تقارير

فيديو مؤلم لفتاة أعاد فتح ملف خور جهنم.. الفتيات المختطفات يتعرضن لتعذيب شديد ويتم بيعن في “الجنينة” و”أم القري” و”الكجواي”

تقرير – أمير عبدالماجد

أعاد فيديو صغير لفتاة يبدو إنها من الاثنيات المكونة للدعم السريع دعت فيه إلى الاسراع والعمل على إنقاذ الفتيات المختطفات من قبل المليشيا فتح ملف مايعرف بـ (خور جهنم ) الذي نقلت له المليشيا آلاف من الفتيات السودانيات المختطفات من المناطق التي دخلتها المليشيا ابتداءا بالخرطوم مروراً بالجزيرة وصولاً إلى المناطق التي تتواجد بها الان، وقالت الفتاة من خلال الفيديو الذي انتشر بوسائل التواصل الاجتماعي إن مايحدث للفتيات في الجنينة وصمة عار في جبين الجميع، وحددت منطقتي (أم القرى) و( الكجواي)، وقالت إن المليشيا تحتجز الفتيات هناك حيث يتم الاتجار بهن باعتبارهن من بنات المكون النيلي، كما يتم فتح بيوت للدعارة بالفتيات المختطفات هناك وأضافت أن سعر الفتاة النحيفة مختلف عن سعر الفتاة السمينة، وأشارت إلى أن الخاطفين يقومون بعمليات تعذيب شديدة للفتيات بصورة يومية وبطرق عنيفة، وقالت إن الفتيات لا يعرفن مكان تواجدهن، وطالبت المجتمع المحلي والدولي بالعمل وبصورة سريعة لانقاذ الفتيات اللائي يعانين ظروفاً صعبة وقاسية.

انتهاك حرمات
وكانت تقارير قد أشارت في وقت سابق إلى عمليات اختطاف واسعة قامت وتقوم بها المليشيا للفتيات بغرض الاتجار بهن واستعمالهن في أعمال الدعارة وهو أمر تلمسه السودانيون من خلال الأخبار التي تردهم من معارفهم وأقربائهم لذا باتت الأسر تسعى بكل السبل لمغادرة أي مدينة يدخلها الدعم السريع خوفاً من اختطاف أو اغتصاب فتياتهن، ولم يثبت حتى الان أن المليشيا دخلت مدينة أو قرية ولم تنتهك حرماتها وتمارس الاغتصاب والاختطاف بحق السكان إذ تلاحظ أن جميع المناطق التي دخلتها قوات الدعم السريع شهدت اغتصابات وحالات خطف للفتيات .. صحيح أن حالات الخطف في البداية لم تكن موسعة بالشكل الذي وصلت اليه الان لكننا كنا نتابع على الوسائط أحاديث عن عمليات اختطاف فتيات ونشر عن مفقودة هناك وهناك … في الأثناء كانت تجري في الخرطوم عمليات اغتصاب واسعة في أجزاء واسعة من المناطق التي انتشر فيها الدعم السريع وهذه لن تجد لها سجلات لان الأسر السودانية غالباً ما تعتبر جرائم الاغتصاب وصمة عار للفتاة لذا تمتنع عن الحديث العلني عنها وتنكفئ علي آلامها وجراحاتها وتتلمس سبل معالجة ابنتها.

