طلب روسيا التوسط بين السودان والإمارات وتشاد.. (الأحداث) تستنطق سياسيين وخبراء
الاتحادي الديمقراطي: الشعب السوداني بعد انتهاكات الجنجويد لن يقبل بأي وساطة تعيدهم إلى المشهد
الأمة القومي: يمكن لروسيا إقامة منبر جديد لوقف الحرب
الشيوعي: عرض روسيا وساطة منطقي لهذه (…) الأسباب
مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والاستراتيجية: هنالك أسباب كفيلة بأن تعيد الإمارات حساباتها بالأوضاع داخل السودان
تقدمت روسيا بطلب للسودان للدخول كوسيط لحل الخلافات التي نشبت بينه والإمارات وتشاد ما بعد تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية في أبريل من العام الماضي وتوجيه السودان اتهامات للدولتين بشأن دعم المليشيا بالأسلحة والعتاد حيث استندت الخرطوم على الكثير من الأدلة التي تؤكد ضلوع الإمارات وتشاد في حرب السودان، (الأحداث) استنطقت سياسيين وخبراء بشأن الخطوة الروسية.
الأحداث – آية إبراهيم
طرح وساطة
كشف نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار عن طرح روسيا القيام بوساطة بين السودان وتشاد، والإمارات لإنهاء الحرب في البلاد.
وقال عقار بحسب (قناة العربي) إن أهداف الحرب هي تقسيم السودان، ولتحقيق مصالح غير السودانيين، وأن عمليات التصعيد في الفاشر، بهدف تكوين حكومة على غرار النموذج الليبي.
أثر كبير
ويشير القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي
خالد الفحل إلى أن روسيا والإمارات تحتفظان بعلاقات عالية المستوى، وهو ما ظهر جلياً في توقيع الجانبين العديد من اتفاقيات التعاون العسكري والاقتصادي، وقال كذلك دولة تشاد التي زارها وزير الخارجية الروسي مؤخراً.
وأكد الفحل لـ(الأحداث) أن دخول روسيا كوسيط بالتأكيد سيكون له الأثر الكبير في إيقاف الدعم المباشر والإسناد الحربي للمليشيات وهذا يعنى ضمنياً إيقاف الحرب التي تقوم بتمويلها الإمارات منذ بدايتها، ولفت إلى أن الإمارات ستفرض شروطا لقبول الوساطة وهو ما يمكن أن يُضعف من فرص نجاحها.
وأشار الفحل إلى أن الشعب السوداني بعد الإنتهاكات التي ارتكبها الجنجويد والمرتزقة لن يقبل بأي وساطة تعيدهم إلى المشهد السياسي أو العسكري إلا في إطار دمجهم وفق قانون القوات المسلحة وإبعاد المرتزقة خارج الحدود، وأكد ثقتهم فى دور روسيا لإيقاف الحرب خصوصاً وأن العلاقات السودانية الروسية تشهد في هذه المرحلة تطورا كبيرا، كما أن توجه السودان نحو روسيا تفرضه ضرورة ليس في الإطار العسكري وإنما في مختلف الجوانب الحياتية، وقال هنالك عدد من المبادرات الإقليمية التي لم تنجح في إيقاف الحرب على رأسها إتفاق جدة لحماية المدنيين لذلك يرى أنه لا غضاضة في منح الفرصة لروسيا.
تنشيط اتفاقيات
وشارك نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار خلال اليومين الماضيين في أعمال المنتدى الاقتصادي بسان بطرسبيرغ الروسية.
والتقى عقار على هامش المنتدى بوزير الخارجية الروسي سيرجيو لافروف، وأكد حرص السودان على تعزيز وترقية وتطوير العلاقات الثنائية مع روسيا في كافة المجالات لاسيما الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، مؤكداً تنشيط وتفعيل الاتفاقيات واللجان المشتركة بين البلدين لاسيما لجنة التشاور السياسي واللجنة الوزارية المشتركة واللجنة العسكرية لوضع الخطط والبرامج ورسم خارطة طريق واضحة المعالم لتطوير العمل وصولاً إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية كما سلم عقار وزير الخارجية الروسي رسالة خطية من رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تقليل خلاف
رئيس لجنة السياسات بحزب الأمة القومي إمام الحلو قلل من الخلافات بين السودان والإمارات وتشاد، وقال: لا أعتقد أن هنالك إشكال يحتاج لوساطة وأن على روسيا السعي بين طرفي النزاع لوقف الحرب وهو المطلوب في الوقت الراهن.
