سفير السودان بالهند يدعو للضغط على داعمي المليشيا لوقف تمويلها

الأحداث – متابعات
عقد سفير السودان لدى الهند د.محمد عبدالله علي التوم، الاثنين، تنويراً صحفياً لوسائل الإعلام الهندية حول تطورات الأوضاع في السودان والجرائم المرتكبة بواسطة مليشيا الدعم السريع المتمردة منذ اجتياحها مدينة الفاشر يوم 26 أكتوبر.
وحضر التنوير مراسلو وممثلو أكثر من 12 قناة ووسيلة إعلام تمثل كبرى وسائل الإعلام الهندية، بالإضافة إلى الباحثين العاملين في مراكز الفكر المؤثرة والمهتمة بالسياسة الخارجية في الهند.
واستهل السفير التنوير بالترحم على أرواح الضحايا المدنيين في مدينة الفاشر وكافة مدن السودان في الفترة الماضية الذين سقطوا على أيدي عناصر مليشيا الدعم السريع المتمردة، وشمل التنوير تفصيلاً للحالة الإنسانية المتردية التي وصل إليها الحال في مدينة الفاشر قبل السقوط بسبب حصار المليشيا المتمردة لها رغم القرارات الأممية، وقدم عرضاً موثقاً للجرائم عبر الفيديوهات التي تثبت الفظائع المرتكبة بواسطة عتاصر المليشيا والإبادة المتعمدة لمواطني الفاشر عقب اجتياح المليشيا من فئات المدنيين العزل من النساء والأطفال وكبار السن، الأسرى، العاملين في الحقل الإنساني.
وأشار إلى أن الميليشيا تحدت الإرادة الدولية برفضها تنفيذ قرار مجلس الأمن 2736 ومع ذلك غض المجتمع الدولي الطرف عنها وهي تعمد الى تشديد حصارها على الفاشر تمهيدا لانهاكها وارتكاب الإبادة الجماعية فيها كما حدث بالضبط.
ووجه السفير خلال التنوير رسائل قوية للعالم والمجتمع الدولي، مؤكداً أن حكومة السودان قد قدمت على مدار العامين للمجتمع الدولي دلائل وتقارير حول الدعم الإقليمي الذي تجده المليشيا والذي مكنها من الاستمرار في الحرب والقتل والترويع، ولكن لم يتحرك أحد لوضع الضغط اللازم على الداعمين. وأشار الى أن صمت المجتمع الدولي عن جرائم المليشيا وعدم تصنيفها كمليشيا إرهابية مثل تشجيعاً لها للتمادي في الفظائع. كما عبر السفير عن رفض السودان المساواة بين المليشيا والقوات المسلحة التي تدافع عن الشعب والأرض مسنودة بالشعب نفسه، وقدم السفير تنويراً حول الخطر الذي تمثله مليشيا الدعم السريع على الأمن الإقليمي والقارة الأفريقية في ظل طبيعتها الاجرامية التي لا تعرف سقوفا، وفي ظل تعقد الأوضاع على حدود السودان الغربية وامتدادات البلاد التي تربط الساحل مع البحر الأحمر وشمال افريقيا حتى المتوسط.
وقال السفير إن الحكومة السودانية تطلب تصنيف مليشيا الدعم السريع كمنظمةً إرهابية وفقاً للمعايير الدولية لمكافحة الإرهاب، وفرض عقوبات مستهدفة على كل من يموّل هذه المليشيا أو يمدّها بالسلاح.، بالإضافة إلى إجراء تحقيق دولي حول الإبادة الجماعية التي تمت لسكان مدينة الفاشر، مؤكداً في الوقت نفسه استعداد حكومة السودان للتعاون التام مع المجتمع الدولي في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين السودانيين كما ظلت ملتزمة بذلك طوال الفترة الماضية.
وحث السفير المجتمع الدولي في هذا الصدد على وضع الضغوط اللازمة على الدول التي تدعم الميليشيا لوقف دعمها، مؤكدا انه لولا هذا الدعم لما استمرت الحرب ولما استطاعت الميليشيا مواصلة اعتداءاتها هذه. كما طالب بضرورة التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2736 (2024) وخروج المليشيا من الفاشر، ودعا إلى تبني خارطة الطريق التي قدّمتها حكومة السودان للأمين العام للأمم المتحدة، مؤكداً ترحيب السودان بالسلام، إلا أنه السلام الذي يحترم سيادة السودان ومؤسساته الشرعية، مجددا موقف السودان في عدم التفاوض مع المليشيا ولا مكان لها في اي ترتيبات سياسية مستقبلية في السودان.


