الأحداث – متابعات
أثارت مشاركة الشاعر أزهري محمد علي في مؤتمر تنسيقية (تقدم) بأديس أبابا، الإثنين، كثير من الجدل، بينما احتفى التقدميون بالشاعر، واعتبروه صوت الحق، كذلك وجد الشاعر أزهري محمد علي نقداً واسعاً، حيث قال الكاتب والناقد المسرحي د.فضل أحمد عبدالله العميد الأسبق لكلية الموسيقى والدراما “الإنسان أكثر ما يتعرض له، هو إبتلاء بريق الذهب أو سلطة المال، ربما لم يتح له أن يمارس سلطته من قبل كما يمارسه في السودان الآن، ضغطاً على الأفراد والجماعات بهدف الانحياز لرأي أو تسفيه رأي آخر، فبريق ثروات آل دقلو من الذهب، مع حفيف أوراق دراهم خليج الأعراب، يمارسان الآن أشكالاً من الضغط المخيف في حياة الناشطين بجميع فئاتهم.
والمثقفون ليسوا بمنجى من هذا الإبتلاء، بل هم أكثر الفئات المعرضة له، بوصفهم أكثر فئات المجتمع معاناة وفقراً فأسواق (دقلو) المفتوحة في كل اتجاه من اتجاهات السودان لبيع المواقف هي أكبر المهددات التي تتفاقم يومياً مصدعة بنية فئة المشتغلين بالإنتاج الذهني هو إبتلاء يدفعهم غصباً عنهم إلى نسف ما اتخذوا من مواقف وطنية عظيمة رفعتهم فوق أكتاف الجماهير في مراحل سابقة”. واعتبر الإعلامي فوزي بشري الذي قدم نقداً في ذات السياق أن الشاعر العظيم هو المنصة الأعلى في أمته لأنه يقف في ذلك المكان السامق في الوجود حيث الرؤى والإلهام والفتوح وارتفاع الحجب حتى يرى ما لا يراه غيره، وقال “ولقد وددت لو أن الشاعر المبدع أزهري محمد علي عصم شعره فلم ينزله من معارجه الشوافة إلى السفوح ويهبط به من منبره المطل على المدى كله إلى مسرح سيرك سياسي قتل (المروض) فيه وعي الأسد بذاته وطالبه بالتصرف كقرد”، وأضاف “هل أنشد أزهري شعراً جديداً أو قديماً في القوم؟ لا أعلم لكن ما أعلمه يقينا أن وجود أزهري هناك كان يمثل كل شعره وموقفه حتى لو لم ينشد بيتاً واحداً، ما كان معروضاً للفرجة هناك هي رمزية أزهري، (جمال) أزهري لجعل السقوط في الوحل أمراً عادياً.. لم نكن وحدنا، أزهري كان معنا، وهنا السؤال:
هب أنهم تعاموا وتمادوا
هل في وسع (أزرق اليمامة) أن يقول إنه لم ير الشجر؟”.