فورين بوليسي: آن أوان توثيق جرائم حرب السودان

الأحداث – وكالات

دعت الصحفية جانين دي جيوفاني، الرئيسة التنفيذية لـ”مشروع ركونينغ” وزميلة أولى في كلية جاكسون للشؤون العالمية بجامعة ييل، إلى المسارعة بتوثيق المجازر الجارية في السودان، وعدم تكرار الأخطاء التي رافقت مجازر سابقة وقعت -على سبيل المثال- في كل من البوسنة ورواندا.

وأضافت، في مقالها بمجلة فورين بوليسي الأميركية، أنها شهدت كصحفية متخصصة في تغطية الحروب في التسعينيات، فشل العالم في منع وقوع الإبادتين الجماعيتين، ومعاناة العالم لاحقا في محاسبة الجناة.

وأوضحت أن أكثر من 150 ألف شخص قتلوا في الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع منذ أبريل 2023، وباتت الأدلة مرئية من الفضاء.

وذكرت أن مدينة الفاشر سقطت في أكتوبر، بيد قوات الدعم السريع بعد حصار وحشي دام 18 شهرا، كانت خلاله أزمة الغذاء والكهرباء والمياه قد وصلت مستويات حرجة. وبعد السقوط، صدرت تقارير عن إعدامات جماعية واغتصاب وتعمد عرقلة المساعدات، إضافة إلى مشاهدات لمقابر جماعية.

وزادت أن سقوط الفاشر شكّل لحظة مفصلية، وشددت على أنه آن أوان الانتقال إلى التوثيق ثم محاسبة الجناة، مبرزة أن إيقاف العنف الجاري أمر ملح لكن جمع الأدلة لا يقل إلحاحا.

ونقلت حديث جيهان هنري، الخبيرة في شؤون السودان والتي تقود عمل مشروع ركونينغ في دارفور، عن سيل الأدلة المتدفق من الإقليم عبر الهواتف ووسائل التواصل.

وقالت جيهان: “شاهدنا مقاتلي الدعم السريع يصورون أنفسهم وهم يقتلون مدنيين ويتفاخرون بذلك، وقد تحققت منظمات حقوقية من هذه الصور وقاطعتها مع بيانات الأقمار الصناعية، بل وحددت بعض القادة الفرديين. لم يعد هناك شك في الانتهاكات”.

وشددت الكاتبة دي جيوفاني أن التحدي الآن هو دمج الأدلة الرقمية في آليات العدالة الرسمية، موضحة أن على المحاكم أن تتكيف مع أشكال التحقق الجديدة وأن تعمل بانسجام أكبر مع المجتمع المدني. وعلى الدول أن تكون مستعدة للتحرك استنادا إلى المعلومات المتاحة لديها، والالتزام بالقبض على الجناة.

وتحدثت، في مقالها بمجلة فورين بوليسي، أن العالم كله تابع مقتل أكثر من 800 ألف شخص خلال 100 يوم في رواندا عام 1994.

ثم لاحقا، وقعت مجزرة مروعة في سربرنيتسا بالبوسنة عام 1995، قُتل فيها أكثر من 8 آلاف مسلم في البلدة التي أعلنتها الأمم المتحدة “منطقة آمنة”.

وأضافت أن كلتا الجريمتين الفظيعتين حدثتا أمام أعين المجتمع الدولي، وكشفتا عن مدى عجزه عن جمع الأدلة وحفظها في قضايا الجرائم ضد الإنسانية.

Exit mobile version