ثقافة وفنون

عميد كلية الموسيقى والدراما د. سيد أحمد أحمد في حوار مع (الأحداث): “لا للحرب” تقال قبل وقوع الحرب

 

عميد كلية الموسيقى والدراما د. سيد أحمد أحمد في حوار مع (الأحداث):

 

“لا للحرب” تقال قبل وقوع الحرب

 

رسالة الفنان لابد أن تكون خالية من أي دعاية سياسية

 

الفنان يهزم مشروعه كاملاً عندما يتماهى مع السياسي

 

قضى د. سيد أحمد أحمد المحاضر بكلية الموسيقى والدراما (قسم الدراما) طيلة فترة الحرب بمنزله بحي الواحة بأم درمان لم يغادرها حتى الآن، فهو يرى الحرب مشروع استعماري يستهدف خروجه من داره في المقام الأول، لذلك أصبح بقاءه فترة للتأمل والتخطيط والتفكير، خلال هذا الشهر آلت إليه عمادة كلية الموسيقى والدراما جامعة السودان، (الأحداث) استنطقته حول رؤيته لمشهد الحرب وتشريح الأزمة الراهنة.

 

حوار – ماجدة حسن

 

لازلت متواجد في منطقة الحرب، ماهي ملاحظاتك خلال كل تلك الفترة، وكيف قضيتها هل كانت بالنسبة إليك فترة ملهمة؟

 

وجودي في السودان أثناء فترة الحرب.. كان بمثابة تجربة جميلة رغم الصعاب والمخاطر التي واجهناها أنا وأسرتي، ولم نغادر البلاد رغم أنه لا توجد لدينا موانع، لكن آثرنا أن نكون في بلدنا وفي بيتنا، لأن أحد أهم أهداف هذه الحرب هي احتلال منازلنا، بهدف ساذج رسم لأحد طرفي النزاع بأن كل هذه الأملاك ستؤول لكم وهذا ما سمعناه وشاهدناه حتى قبل الحرب، لذا أصبحت حرب وجود، وليست حرب لأهداف سياسية، فلابد أن يفهم الجميع أن أحد أهداف الحرب الساذجة هو ذاك الهدف الذي ذكرت ولم أتخيله، وإلى هذه اللحظة يمنون أنفسهم بتحقيق الحلم الساذج، وعندما لم يتمكنوا من تحقيقه، دمروه وسرقوا ما بداخله من ممتلكات، هذه أقسى ما في هذه الحرب، ولم نتخيل في أسوأ تخيلاتنا لمآلات الحرب أن يحدث ذلك.

 

هل كانت فترة ملهمة بالنسبة لك؟

نعم إنها ملهم لكل فنان، ولكن بعد فترة لاحقة تظهر نتائج هذا الإلهام وليس الآن.

كيف ترى دور الفنانين في فترة الحرب؟

دور الفنان أكبر وأعمق،

الفنان يرى بمنظور مختلف، يحس بإحساس مختلف، فهو الذي يعيد لحظات الحياة لنراها برؤيته بعد أن يضع معالجته لكي يسمو بالقيم وبالجمال الذي يوجد في حياتنا.

 

لاحظت أن الفنان المسرحي يردد لا للحرب دون تقديم رؤية حتى ولو فنية لكيف تقف الحرب؟

لا أدعم دور الفنان الذي يعتبر أنه مكمل لدور سياسي محدد، رغم حريته في أن يتبنى أفكارا ومواقف سياسية، ولكن أعتقد بوجهة نظر خاصة أن الفنان أسمى من كل موقف سياسي وأسمى من كل أيدولوجية، فالفن بحد ذاته أيدولوجية ولا يمكن أن تتبنى أيدولوجية لأخرى، الفنان عمق في الرسالة التي يوجهها ولابد أن تكون خالية من أي دعاية سياسية أو فكر محدد، الفكر المحدد نفسه يؤطر دور الفنان ويصبح فناناً لمن يرى ويعتقد في ذاك الفكر .

 

نلاحظ أن لا للحرب (سياسية) أقرب من أنها فنية، كيف يقول الفنان لا للحرب بأدواته وإبداعه الفني؟

لا للحرب تقال قبل وقوعها وليس بعد وقوعها فقد سبق السيف العزل، عندما تقول لا فما هو الحل لكلمة لا، هنا كفنان يجب أن تكون واعياً ومستشرفاً للمستقبل وتنبه لمخاطر الحرب وتضع رؤيتك كفنان لتقول لا.

 

إذن ما رأيك أنت شخصياً في كيف تقف الحرب؟

تقف الحرب عندما يحس الإنسان الذي يجني ثمارها بأنه وصل لكفايته بمعنى الآتي: الحرب دولة لها مطامع

الحرب حزب له مآرب

الحرب شخص يحلم بسلطة

الحرب تاجر يربح أضعافاً

الحرب حرفيين مستغلون.

الحرب.. مجتمع دولي يرى ما لا نراه ولا يحس بما نحسه، كل هؤلاء هم بيدهم إيقاف الحرب.

 

الفن يعكس الحياة لكنه الآن يتماهى مع السياسة كيف نعيده دوره؟

الفنان كما ذكرت عندما يتماهى مع السياسي يهزم مشروعه كاملاً ويقدم فناً مشوهاً أقرب إلى مطبل السلطان.

 

كنا نسمع عن المسرح في مناطق الصراع، عندما انتقل الصراع إلى كل السودان اختفى المسرح ما تعليقك؟

المسرح في مناطق الصراع لا يعني الصراع المسلح في كل الأحوال فهو يعالج الصراع الثقافي الإثني والفكري ربما

لكي لا يكون هناك صراع مسلح، وعندما يقوم الصراع المسلح بالضرورة لا يستطيع المسرح تقديم نفسه في خضم ما لم ينجح في معالجته.

 

هل كان للمسرح في مناطق الصراع أثر؟

أنا أرى الإجابة تكمن في أن تعاد صياغة أدوات المسرح في مناطق الصراع وتراجع موضوعاته ومعالجته لهذه الموضوعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى