تقارير

عادل الباز يكتب: لا للحرب = نعم للتمرد

فيما أرى

1
ما أكثر الشعارات التي يتدثرون بها ثم لا يلبث الشعب أن يكتشف أنها محض أكاذيب وأوهام هم بها كافرون، هل رأيتم كيف عبثوا بشعارات الثورة وكيف خانونها.. (حرية سلام وعدالة). لقد رأى الشعب رأي العين كيف ذبحت الحرية حين زُج بالمئات إلى السجون من دون تهم ومن دون تحرٍ وظلوا يقبعون فى أقبية السجون.. بعضهم قضى نحبه، ،نحروا حرية التعبير منذ أيامهم الأول حين حملوا تاتشراتهم المحملة بالجند والكلاشات فاغلقوا الصحف وزجوا بالصحافيين فى السجون وصادروا أكثر من قناة تلفزيونية.. أما العدالة فأنكروها حين صادروا أموال وممتلكات الناس من دون قضاء ومن دون قانون، فقط لجنة سياسية مخبولة (التفكيك) جعلت من نفسها كل شيء.. قضاء وشرطة ونيابة، أما السلام الذى وقعوا عليه مع الحركات المسلحة فى جوبا كان أول ما نكصوا عنه وحاولوا الإطاحة به، وبالحركات نفسها بالاتفاق الإطاري الذي يقصي الحركات المسلحة.. باختصار عهروا شعارات الثورة وأنتهكوها لأنهم لم يكونوا يوماً يؤمنون بها.. إنك لتستغرب أن من كانوا يرفعون تلك الشعارات بعثيون وناصريون وحلفاء لأنظمة متخلفة، لم تعرف في تاريخها حريةً ولا سلاماً ولا عدالة.
2
الآن حين رأوا أن مشروعهم السياسي انهار وأن حليفهم فى طريقة لهزيمة ساحقة.. لم يكن أمامهم إلا رفع قميص عثمان.. وجاءوا به بدمٍ كذب.. (لا للحرب) شعار يتدثر بالإنسانية ويدغدغ مشاعر الناس، وتراهم يصرخون “الشعب يموت”.. لا يجد ماءً ولا دواءً.. حسناً كل ذلك العواء صحيح، ولكن ما مسببات تلك الكارثة.. ألا يمتد جذرها لفكرة الاقصاء والأنانية التي اتسمت بها كل تصرفات ومواقف الحرية والتغيير المجلس المركزي؟
أليس السبب المباشر لاندلاع الحرب الخيانة وتمرد قوات الدعم السريع على قيادة الدولة ومحاولة قتلها.؟ لو كانوا ذوي عقل وعدل لأدانوا التمرد أولاً، ثم بعد ذلك فليرفعوا شعار (لا للحرب).. تلك هي العدالة وذاك هو المنطق.. أما أن تقفز لتتبنى شعار (لا للحرب) وكأن مارداً من الجِن أشعلها وليس متمردين غادرين فذلك محض نفاق وخيانة.. وخاصة إذا كان ذلك التمرد قصد هزيمة الجيش الوطني.. المؤسسة التي يجمع السوادنيون عليها، وتمثل صمام أمان الدولة.
3
الذين يرفعون شعار (لا للحرب) والحرب مندلعة تواً والنهر يطفح بالدماء القانية همهم ليس وقف الحرب ولكنهم يريدون إنقاذ الحليف المندحر.. إذ لو كانوا أكثر استقامةً لطالبوا (حليفهم) المتمرد المعتدي الأثيم أن يتوقف عن الحرب والقتل والدمار الذى يحدثه الآن، أن يتوقف عن أخذ النساء والأطفال والشيوخ رهائن، وأن يكف عن اقتحام بيوت الناس الآمنين وعن نهب أموالهم وعن اتخاذهم دروعاً بشرية.. لو كانوا إنسانيين فعلاً ويعنيهم إنسان السودان لهبوا أولاً لايقاف جرائم الحرب التي يرتكبها حليفهم وتحدث أمام بيوتهم وشاشاتهم، لم يفعلوا وتدثروا بالشعار الكذوب (لا للحرب) ورفعوا أعلامه فى وجه الضحايا وأمام المؤسسة العسكرية التي تمت خيانتها، ليوفروا غطاء يهرب تحت دخانه الحلفاء، القتلة.. المعتدون وهيهات.
لم يفعلوا ولم يدينوا المعتدين حتى بعد ان دخلت قوات حليفهم المندحر بيوت بعضهم، وكانت الملهاة أن رفضوا إدانته بالتستر على اسمه (طرفي الصراع)…!
توهموا أن شعار (لا للحرب) لا يمكن مقاومته والوقوف ضده، يهدفون لإخافة الناس وخاصةً الجيش وسيدمغونك بأنك ضد السلام وضد الإنسانية وربما ضد الديمقراطية والحرية إذا طالبت الجيش بأداء واجبه.. سبحان الله الذى جعل الحليف الملشياوي ديمقراطياً وبتاع حريات وضد الإسلام الراديكالي.. أضحك بس!!
توهموا أن شعار (لا للحرب) سيحصد اصطفافاً دولياً داعماً له من دون أن يتوقف أحد منهم ليتساءل أو يدين من أشعل تلك الحرب التي يريدون إيقافها، إذ كان عليهم أن يطالبوا حليفهم أولاً بأن يتعامل مع حربه بشيء من الأخلاق، ويتوقف عن اتخاذ المواطنين العُزَّل دروعاً بشريةً يختبئ خلفها جنوده في الأحياء السكنية، وأن يكف عن اقتحام بيوت الناس ونهبها وسرقة الأسواق والمتاجر.. كان عليهم أن يطالبوه باحترام نصوص القانون الدولي الإنساني وقواعد الاشتباك التي تحظر خوض المعارك بين الآمنين وتحظر تعريض المدنيين للمخاطر.. كان عليهم أن مطالبته بعدم احتلال المرافق الخدمية كي لا يجوع ملايين الناس ولا يفقدوا خدمات الماء والكهرباء والطعام والعلاج.. كان عليهم مطالبته بالكف عن مهاجمة المستشفيات والتوقف عن احتلالها وقصفها.
حسناً فعل قادة الجيش إذ سفهوا كل تلك الدعوات الخائرة ومضوا فى أداء واجباتهم كما ينبغي لأنهم كانوا يعلمون أن شعار (لا للحرب) مجرد غطاء يراد به إنقاذ المتمردين من الهزيمة، وليس خالصاً لوجه الله ولا لوجه الوطن.. تتبنى الجهات المشبوهة شعار (لا للحرب) وتدعي الحياد.. ترى كيف يكون المرء محايداً بين جيشه الوطني ومتمردين خانوه؟ محايداً يتخفى مكراً تحت شعار مهترئ.. (لا للحرب).
4
هب أن أحزاب 3 طويلة عادت لسدة الحكم مرة أخرى وتمردت مثلاً الفرقة السادسة أو سلاح المظلات وأطلقت حرباً فما موقف الذين قالوا (لا للحرب)؟
هل كانوا سيحاربون الفئة المتمردة أم أنهم سيهرعون إلى الاختباء مرة أخرى تحت شعار (لا للحرب)؟ وماذا سيتبقى للوطن إذا ما تمردت فئة باغية وتوقف الجيش عن حربها؟ ما الذى يلجمها وما الذي سيحدث؟ هل هناك دولة تتوقف عن قتال متمردين على سلطتها لأنها تخشى الحرب؟ إنما تُؤسس الجيوش لحماية الدولة واحتكار أدوات القوة العسكرية، بينما تُؤسس المليشيات لنهب البلاد وتخريبها والتمرد على سلطة الدولة.. تماماً كما تُؤسس الأحزاب العميلة كي تفكك مؤسسات الدولة وتخون أوطانها وتتحالف مع أعدائها.. الآن حين دعت الإيقاد للتفاوض بين الطرفين، صمتت أصوات من كان يختبئون تحت شعار (لا للحرب) ولاذوا بالصمت.. لأنهم يرغبون أن يكون ملف الحرب بيد أعداء الجيش والمتآمرين عليه، ولا يقبلون حتى أن تقف الحرب على مائدة تفاوض إِفريقية.
5
بناءً على ما سبق فان شعار (لا للحرب) يساوي (نعم للتمرد).. فاعلم يا هداك الله متى وجدت من يتقيأ في الأسافير أو الفضائيات (لا للحرب) في هذه اللحظات فهو يعني (نعم للتمرد ).
ينتابنى سؤال كلما امعنت النظر فى يجرى الان…يصيبنى بمغص واحسن ان بحلقى غصة وتراب ناشف مخلوط بملح……
السؤال ….ياجيشنا هل هم هؤلاء الذين كنت ستسلمهم البلد….لاحول ولاقوة الا بالله …
اعلم ياجيشنا ان الخيانة لا يُعوَّل عليها…ولا اسم لها آخر غير (الخيانة) و هي من الانفضاح في كل الأحوال حتى ليعجز عن تغطية وجهها السافر القبيح كل مسوح التجميل من لغو الكلام من شاكلة ( لا للحرب). الحصة وطن فانظر أين تقف
.!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى