مع وصول نيرانها إلى الجبال.. مخاوف محلية من الانزلاق الكلي في الحرب

تقرير – الأحداث
لاكثر من (12) عاماً ظلت قوات ما يعرف بجيش الحركة الشعبية شمال يسيطر على مناطق بجبال النوبة وتتحكم بها، وظلت هذه القوات بعيدة عن أي عمليات عسكرية بموجب اتفاق 2012 الذي وقع بين الحلو وحكومة البشير التي كانت تحكم البلاد وقتذاك.. كان الحلو بقواته متواجداً في المنطقة دون عمليات عسكرية فلم يطور آلياته ولم يطور قدرات مقاتليه وظل كما هو يقاتل بجيش مهترئ وآليات بالية معظمها من إرث الحركة الشعبية الام التي تحكمت في جنوب السودان وظل الحال على ما هو عليه حتى بعد اشتعال الحرب في الخرطوم وانتقالها إلى الجزيرة مع محاولات من الحلو لاستغلال انشغال الجيش بالمعارك للتوسع في بعض المناطق لكن الأمور تطورت مع الوقت ليدخل الحلو في مفاوضات مع الامارات داعمة المليشيا عبر حكومة جنوب السودان ويصل إلى تفاهمات عبر الاتفاق مع الامارات عبر عبدالله حمدوك الصديق المقرب للحلو إلى اتفاق مع المليشيا دخل الحلو بموجب الاتفاق إلى الحرب معتقداً ان الجيش منهك وأنه يستطيع تقديم الدعم للمليشيا التي قدمت وعود كبيرة كما تولت الامارات تقديم جزرة أغرت الرجل بالمغامرة ودخول الحرب دون أن ياخذ في الاعتبار العداء القديم والتقليدي الذي تكنه حواضن المليشيا للاثنيات التي يمثلها جيشه ودون أن يلقي بالا إلى أن الحرب أوجدت آليات حرب جديدة لم يعرفها جيشه ولم يتعامل معها سابقاً مثل المسيرات الحديثة والانتحارية والسلاح النوعي والمتطور الذي تستعمله القوات المسلحة الان هي والقوات المساندة لها وهو سلاح لم يواجهه الحلو وجيشه من قبل ولا يعرف جنوده الذين يحملون الكلاش والجيم ثري وغيره من الاسلحة الخفيفة والقديمة، ورغم رفض بعض المكونات والنظارات المحلية لاتفاق الحلو والمليشيا وحديثهم المباشر معه وتحذيرهم من الخطوة التي قد تجر المعارك إلى جبال النوبة لم يتوقف الحلو بل أمر بايداعهم السجون واعتبرهم خونة ومع وصول المسيرات الاستراتيجية إلى كاودا وتغول قوات المليشيا ودخولها إلى الجبال نشط بعض المؤيدين للحركة وطرحوا مبادرة لاخلاء المنطقة من الطرفين المتحاربين حتى لا تحترق كادوقلي والدلنج وكاودا بان تنسحب المليشيا من الجبال ويخلي الجيش مقراته ويسلمها لجيش الحلو لمنع الموت والعمليات العسكرية وهو حل تم الترويج له بكثافة من قبل بعض منسوبي حركة الحلو لكنه واجه عقبات كثيرة أولها أن الحلو لم يعد طرفاً محايداً بل هو ضمن قوات المليشيا ما يعني أن تسليم أي حامية لو تم وقبل الجيش بالمقاربة فهو تسليم للمليشيا بصورة مباشرة وهو ما وصفه العلمي كندة الناشط السياسي بجبال النوبة بالمقترح الساذج لان المشكلة ليست فقط في فرضية تسليم الجيش مقراته للجنجويد عبر قوات الحلو بل الجهة التي تبنت المقترح واطلقته هي نفسها جنجويد وهم ممن يؤيدون الجنجويد ويدعمونهم ولا اعتقد أن جهة ما ستنظر إلى مقترح كهذا لان الجميع يعلم أن عدد من قيادات تاسيس موجود هناك ويدخل الجنوب ويعود من خلال بوابات الحلو)، وتابع (هناك سخط من الناس على ما يحدث لكن الناس لا يستطيعون التحدث علناً لان الحلو جاهز باتهاماته التي يوجهها لمن يخالفون رايه وبعضهم في السجون الان لكنه مختفي تماماً ولا أحد يعلم بالضبط من يدير الحركة هناك أخبار عن تدهور صحته في وقت كثرت فيه حركة المسيرات التابعة للجيش فوقنا وهي مسيرات تضرب في مناطق حساسة اضطر معها الناس للمغادرة وترك مناطقهم لانهم يعلمون أن الجيش الشعبي لا يملك أي حلول لمواجهة طيران الجيش الحربي والمسير وحتى الانظمة التي وصلت من المليشيا وضعت في مناطق معينة وهي أسلحة متطورة لا يعرف ضباط وجنود الجيش الشعبي كيفية التعامل معها ولا حتى المليشيا لا تعرف كيف تتعامل معها ومن يديرها أجانب من كينيا واثيوبيا وبعض الاوربيين).
ويقول الخبير العسكري ياسر سعد الدين إن ما يجعل الامور صعبة ومعقدة بالنسبة للحلو هو أنه لا يثق في أي طرف ويعلم أنه بات هدفاً مشروعاً للجميع حتى حاضنة الجيش الشعبي التي ترى أن الحلو جلب الحرب إلى مناطقها وأنه مستفيد مما يحدث وقبض ثمنهم من الامارات عبر صديقه عبدالله حمدوك وصديقه الاخر سلفاكير.
وتقول حواضنه إن الحلو باع المنطقة للجنجويد مقابل المال وأنه يقاتل الان جهات عديدة لا يهمها لا الحلو ولا مواطن جبال النوبة)، وتابع (الحلو لا يملك تسليح لمواجهة الجيش ولا المليشيا هو رجل وضع نفسه وسط معركة لا يستطيع خوضها بالادوات البدائية التي يعتمد عليها)



