سلسلة انتهاكات الدعامة في حرب 15 أبريل: كورنيت الدعامة قتل ميساء وهي تتأهب للصلاة وحول جسدها الى أشلاء
حقيقة ما حدث في محكمة الثورة وخطة الدعامة للتلاعب بتوثيقات الأراضي
خنساء: قتلوا والدتي أمامي بدم بارد وأنقذت أخي من الموت بأعجوبة
يكتبها/ الحاج أبو النور
قتلوا ميساء وهي تتأهب للصلاة
قدم لي احدهم دعوة لزيارة منطقة الحتانة بأم درمان لان حدثاُ وقع هناك فذهبت معه لأجد منازل بعضها مهدم وبعضها لازال واقفاً بدون ابواب .. قادني وبعض سكان المنطقة الي حيث وقعت الاحداث اذ فوجئ الناس هنا بسيل من الدانات تسقط علي رؤوسهم ظهر ذلك اليوم .. دانات قادمة من مدينة بحري استهدفت منطقة جغرافية بعينها لازال الناس هنا يتساءلون عن سبب استهدافها .. صحيح هناك مناطق عسكرية علي مقربة من المكان لكن مطلق الدانات بالتأكيد لم يستهدف هذه القواعد الحربية بل استهدف منطقة مليئة بالسكان بعيدة من القاعدة العسكرية وعلي مقربة من النيل بمدفع كورنيت حوالي (17) صاروخ خلال خمس دقائق اطلقت علي منازل فيها اطفال وعجائز ونساء .. خرج الناس يركضون في الشارع بحثاً عن ملاذ آمن هو بالضرورة عمارة خصصها الناس هنا للاحتماء ببدرومها .. كانت الدانات تلاحقهم وهم في الطريق الي البدروم … يومها كانت السيدة ميساء الفاضل تحمل طفلتها في اللحظات الاولي لاطلاق الكورنيت في حوش منزلها قبل ان تسلم الطفلة لشقيقتها إسراء وتتجه للوضوء استعداد لصلاة الظهر … مباشرة سقط الكورنيت عليها وقتلها وبعثرها اشلاء .. بعضها لم يجده السكان حتي الان .. ذكر لي من دخل الي المنزل وقتها انهم وجدوا النصف السفلي لها غير موجود وان ما تبقي من جسدها كان ممزقاً بحيث اختفي راسها وتشتت في المكان … بكي وهو يروي لي هول المشهد قال اغلقنا عيون شقيقتها وابنتها وحملناهن الي الشارع فيما اسرعنا بشقيقتها الاخرى الى المستشفى بعد اصابتها بشظايا … الحمد لله ان ان احدي شقيقاتها وابنتها كن في الداخل فلم تصبهن الشظايا اما شقيقتها إسراء فقط اصيبت ونقلت للمستشفى وتعافت بفضل الله الان لكن السكان هنا لازالوا يتحدثون عن وفاة ميساء وكيف أنهم حملوا جثمانها قطع في (ملاية) … اغلبية الاسر التي عاشت كابوس ذلك اليوم غادرت المنطقة ولم تعد حتي الان … صحيح بعض الاسر عادت لكن الاغلبية لازالت حبيسة ذلك اليوم واحداثه الدامية مع الاشارة هنا الي ان الدانات هذه لازالت تسقط في المنطقة حتي اليوم
محكمة الثورة والتلاعب بتوثيقات الأراضي
لم يجتاح الدعم السريع الخرطوم ويسعي لتدميرها بصورة عشوائية كما يبدو للناس بل كان عملا ممنهجاً ومدروسا لمسح تاريخ وذاكرة السودانيين … نعم تم نهب البنوك والمؤسسات وبيوت السودانيين وحرقها لكن بالمقابل كان هناك عمل من اجل تأسيس دولة جديدة لا علاقة لها بتاريخ الدولة السودانية الوطنية فحرق دار الوثائق ليس عشوائيا ونهب وتكسير المتحف القومي واستهداف دور القضاء وحرق التوثيقات الخاصة بالأراضي وحرق ونهب المكتبة الوطنية بما فيها من كتب وذاكرة وافراغ القصر الجمهوري من تاريخه ونهب بيوت تاريخية مثل بيت عبدالله خليل وغيره بما فيه من مقتنيات تاريخية كلها امور تؤكد ان المخطط كان مدروسا لحرق تاريخ السودان بحيث يتحول الامر الي لعبة مغالطات يجيدها عرب الشتات في ظل عدم وجود وثائق حاكمة … وقد شاهدت بعيني تماثيل صغيرة مسروقة من المتحف القومي بيد لصوص صغار في الاحياء لا يعلمون قيمتها يبيعونها بالف جنيه والفي جنيه وهي تحف اثرية سرقت من المتحف القومي … ووقفت علي هجوم مستمر من الدعم السريع علي محكمة في منطقة الثورة كان العم السريع مصراً علي دخولها والسيطرة