مسؤولة أممية: يجب أن يشعر المجتمع الدولي بالعار من تجاهل السودان

الأحداث – وكالات
وصفت المقررة الأممية للشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون الوضع الإنساني في السودان بالمروع، مؤكدة أن المجتمع الدولي يجب أن يشعر بالعار والخزي من التقاعس في تقديم المساعدات الكافية لملايين النازحين الذين يواجهون ظروفا كارثية وسط حرب مشتعلة ومجازر وعنف جنسي منظم.
وأضافت -خلال مداخلة للجزيرة- أن هذا التحذير يأتي في ختام عام شهد أرقاما هائلة من القتلى والنازحين واللاجئين، بينما لا يزال 60% من التمويل المالي المطلوب غير متوفر لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية.
وكشفت عن فجوة صادمة ومخزية بين الاحتياجات الهائلة وما يتم تقديمه فعليا على الأرض، وأشارت إلى أن الناس ما زالوا يفرون من بيوتهم وليس لديهم مأوى ويعتمدون الآن على الخيم والبيوت البلاستيكية، بينما الأطفال بحاجة ماسة للانضمام إلى المدارس والاقتصاد السوداني انهار تماما.
وأوضحت المسؤولة الأممية أن العنف الجنسي المنظم يمثل أحد أفظع جوانب الأزمة الإنسانية في السودان، وأن هناك اغتصابا جماعيا وعنفا يرتقي إلى مستوى التعذيب بالجنس، وأن معظم البنات والنساء والأطفال تواجه ظروفا عصيبة للغاية في ظل انعدام الحماية وغياب المساعدة الدولية الفعالة.
وفيما يتعلق بأزمة التمويل الحادة، كشفت براون عن أن العمل الإنساني في السودان يفتقر إلى 60% من التمويل المالي المطلوب مع انتهاء عام 2025.
وتحدثت المسؤولة الأممية عما وصفته بموقف صادم واجهته شخصيا في مخيم طويلة، على بعد 50 كيلومترا من مدينة الفاشر، وروت كيف أن نساء خرجن مع أطفالهن وحدهن في طرق خطيرة وأتين طلبا للمساعدة، لكن لم يكن هناك ما يمكن تقديمه لهن.
وعبرت عن شعورها بالخزي العميق بسبب هذا الوضع، مؤكدة أن المجتمع الدولي أيضا يجب أن يشعر بالعار.
وعلى صعيد تقييم الموقف الدولي، رأت براون أن المشكلة تكمن في عدم قدرة المجتمع الدولي على التركيز على جميع الأزمات في العالم في آن واحد.
وشددت على أن المجازر والفظائع التي جرت في الفاشر خلال أكتوبر يجب أن تكون كافية لحشد انتباه المجتمع الدولي وتحريكه لتقديم المساعدة الضرورية.
وأكدت المسؤولة الأممية أنه بينما يتم العمل على إيجاد حلول سياسية يُؤمل أن تكون ناجحة، فإن الحد الأدنى المطلوب هو توفير المساعدة لملايين النساء والأطفال العالقين في هذه الحرب.
وأشارت إلى أن هؤلاء المدنيين يخاطرون بكل ما لديهم وينزحون على ظهور الحمير في رحلات محفوفة بالأخطار، بينما المجتمع الدولي لا يبذل الجهد الكافي لمساعدتهم.
وفي إطار الدعوة لتحمل المسؤولية، عبرت براون عن امتنانها للمانحين الذين يقدمون المساعدة، لكنها أكدت بحزم أن الفجوة الحالية غير قابلة للتبرير بأي شكل من الأشكال.
ودعت المجتمع الدولي إلى التحلي بالشجاعة والمخاطرة بكل شيء من أجل توفير المساعدة للناس الذين يجازفون بحياتهم يوميا، مؤكدة أن ما يتم تقديمه حاليا لا يكفي أبدا ولا يفي بحاجات الملايين من المدنيين المحاصرين في دوامة العنف والحرب.



