(١)
تقبل الله الشهيد لواء مهندس/جمال زمقان مع السابقين المقربين لكن ما كان ينبغي لقائد ومقاتل جسور مثله ان يكون في حالة تعايش ومساكنة مع مرتزقة الجنجويد في حي استباحوه منذ بداية خيانتهم وغدرهم بالوطن والجيش السوداني ومثل الشهيد جمال زمقان دوره الطليعي المبادرة علي تحريض وتعبئة العسكريين النظاميين والمعاشيين في حي الراقي وما اكثرهم على حماية وصيانة ممتلكات وحرائر الحي ،ومنازلة الجنجويد من بيت الي بيت ومن شارع الي شارع ومن ميدان الي ميدان ،ولو تصدى النظاميين والمعاشيين بالمؤسسة العسكرية لمنازلة مرتزقة الجنجويد في كل احياء ولاية الخرطوم منذ بداية الخيانة لرجح ميزان المعركة لصالح الجيش والشعب وولت المرتزقة الدبر فالمرتزق اشد حرصا علي الحياة لانه يقاتل من اجل المغنم والسلب والنهب والادوار الوظيفية لأسياده الكبار
(٢)
أما الان وقد استبان للشعب السوداني ولقيادة الجيش التي ظنت ان مرتزقة الدعم السريع يحملون في جيناتهم الاصالة والهوية السودانوية وشرف وأعراف المؤسسة العسكرية الوطنية بينما كان خلعاء الهوية والاصالة السودانية يجيشون كل البدون من غرب افريقيا لابتلاع الدولة السودانية ضرب لازب، ولأول مرة في التاريخ السوداني يتم الاعداد والتخطيط والتنفيذ لغزو اجنبي من داخل العمق الاستراتيجي للدولة السودانية والمتمثل في بنية المؤسسة العسكرية والعاصمة الوطنية بكل ثقلها ورمزيتها الاستراتيجية وهذا اخطر اختراق استراتيجي يواجه الدولة السودانية الحديثة منذ التأسيس لذلك يجب دحر الغزو الجنجويدي وعرب الشتات والبدون واستئصاله من جذوره في ملحمة وطنية يرويها التاريخ جيلا بعد جيل
(٣)
والقصة العرفانية اللطيفة ان اباسفيان بن حرب والعباس بن عبد المطلب كانا في تجارة وشاعا ناحية الشام في بداية الدعوة المحمدية ولما نال ابوسفيان من النبي صلي الله عليه وسلم قال له العباس لعلك تؤمن بنبؤته يوما!! واقسم ابوسفيان بانه لن يؤمن حتى تبلغ الخيل كداء اي تغزو مكة والعرب كانت تعظم مكة خاصة بعد حادثة ابرهة، ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم لفتح مكة بعد نقض قريش عهد الحديبية وعند كداء إلتقى العباس بقائد مكة ابوسفيان وقال له العباس: اما آن لك تصديق نبوءة محمد وخيله في كداء ؟ فقال: ابوسفيان الان يالعباس، وعندها خلع ابوسفيان محمولات عقلية الصراع والتنافس التاريخي بين بني امية وبني هاشم والعرب تقول ان عصبية العرب في قريش وعصبية قريش في بني عبد مناف وعصبية بني عبد مناف في بني امية وبني هاشم ولأن النبي صلى الله عليه وسلم يدرك رمزية ابوسفيان في قريش قال من دخل دار ابوسفيان فهو ومن اغلق عليه بابه فهو امن ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن ، ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد استعصم الشهيد زمقان بداره وأقسم عدم مبارحته وظن انه آمن ،ولكن هذا العرفان لا يقفه البرابرة الهمج خلعاء الهوية والمروءة والقيم الدينية والاخلاقية والانسانية.
انها رسالة لكل العسكريين النظاميين والمعاشيين ان انفروا خفافا وثقالا للقتال ومنازلة الاوغاد الاوباش في الميدان فالمعركة معركة شرف للجيش ومعركة وجودية للسودان انسانا وقيما وهوية وتاريخا وحاضرا ومستقبلا. وهذا العمق الحضاري والثقافي للمعركة ادركه منذ البداية اشاوس الحرس الرئاسي وافنوا ذاتهم في بسالة وجسارة صنعت الانتصار الذي سيبلغ مراده نصرا عزيزا مؤزرا باذن الله.