واحدة كانهم جاءوا من رحم واحد وعرفت معدنهم النفيس بعد أن زاملت بعضهم في الحيشان الثلاثة، وشهدت له مواقف أصيلة مع بعضهم البعض، دفعة رأس سنامها الراحل المقيم عمنا السر محجوب رحمة الله تغشاه وجمال حسن سعيد واليسع حسن أحمد وعاطف البحر وعبد المنعم ابراهيم وعوضية مكي وبعلها عبد العظيم محمد الطيب وناهد كسلا، وأم الدفعة عفاف النجومي ومحمد علي مخاوي وأديب محمد حسن رحمة الله عليه، والفريد تعبان وجمال سوزي… الخ.
يبدو أن والدة ناصر أرضعته حليب الإنسانية فشب وكبر وهو يحمل هم أخيه الإنسان، يبذل غاية جهده في تفقد أخوانه الذين لم تلدهم أمه، يحمل ناصر كاميرته وهو يتجول بين البيادر والبنادر متفقداً زملاء مهنته وأبناء دفعته والذين شبوا معه في الحيشان التلاتة رغم أزيز الرصاص في امدرمان وهدير المدافع، وابتدرها بزيارة زميلتنا واميرة دفعتنا ناهد حسن والممثل الكبير محمد المهدي الفادني ويتجه إلى الشمال حيث عبدالرحمن الشبلي في دامر المجذوب وقسم الإله وقاسم أبوزيد وعوض بطران في عطبرة والفنان أحمد شاويش ويمضي إلى شندي حيث تقيم إلطاف إبراهيم وزوجها وهي من بنات دفعتنا والدفعة التي تلي دفعة ناصر.
ناصر بدلاً أن يلعن الظلام أوقد شمعة تنير الدرب للجميع، وقدم درساً بليغاً للأجهزة الإعلامية ذات الإمكانيات العالية وللجالسين على الرصيف يشكون لطوب الأرض العجز وقلة الحيلة قدم درساً في الإرادة والعزيمة والإصرار وأن الإرادة هي سر الحياة.
قام مع د. صالح عبدالقادر الفنان وأستاذ الدراما بجامعة النيلين بإقامة عدد من الورش التدريبية في مجال المسرح والدراما أثناء الحرب، ويؤكدان بصنيعهما أن المسرح هو رأس الرمح في التغيير المنشود وأن الحياة تمضي رغم الويلات وأن “الحياة أجمل” وتستحق العيش بكرامة وإرادة وعزم.