اخفاء قسري
وكانت المليشيا قد بدأت باكراً في تنفيذ عمليات اغتصاب واسعة بالخرطوم بل وأقامت منازل كنقاط تجميع للفتيات المختطفات كما حدث في مدينة بحري على سبيل المثال إذ روت إحدي الناجيات وهي (م ح) التي اختطفت من الدروشاب شمال بحري والحقت بمنزل وجدت فيه (19) فتاة اختطفن بواسطة قوات الدعم السريع واجبرن على البقاء هناك لاعداد الطعام للجنود وغسل الملابس وغيرها .. قالت م إن الجنود هناك كانوا يستخدمون الفتيات كخادمات وممرضات للجرحى وأنهن كن يعانين من توفر مياه الشرب ويحرمن من الطعام ونقطة بحري واحدة من نقاط كثيرة أقامها الدعم السريع للاخفاء القسري للفتيات وهناك نقاط أخرى في بحري نفسها وفي الخرطوم وام درمان ما يرجح فرضية أن العمل كان ممنهجاً لنقل الفتيات في مرحلة لاحقة إلى دارفور وإقامة أسواق للاتجار بهن.
وكانت المفوضية السامية لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة قد وثقت في وقت مبكر في تقرير لها عن السودان وجود 50 حالة عنف جنسي تشمل الاغتصاب الفردي والجماعي في الفترة من 15 ابريل حتى 2 نوفمبر 2023، وقالت المفوضية في تقريرها ان الوضع في مناطق سيطرة الدعم السريع أشبه بالعبودية، وأشارت لاحقا في بيان لها أن مصادر أكدت لها أن سيارات تحمل نساء وفتيات غادرت الخرطوم نحو دارفور وهو ما أشارت له مصادر متطابقة بينها عامل الاغاثة مهيب الدين فارس والصحافي الهادي عبدالله الذين أشارا إلى أن اختطاف الفتيات انتشر في دارفور، وأكدا أن مقاتلي الدعم السريع الذين فروا من المعارك في الخرطوم نقلوا عشرات الفتيات المختطفات إلى دارفور، وأكدا وجود أسواق لبيع الفتيات في الضعين وشمال وغرب دارفور.

تجميع فتيات
ما يطرح السؤال هنا عن أسواق جهنم وما إذا كانت موجود في هذه المنطقة فقط؟… الاجابة لا لان فتيات كثر وثقت مصادر محلية بيعهن في مناطق أخرى مثل حادثة الفتاة التي حررها زميلها في الدراسة في كبكابية ودفع مبلغ (600) الف جنيه لخاطفيها أو حادثة بيع فتاتين بمليار وسبعمائة الف جنيه وذهب بهن المشتري إلى منطقة اردمتا بالقرب من الجنينة ويرفض الجميع في مناطق تجميع الفتيات الحديث عن الموضوع خوفاً على حياتهم لكن أحدهم (أوفد إلى بورتسودان للعلاج ) وهو من الاثنيات المكونة للمليشيا قال إنه لايؤيد أفعالها أكد وجود الأسواق لكنه قال إنها ليست مرتبطة بسوق جهنم فقط، وقال إن خور جهنم ليس اسم سوق بل إسم لقرية في شمال دارفور ربما كانت نقطة تجمع أو اقيم فيها سوق لبيع النساء المختطفات من الخرطوم والجزيرة وبعض مدن دارفور لكن اجمالاً لا اعتقد أن أسواق بيع الفتيات في دارفور مقتصرة على منطقة بعينها وعلى ما رأيت فإن الفتيات في السوق يأتين كما كان يقال في الكتب القديمة كسبايا مقيدات بالسلاسل ويتم النداء عليهن وبيعهن باسعار تبدأ من خمسمائة الف جنيه إلى مليار ومليار ونصف حسب لون الفتاة فالفتاة ذات البشرة الداكنة تباع بسعر أقل من سعر الفتاة ذات البشرة البيضاء كما أن الفتاة المختطفة من الخرطوم سعرها أعلى من الفتيات المختطفات من الولايات الأخرى، وأضاف “بعض الفتيات تم بيعهن لاشخاص من خارج السودان قدموا إلى سوق جهنم من تشاد والنيجر ومالي وغيرها هؤلاء دفعوا بالعملة الحرة واشتروا فتيات تم نقلهن إلى نيامي وانجمينا وغيرها”، وتابع “هذه الأسواق متحركة وهي أشبه بالأسواق التي تحمل أسماء الايام كسوق الثلاثاء والاربعاء وغيرها فالسوق في هذا المكان اليوم وغداً في مكان اخر وأغلبها في الفرقان والقرى وفي أطراف المدن الكبيرة بدارفور”، سالته ان كانت هذه الأسواق لازالت تعمل فقال “انا خرجت باصابتي للعلاج قبل فترة ولا اعلم ما يحدث الان هناك لكن حسب خبرتي في التعامل مع هؤلاء الناس نعم الاسواق تعمل وكلما دخل الدعم السريع الى منطقة جديدة ارسل فتيات أخريات لبيعهن هناك او لابتزاز الاسر والحصول علي أموال مقابل اعادة ابنتهم المخطوفة”، وتابع “الامر تحول إلى تجارة بالنسبة للدعم السريع الفتاة تجلب لهم المال بالبيع أو باعادتها إلى أسرتها”، وأضاف “في كل الاحوال المال سيأتي إليه فلماذا يتوقف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى