مستجدات المشهد السياسي.. عقوبات دقلو الاوروبية وتوقعات الخطوة التالية للقاء ترامب وبن سلمان

تقرير – أمير عبدالماجد
يبدو المشهد السياسي السوداني الان متجهاً بطريقة ما إلى ما يتمخض عن لقاء الامير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية والرئيس الامريكي دونالد ترامب وما أثير بعد اللقاء عن تدخل مباشر للرئيس الامريكي في الأزمة لحلها وايقاف نزيف الدم السوداني خاصة بعد العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوربي على قائد ثاني المليشيا عبدالرحيم دقلو وهي عقوبات قال حاكم دارفور انها خطوة دولية متأخرة لكنها مهمة لايقاف آلة القتل التي حولت دارفور والسودان إلى ساحة مفتوحة للدمار والمعاناة، وأضاف (كحاكم لاقليم دارفور أرحب بالخطوة واعتبرها بداية ضرورية لمحاسبة كل الذين تورطوا في الجرائم الفظيعة ضد شعبنا لكن العدالة لن تكتمل بمحاسبة شخص واحد لذا اطالب بمحاسبة بقية اشقاء عبدالرحيم وكل من شارك ودعم مليشيا الدعم السريع في قتل الابرياء وتشريدهم)، وتابع (يجب محاسبة المليشيا وقادتها والدول التي دعمتهم وعلى رأسها الامارات)، وقال(المجتمع الدولي يجب أن يتعامل بجدية مع كل الدول التي اسهمت في استمرار الحرب ولن نسمح بطي صفحة الماساة بلا عدالة ولن نسمح ان يدفن شهدائنا بلا حساب وسنعمل مع كل الاطراف الاقليمية والدولية لجلب كل المجرمين إلى طاولة العدالة ).
ومع أن قرار فرض العقوبات من الاتحاد الاوربي تزامن فقط مع لقاء ترامب بولي العهد السعودي الا ان البعض يري أنها مرحلة جديدة ضاق فيها العالم ذرعاً بممارسات الجنجويد وداعميهم خاصة وان الاتحاد الاوروبي ظل لسنوات من الاذرع التي تدعم المليشيا بدعوى عملها في مكافحة الهجرة غير الشرعية وكانت القيادية بالحزب الاتحادي الديمقراطي اشراقة سيد محمود قد أكدت على نقاط مهمة في خطاب ترامب عن تدخله لايجاد حل لحرب السودان قالت (حديث الرئيس ترامب عن انه لم تكن لديه فكرة أو رغبة لانهاء الحرب يدل على عدم وجود لما يسمي بالرباعية في مؤسسة الرئاسة الامريكية وان الرباعية كانت مجرد علاقات عامة مع مراكز نفوذ او شخصيات امريكية على صلة بدولة الامارات اما حديثه عن اعتقاده أن الوضع جنوني وغير مسيطر عليه وانه فهم الوضع بعد حديث ولي العهد السعودي فهو دلالة على ان الوضع في السودان تم تشويهه عند ترامب بانها دولة بلاحكومة تقودها مليشيات متطرفة وهذا بالضبط ماروجت له الامارات في حربها ضد السودان) واضافت ( الان سيعود الامر الى منبر جدة الذي تآمرت عليه الامارات وحاولت ترحيله إلى جنيف لكن المحاولة فشلت) وتابعت (الان تعود الامور لمنبر جدة وتعود الامور لنصابها وتنتهي احلام صمود وتاسيس وتنتهي معها قصص الرباعية).
لكن هل تنتهي الرباعية فعلاُ بدخول ترامب وعمله على الملف السوداني يقول اليسع محمد نور الباحث في الشؤون السياسية ومدير مركز نور للدراسات الاستراتيجية ان الرباعية بتكوينها القديم واقصد بالتكوين هنا الاستراتيجية التي اعتمدتها والوصفات التي حاولت تمريرها في تقديري انتهت لكن وجود الامارات فيها مستمر وهو امر لن يمانع ترامب في استمراره لسببين الاول الا يبدو كان دخوله على خط الحل بعضا من صراع النفوذ السعودي الاماراتي اي الا يبدو انه ينفذ هنا قراراً سعودياً اذ سيكون الامر محرج بالنسبة له ولولي العهد السعودي كما ان ترامب سيحرص على وجود الامارات في اي دور خاص بالسودان سواء عبر الرباعية بتكوين جديد او عبر اتصالاته المباشرة لان وجودها يعني انه قادر على فرض ضغوطات عليها لابعادها عن دعم المليشيا وبالتالي فتح منفذ للحوار مع الحكومة السودانية حول شواغلها ولو اردت الثالثة فهي ان الرجل سيوكل المهمة كلها لولي العهد السعودي الذي يتأهب للعب ادوار كبيرة في ترتيبات الشرق الاوسط التي تتم حاليا بالتعاون مع بعض القوى الدولية والاقليمية) وأضاف ( توقع كثيرون ان يصدر قرار بتصنيف الدعم السريع منظمة ارهابية واعتقد ان ترامب ابقى على الورقة حتى يستكشف طريق الحل وسيبرزها متى راى ممانعة من المليشيا او الامارات هذه هي طريقته هو لايستخدم كل كروته بل يحتفظ بها وفي العادة يجعل من يفاوضه يقف على هاوية متى وصل إلى قناعات بان الامر لن يتم يفجر كل الاسلحة بوجهه وهو امر معتاد في تعامل ترامب مع الازمات)، وقال (هل أتوقع نجاح أي مبادرة يطرحها .. هذا سؤال منطقي لكنني لا اتوقع أن يطرح مبادرة هو سيعمل مباشرة مع محمد بن سلمان على تنفيذ ما اتفقا عليه).



