الأحداث – متابعات
تستضيف جمهورية مصر العربية خلال الفترة المقبلة المؤتمر الوزاري لمنتدى الشراكة الروسية–الأفريقية، بمشاركة وزراء خارجية وكبار المسؤولين من روسيا ودول القارة الأفريقية، لبحث سبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، وتقييم مسارات التعاون المشترك، وذلك في أول اجتماع وزاري للمنتدى يُعقد على أرض القارة منذ تأسيسه عام 2019 .
ويأتي المؤتمر استكمالاً لمسار القمم الروسية–الأفريقية التي عُقدت في سوتشي عام 2019 وسانت بطرسبرغ عام 2023، والتي أرست إطاراً مؤسسياً للشراكة بين الجانبين، ومن المنتظر أن يشكل الاجتماع محطة تحضيرية للقمة الروسية–الأفريقية الثالثة المقررة في عام 2026.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تصريح خاص لصحيفة «الأحداث»، إن موسكو تولي اهتماماً كبيراً بتطوير التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري مع الدول الأفريقية، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين يشهد نمواً مطرداً خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح لافروف أن «حجم التبادل التجاري بين روسيا وأفريقيا تجاوز في العام الماضي 27 مليار دولار، بزيادة تقارب مرة ونصف مقارنة بعام 2019»، مؤكداً أن «هذا الرقم لا يمثل السقف الأعلى للطموحات المشتركة، بل يشكل قاعدة للانطلاق نحو شراكات أوسع وأكثر تنوعاً».
وأضاف وزير الخارجية الروسي أن بلاده تعمل حالياً على زيادة حجم التبادل التجاري مع دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وتعزيز توريد المنتجات الأفريقية إلى السوق الروسي، إلى جانب تطوير آليات موثوقة لتسوية المدفوعات بالعملات الوطنية، بما يسهم في تجاوز التحديات المرتبطة بالنظام المالي الدولي.
وأشار لافروف إلى أن المؤتمر الوزاري سيناقش تنفيذ خطة عمل منتدى الشراكة للفترة 2023–2026، والتي تشمل مجالات الأمن والطاقة والتجارة والزراعة والتعليم والصحة والبنية التحتية، مؤكداً توافق هذه الخطة مع «أجندة أفريقيا 2063» التي أقرها الاتحاد الأفريقي.
وفي الجانب السياسي، جدد لافروف دعم بلاده لمساعي الدول الأفريقية لتعزيز سيادتها الوطنية واستقلال قرارها، مشدداً على أهمية توحيد المواقف الأفريقية داخل المحافل الدولية، ودعم إصلاح منظومة الأمم المتحدة بما يضمن تمثيلاً أوسع للقارة.
وأكد أن روسيا، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن، ستواصل دعم جهود السلام والاستقرار في أفريقيا، انطلاقاً من مبدأ «حلول أفريقية لمشاكل أفريقية»، مشيراً إلى أن الشراكة الروسية–الأفريقية تمثل ركيزة أساسية في عالم يتجه نحو التعددية القطبية
