مصممة أزياء سودانية في القاهرة : المصريون “جدعان” معي
شهد عام 2023 أحداثاً مأساوية في السودان، عندما اندلعت فيه الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن آلاف القتلى والمصابين، كما ترك الكثير من السودانيين بيوتهم وأشغالهم، وكل ما يمتلكونه في السودان ليفروا من الحرب إلى مصر، وكانت من بينهم آمال السيد مصممة الأزياء السودانية، والتي تركت شهرتها ومشروعها وكل ما تملك في السودان وبدأت حياتها ومشروعها الجديد في مصر.
“وعلى قول المصريين” كلنا أبناء النيل.. كلنا واحد”، هو ما قالته آمال السيد لصحيفة “اليوم السابع” المصرية، وعن بداية الحرب وتفاصيل رحلتها من مصر للسودان قالت: ” الحرب كانت صعبة علينا جداً، إحنا كنا بنسمع أصوات الرصاص وكان فيه رعب بين الناس وبين الأطفال كان فيه دانات بتقع علينا وكانت بتهدم البيوت وبتموت الناس، إحنا كنا معتقدين أن الموضوع ده هياخد يوم يومين أو أسبوع بالكتير وإن الحرب هتقيف وإنه الوضع هيتحسن بعد كده، اكتشفنا إن الحرب دي مستمرة “.
وأضافت:” أنا من الناس اللي مكنتش عاوزة أسيب بلدي كنت دايماً بقولهم الموت واحد يعنى الموت ده مكتوب على الإنسان والدايم هو الله، السبب اللي خلانا نخرج ونسيب بلدنا ونيجي مصر هي نفسية الأطفال، ولادي كانوا دايماً يقولولي يا ماما هو إحنا هنموت، طب هي الحرب دي هتنتهي إمتى؟، لأن مكانش فيه أمن نهائي”.
وتابعت: “مطار السودان كان مغلق ومفيش أي طيران لأي بلد الحل الوحيد إنك أنت يا أما تسافر عند الولايات يا أما تيجي القاهرة عن طريق الطريق البرى، كانت الرحلة متعبة جداً لكن الحمد لله تجاوزناها كان معانا نساء كبار فى السن، وكان معانا أطفال و كانوا تعبانين جداً”.
“أنا اول ما وصلت مصر كنت حاسة بارتياح وإن خلاص الضغط اللي كنت عايشة فيه راح وإنه الخوف من اللي جاي والرعب بتاع الدانات وأصوات الرصاص هينتهي”، هو الشعور الذى وصفته آمال عند وصولها إلى مصر واستقبال المصريين لها والذين استقبلوهم بالكلمة الشهيرة ” أهلا بيكم في بلدكم التانية مصر.. إحنا كلنا أبناء النيل “.
واستطردت قائلة: “أنا كنت بشتغل مصممة أزياء في السودان وعندي مشروعي الخاص ومشهورة والناس كلها عرفانى ولكن طبعا بسبب الحرب تركت كل حاجة وجيت على مصر ومش متوقعة إن في يوم من الأيام ممكن أرجع تانى واشتغل في الأزياء، لكن الحمد لله لما جيت مصر فتحت المشروع من جديد، والمصريين ساعدوني وفيه حد أجر لي المحل بتاعه، واستحملني لغاية ما أشترى البضاعة واشتغل براحتي”.
وتابعت ” أنا كنت معتقدة إن الحرب هتاخد فترتها وهتنتهي وهرجع لبلدي لكن الحرب لغاية دلوقتى مستمرة فقررت خلاص هستقر في مصر ودخلت ولادي مدارس سودانية في مصر” .
وعن مشروعها وحبها لتصميم الأزياء السودانية قالت: ” من صغري وأنا بحب تصميم الأزياء وكنت من زمان أوي لما بحضر الأفراح السودانية، كنت دايماً بكون مركزة مع التوب والشال والعمة ولفة العمة عند الراجل السوداني، ولم أهتم بفساتين البنات عشان كدة لما كبرت ركزت في تصميم التوب السودانى والأزياء الخاصة بالرجال، وشغلي كله يدوي، من غير أي ماكينة خالص”.
وأكملت حديثها: ” المحل عندي بيتكلم عن الفلكلور السوداني الجلابية والتوب والعمة والـ”على الله”، وهى عبارة عن جلابية سودانية بسروال، والحمد لله فيه إقبال كبير، أنا كنت متخيلة إن الشغل هيكون للسودانيين والنوبيين فقط، لكن اكتشفت إن المصريين كمان بيهتموا بالأزياء السودانية، وفيه إقبال كبير عليها وفيه شباب مصريين اشتروا “على الله” وقالولي عاوزين نروح بيها صلاة الجمعة “.
“مواقف كتيرة بتظهر معادن الناس في كل بلد فيه الكويس وفيه الوحش أصابع الإيد مش واحدة، ومن الحاجات المميزة في الشعب المصري إنهم ناس بشوشين بيعرفوا يتعاملوا مع كل الشعوب”، هذا ما قالته آمال عن تعامل المصريين معها وعلاقتها مع جيرانها وأصحابها المصريين، كما قالت إن المصريين لديهم فضول لمعرفة الطقوس السودانية والعطور السودانية والأزياء وأنها أيضا لديها نفس الفضول لمعرفة الطقوس المصرية والأغاني الشعبية، حيث قالت ” أغنية مخصماك من أكثر الأغاني المصرية اللي علقت معايا من أول ما وصلت مصر والناس كلها بتغنيها، كمان الأكل المصري مختلف وجميل وبحب أجرب كل حاجة بس أكتر حاجة عجبتني هي ورق العنب”.
وأنهت حديثها قائلة” كل يوم الإنسان بيصلي 5 صلوات الـ 5 صلوات دي بتكون كلها دعوات إن ربنا يعدل الحال ويحفظ البلاد، أنا بحب بلدي السودان جداً وأكيد أي شخص بيكون نفسه يعود لبلده ليس لمضايقته من المصريين لكن لأنه مرتبط ببلده يعني أنت إتولدت في البلد دي وكبرت فيها، أنا بقول للسودان إنه ربنا يعدل حالنا ويصلح حالنا والحرب تقف والأمن والأمان يرجع زي زمان والناس بتتمنى جداً إنه بين يوم وليلة يكون فيه بشريات أو احتفالات في شارع السودان والناس فرحانة و مبسوطة”.