عليها وهي محكمة بالقرب من مقابر احمد شرفي وتقع بالضبط في الجزء الشرقي للمقابر الي جوار مكتب ترخيص السيارات هذه المحكمة كانت تتعرض يوميا الي الهجوم صباحا ومساء ما جعلنا نتساءل وقتها ما الذي يسعي له الدعم السريع هنا وماذا سيجد في المحكمة لينهبه وذهبنا الي الاصول سيارات او مكيفات او غيرها الي ان قبض ابناء الحي الذين رابطوا هناك لحماية المحكمة ومكتب التحكم في الكهرباء وهو مبني مجاور للمحكمة قبضوا علي حافلة مليئة باوراق التوثيقات يتم نقلها من المحكمة وهي كلها توثيقات اراضي بأمدرمان دخل شباب الحي ومعهم افراد من الجيش تواجدوا بالمكان في جدال مع سائق الحافلة واشخاص كانوا علي متنها فأفادوا ان الشخص المكلف رسمياً بحراسة المحكمة هو من امر بنقل التوثيقات وكان وقتها يجلس بعيدا مع ست شاي الي جوار طلمبة بترول بشارع الوادي فتم الاتصال به هاتفيا وافاد انه طلب من الموجودين في الحافلة نقل الوثائق لمنزل احد القضاة سماه بالاسم لحمايتها … عندها طلب منه عساكر الجيش و الشباب ان يقابلهم ويستلم الاوراق لينقلها بنفسه ويذهب بالحافلة الي القاضي فوافق ووقع في الكمين … صعد الي الحافلة فاعتقلوه واتجهوا به والآخرين مباشرة الي قيادة المنطقة العسكرية في وادي سيدنا وهناك وضح ان القيادة العسكرية تبحث عنه لان المعلومات التي وصلتها تقول انه متعاون مع الدعم السريع … كانت الاوراق كلها توثيقات واحكام صادرة بشان قطع اراضي وملكية منازل ولا ورقة في المنقولات تتحدث عن قضية جنائية او قضية سرقة او حتي قتل كلها قطع اراضي
خنساء: قتلوا والدتي.. وأنقذت أخي من الموت
خنساء من بنات أم درمان ظلت هي وشقيقتها الصغرى وشقيقهم في منزل الاسرة حتي بعد وصول الدعامة الي هناك وانتشارهم في المنطقة .. عانوا الامرين كما ذكرت لي من اجل تأمين الغذاء والدواء وخصوصاً الدواء لان كل الصيدليات في ام درمان القديمة نهبت وبالتالي هي مغلقة والخروج والدخول الي كرري ثم العودة امر فيه مجازفة كبيرة كان يقوم بها شقيقها الذي كلان يتسلل الي كرري ويذهب الي منزل خاله في الثورة ليحضر الادوية والعلاج لوالدته التي اقعدها المرض ورفضت رفض تام مغادرة منزلها رغم الحاح ابنائها لكنها رفضت وهو أمر شائع هنا البعض يرفض رغم كل المخاطر ان يغادر منزله رغم المخاطر ورغم ان الدعامة يضايقونهم ليخرجوا مرة بإطلاق الرصاص علي باب منزلهم ومرات بتهديدهم باغتصاب الفتيات وكلها امور غير مستبعدة منهم القتل او الاغتصاب امور شائعة وسط الدعامة … تقول الخنساء ان الدعامة يوم السبت من ذلك الاسبوع دخلوا منزلهم وكان خطابهم واضحاً ومحدداً (إنتو المقعدكم حتى الان شنو ؟؟) واتهمونا باننا ننقل للجيش اخبارهم ومناطق تمركزهم وغيرها من الامور التي يعلمون تماماً انها غير صحيحة لأننا ببساطة لا نغادر منزلنا .. المهم أخبرناهم ان والدتنا مقعدة ومريضة ولا تستطيع مغادرة المنزل فاخرج احدهم مسدسه واطلق عليها النار مباشرة أمامنا وقتلها وطلب منا ان نغادر حالاً لان سبب بقاءنا إنتهي … بكت خنساء وهي تروي كيف انهم وضعوا جثمان والدتهم علي (برويطة) ونقلوه الي الثورة حيث دفنت هناك … قالت لا اجد اي معني لما حدث سوي اننا نتعامل مع كائنات لا علاقة لها بالبشرية .. قتلوا والدتي وكانوا على بعد خطوات من قتل اخي بعد ان صدمه المشهد واشتبك معهم … الله وحده الهمني ان احاول تهدئته وامنعهم من قتله … كانوا مصرين علي قتله لأنه قال لاحدهم (يا حيوان ماذا فعلت) كان يوماً لم أنساه حتى أفارق هذه الحياة قتلت والدتي رحمة الله عليها أمامي بطلقات من مسدس شخص لا يعرف الله ولا الرسول ولا الانسانية .
