تقرير – القسم السياسي
تحركت العمليات العسكرية في دارفور أمس الاول مع تمركز قوات الجيش والقوات المساندة له في مناطق مفتاحية خلال الفترة الماضية وطلعات الطيران الحربي والطيران المسير الذي قصف لاسابيع تجمعات المليشيا ومتحركاتها ما أوجد بيئة عسكرية مناسبة لتقدم الجيش الذي عاد إلى مناطق كازقيل وأم دم حاج أحمد عبر متحرك الصياد مع تحرك قوات الجيش إلى القرفة المزروب وبارا وام بادر وقوات أخرى تتحرك إلى الحمادي والدبيبات والخوي وابوزبد وصولاً إلى النهود حيث توسع القوات حاليا نطاق حركتها في وقت مع تحركات سياسية نحو جوبا لاغلاق منافذ الامداد من جنوب السودان التي تشكل الان هاجساً كبيراً بعد تزايد أعداد المرتزقة الوافدين من هناك وتزايد حركة ناقلات المليشيا على الحدود وهو أمر بدات حكومة جنوب السودان نفسها تتضرر منه إذ توقف تصدير النفط بفعل هجمات المليشيا فتوقف الشريان الذي يمدها بالمال وكما حدث في جنوب السودان الذي يدفع الان بطريقة أو أخرى ثمن خياراته فقد استبد القلق غرباً بانجمينا التي تتململ الان من الحركة الكثيفة لمقاتلي المعارضة التشادية ما استدعى أن ترفع انجمينا درجة تأهبها الامني خوفا من تسلل الجماعات المسلحة إلى مناطق أم جرس والجبال المحيطة بها وخوفاً من تكرار أحداث 2003 و2010 عندما أصبحت الحدود منطقة يصعب دخولها مع انتشار السلاح والجماعات المسلحة. يقول اللواء م صلاح محمد خالد (من المهم ضبط الحدود مع استمرار العمليات العسكرية في كردفان لان المليشيا حاليا تعاني اشكالات في الدعم والاسناد وحتى في البترول اذ مع تقطع السبل بامدادات الجنوب الليبي أصبحت تعتمد تماماً على تشاد وجنوب السودان وقطع الامداد من هذه الدول سيضع حركتها أمام خيارات صعبة)، وأضاف (المليشيا سحبت مقاتلين من كردفان لاسناد القوة التي تحركت من الفاشر لاسقاط بابنوسة فاصبحت القوات هناك في وضع قتالي مهزوز لان سحب القوات ومعه الآليات سيضعف قدرتها على القتال وهذا لا يعني بالضرورة أن المعارك ستكون سهلة لا المعارك هي المعارك لكن الحسابات تبقي هي الحسابات ايضاً)، وتابع (الجيش أثبت الان أنه لا يتراجع تحت الضربات بل يراجع أوراقه ويرتبها ويعود أقوى ليخوض معاركه وهذا مافهمه من يدير المعارك من المليشيا لا توجد معارك نهائية مع الجيش ففي كل مرة ينظم نفسه ويعود ليقاتل وينتزع أرضه .. الجيش لا يتراجع مهما كانت التضحيات هو يعرف تماما انه المعني بالدفاع عن الأرض والسيادة لذا يقاتل بصبر ويعرف كيف ينجز فروضه وكيف يستعيد المدن ومتى يستعيدها هذه أمور باتت من بديهيات هذه الحرب).
ويقول الخبير الامني والاستراتيجي مدني الحارث إن تحرك الجيش الان في مناطق كازقيل وأم دم حاج أحمد وغيرها من مدن كردفان هو اكمال لمهمة الجيش في المنطقة قبل الدخول في معارك دارفور الحاسمة والتي يتوقع أن تجعل الشتاء ساخناً هذا العام)، وأضاف (بروبغندا التمرد تحاول ممارسة التضليل الذي اعتاده لكن العمليات العسكرية تمضي بصورة جيدة ومطمئنة كما خطط لها في دارفور هذا الاسبوع كل القوات تعمل بتنسيق تام مع غرفة السيطرة، واعتقد أننا موعودون باخبار جيدة خلال هذا الاسبوع والاسابيع التي تليه مع التحركات المستمرة وانفتاح الجيش على مساحات واسعة وهو انفتاح سيخفف الضغط عن الفرقة 22 بنيالا). ويقول صلاح محمد خالد إن إعلان التعبئة العامة سيساعد الجيش في المناطق التي يستعيد السيطرة عليها ويمنح القوات حرية الحركة لانها لن تصبح مطالبة بالارتكاز والتامين كما أن وجود أعداد كبيرة من المتطوعين سيؤمن المدن المحررة وينظفها من الجيوب المتعاونة والمتمردة التي تختبئ هناك، وأضاف ( يجب أن تتوسع المعسكرات لكن بتدقيق أكثر في المستنفرين لان بعض الظواهر التي عشناها هنا وهناك وبعض التجارب المريرة يجب أن نضعها في الحسبان)، وتابع ( اؤكد أن العمل على الارض والمعارك يجب أن تستصحب معها اغلاق الحدود لان المليشيا تستخدمها حتى تاريخ اليوم في جلب المقاتلين والأسلحة والمرتزقة وهناك خطوط اخلاء لاجلاء القادة المصابين للعلاج في مستشفيات جنوب السودان وتشاد أو نقلهم بالطائرات إلى أبوظبي للعلاج)، وقال (كلمة السر في معارك كردفان اغلاق منافذ الامداد وكلنا شاهدنا سياراتهم وهي تفتقر للوقود كيف أصبحت صيد سهل للطائرات الحربية كما أن كشف طرق الامداد الجديدة سيمكننا من ايقاف أي امداد قادم ويحرمهم من الذخائر والسلاح).