ودعا الحلو في حديث لـ(الأحداث) روسيا إلى إقامة منبر جديد من أجل الضغط على طرفي الصراع لإنهاء الحرب حال أنها لا ترغب في منبر جدة، وشدد على أن الأولوية القصوى تتمثل في كيفية إنهاء الحرب وأنهم يرحبون بأي مجهود دولي وإقليمي يصب في هذا الاتجاه وأن العلاقات الخارجية ليست أولوية الآن ومن المهم مخاطبة المجتمع الدولي للضغط على طرفي القتال لوقف العدائيات ووقف إطلاق النار والانتهاكات والجلوس للتفاوض في أي مكان منبر جدة أو مبادرة إيغاد أو مؤتمر مصر، وقال يمكن لروسيا أن تقيم منبرا طالما إنها تسعى لوقف الحرب.
بدء خلافات
ووصلت حدة الخلافات بين السودان والإمارات في ديسمبر من العام الماضي بعد استدعاء الخارجية السودانية القائم بالأعمال بالإنابة لسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في السودان د. بدرية الشحي، وإبلاغها بقرار حكومة السودان إعلان 15 شخصاً من الدبلوماسيين العاملين في السفارة (أشخاصاً غير مرغوب فيهم) أعقب ذلك تقديم السودان شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد الإمارات ورد من بينها أن الدعم الصريح من الإمارات لمليشيا الدعم السريع أدى إلى تطاول الحرب في السودان، وتمثل الدعم في التخطيط والتحريض والدعم المباشر، بجانب الإسناد الدبلوماسي والإعلامي والدعائي واللوجستي، واعتبر السودان في شكواه أن الإمارات لعبت دوراً كبيراً في حرب السودان “عبر حليفها الداخلي مليشيا الدعم السريع”.
علاقة قوية
رئيس حزب الأمة، مبارك الفاضل المهدي قال إن موسكو مربوطة بعلاقة قوية وشراكة اقتصادية مع أبوظبي لذلك لن تنحاز في الحرب للسودان، وأن الروس ظلوا حلفاء للدعم السريع عبر مجموعة فاغنر التي قدمت السلاح المتطور والتدريب والخبراء للدعم السريع في حربه على الدولة السودانية.
وأضاف مبارك الفاضل أن أجندة الحكومة الروسية في السودان تتلخص في الحصول على الذهب وقاعدة عسكرية في البحر الأحمر بالإضافة إلى الوساطة بين السودان والإمارات، وقال لذلك نصحنا بفصل شراء السلاح عن أي إتفاق يسمح بوجود روسي في البحر الأحمر، ونادى بتأجيل تقديم أي تسهيلات في البحر الأحمر لما بعد إنتهاء الحرب لأن الدخول في أي محاور الآن سيدفع الطرف الآخر إلى تأجيج الحرب في السودان.
خطوة متوقعة
ولم يستبعد القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار الخطوة الروسية إذ يرى أنها كانت متوقعة لأن روسيا منذ سنوات اتخذت منحى جديداً في علاقتها بأفريقيا هدفه تعزيز التعاون الاقتصادي والمصالح المشتركة لزحزحة النفوذ الغربي وتوسيع دائرة علاقاتها الدولية.
وأضاف كرار لـ(الأحداث) “بالتالي إطفاء الحرائق واستتباب الأمن يخدم هذا الهدف وليس تأجيج الحروب”، وقال روسيا نفسها في حالة حرب وتحتاج لكل طلقة ذخيرة لمجابهة ترسانة الناتو المنهمرة على أوكرانيا والتعويل على أنها ستنحاز لأي طرف في هذه الحرب عسكرياً هو تقدير خاطئ، حتى مصالح روسيا بالسودان واستمرار وجودها في قطاع التعدين يتطلب السلام والاستقرار، كما أن علاقاتها بتشاد والإمارات وطيدة بالتالي فقد عرضت الوساطة هذا منطقي.
تغيير موازين
ويقول مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والاستراتيجية د. حسن شايب دنقس حينما تتدخل الدول العظمى في أي أزمة تتغير موازين القوى لذلك يعتقد أن روسيا ستنجح بنسبة كبيرة في رأب الصدع ما بين السودان والإمارات لعدة أسباب أهمها الأمن القومي الخليجي وتداعيات وجود موسكو في سواحل البحر الأحمر السودانية، وقال هذه الأسباب كفيلة بأن تعيد الإمارات العربية المتحدة حساباتها فيما يتعلق بتجليات الأوضاع داخل السودان.
وأشار دنقس لـ(الأحداث) إلى أن دخول السودان في حلف مع روسيا من ضمن بنوده الحفاظ على الأمن القومي السوداني فالدب الروسي يريد كسب ود السودان من خلال إحلال السلام ونزع فتيل الأزمة الدائر الآن من أجل تمدد مصالح روسيا في المنطقة وتقليص نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في أفريقيا وهذا يعني صراع المحاور، وقال دولة تشاد كما هو معلوم حليفة للإمارات وتنفذ سياستها الخارجية لذا أتوقع قبول الدولتين لمبادرة روسيا.