بطولة سودانية من أبو سليم
هذا الشاب من أبناء نهر النيل منطقة ابو سليم بالدامر كان يعمل في هيئة العمليات بالجهاز و نزل منها قبل ٨ سنوات يجيد استخدام جميع انواع الاسلحة و محترف في قتال و فنون حرب المدن عندما اعلن القائد العام للجيش نداء الجيش كان أول من لبي النداء و مشي وقدم نفسه و دق كراعو بمعهد و قيادة المدفعية و قدم اوراقه ناس المدفعية قالو ليهو لامن نجهز الموجودين و نفوجهم للخرطوم بنتصل عليك .. قال ليهم ( ما عندي تلفون ) قالوا ليهو راجعنا كل اسبوع .. لكن الزول ده ما قدر يصبر .. نفذ مخزون الصبر عنده الزول ده لا يملك هتف ولا عندو حق مواصلات .. جازف لحدي شندي و من شندي حتي امدرمان و شالها كداري لحدي العرين في وادي سيدنا .. وصل هناك بي هدومه اللابسها و شهادات خبرته في كيس بلاستيك .. و طوالي انخرط مع اخوانه و دخل معركة امدرمان الاخيرة .. كان بيغطي على اخوانه و يتقدم و يمسح ليهم السكة بكل جسارة و سط امطار الرصاص لحدي ما ارتقى شهيدا”.ما وقفته ٣٥٠ كيلو متر من تحقيق هدفه و تلبية النداء .ما وقفه الفلس و عدم التلفون . ربنا يتقبل شهادته
مغالطات دعامة: كفار خلوهم يمشوا
في واحدة من إرتكازات الدعامة في الايام الاولي للحرب أوقفوا بص متجه الي مصر يحمل عائلات الاقباط بأمدرمان … اوقفوا البص وصعدوا الي الركاب سالوهم إنتو شنو ..؟؟ فقال له أحدهم نحنا أقباط … رد الدعامي بغضب ضباط وكمان لابسين لبس عوين … فعاد الرجل ليخبره أنهم ليسوا ضباط بل أقباط .. سألهم أقباط دي يعني شنو ..؟؟ مصريين يعني ..!! قالوا له لا نحنا مسيحيين فقال لرفيقيه ديل كفار ساي خلوهم يمشوا
ثقافة النساء أثناء الحرب
علمت الحرب السكان المحليين اموراً ماكانت في الحسبان يوماً ما فمع إشتداد المعارك باتت الأصوات معلومة بل ومفهومة الي حد كبير بين الكلاش والدوشكا وغيرها … كنت اقف في الشارع عندما سمعت صوت طائرة حربية تحوم فوقنا … كان هذا مؤشر لوجود دعامة في الانحاء ثوان بعدها سمعنا اصوات هنا وهناك فطلبت إحداهن من ابنائها المتواجدين في الشارع الدخول الي المنزل بسرعة للإحتماء من هذه الأصوات لعلها خطر قادم لتجيبها جارتها (ماتخافي يافلانة ده صوت مضادات أرضية بفكوهو الدعامة ضد الطيارة ) دققت فوجدت ان حديثها صحيح هذه مضادات ارضية فسالتها انتي ياحاجة بقيتي تعرفي المضادات الارضية كمان قالت ( مضادات أرضية بتاعت شنو نحنا الضرب ذاته لو إشتباك بين الجيش والدعامة او ضرب في الهواء من الجيش بنعرفو ) سالتها كيف قالت ( لو في صوت كلاش من هنا وإس سكستين من هناك ده إشتباك مع الدعامة لو صوت كلاش ساي ده حقنا بتاع الجيش )
الدعامة وعمل الخير
دعامي قاعد جنب الدكان هو ورفيقه بياكلوا في بوش جات واحدة كبيرة في السن طلبت من سيد الدكان كيلو سكر … طبعاً في الحرب دي الاسعار إرتفعت بشكل جنوني … بتاع الدكان قال ليها قروشك دي ما بتجيب كيلو سكر هنا إنتفض الدعامي وإنتهر صاحب الدكان وسأله شوال السكر القدامي ده بي كم وكان شوال عشرة كيلو قال ليهو بي مبلغ كذا طوالي طلع قروش من جيبه واداهو المبلغ وشال بندقيتو صوبه تجاهه وقال ليهو تودي السكر توصلو لي بيت الزولة دي فوراُ … صاحبنا شال القريشات ختاها في جيبه وشال شوال السكر ختاهو في كتفه ووصلو لي بيت الزبونة لامن جاء راجع لقي الدعامة خلصوا صحن البوش وواقفين راجنو … قالوا ليهو وصلت السكر بيته قال ليهم ايوه قالوا ليهو خلاص جيب القروش الاديناك ليها وإعتبروا صدقة لي عمرك وعمل خير ساعدناك عليهو وركبوا موترهم ومشوا لا حاسبوا علي البوش لا شوال السكر.