الأحداث – متابعات
في مشهد غير مسبوق داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، شهد البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ هذا الأسبوع تحرّكات دبلوماسية مكثفة من جانب دولة الإمارات، تزامنًا مع تصويت مرتقب على قرار يدين جرائم الحرب في السودان، ومع مراجعة أوروبية غير معلنة لاتفاقية التجارة الحرة مع أبوظبي.
وبحسب تقارير Africa Intelligence وDW الألمانية، فإنّ أبوظبي أرسلت وفدًا رفيعًا بقيادة السفير محمد السهلاوي ووزيرة الدولة لانا نسيبة إلى البرلمان الأوروبي، حيث حجز الوفد قاعة بروتوكول خاصة لعقد اجتماعات مباشرة مع نواب مؤثرين قبل تصويت اليوم على القرار الخاص بالسودان.
ضغط إماراتي… والهدف: منع ذكر أبوظبي في القرار الأوروبي
وتشير المصادر إلى أنّ الوفد الإماراتي مارس ضغطًا واضحًا على بعض الكتل البرلمانية لعدم تضمين أي إشارة لدور الإمارات المزعوم في تسليح قوات الدعم السريع، رغم تقارير أممية وحقوقية تؤكد مرور أسلحة أوروبية عبر الإمارات إلى مناطق سيطرة الميليشيا.
DW أكدت أن نوابًا أوروبيين دعوا لتعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع الإمارات بسبب الاشتباه في استخدامها كـ”ممر” لإعادة تصدير أسلحة أوروبية إلى قوات الدعم السريع، وهو ما نفته أبوظبي.
ورغم هذا الضغط، خرج النص النهائي للقرار خالياً من ذكر الإمارات بالاسم، لكنه تضمّن إدانة شديدة لجرائم قوات الدعم السريع، بما في ذلك:
•القتل على أساس عرقي
•الاغتصاب والاستعباد الجنسي
•تجويع المدنيين
•الهجمات على النازحين
وطالب القرار بفرض عقوبات على الميليشيا وداعميها الخارجيين.
نواب أوروبيون يواجهون الضغط: يجب ذكر الإمارات صراحة
داخل أروقة البرلمان، قاومت عدة كتل محاولات حجب اسم الإمارات، حيث قدمت النائبتان نيلا ريهل وماريت مايج تعديلات تطالب بذكر:
شبكات إمداد الدعم السريع التي تمر عبر الإمارات واستخدام كل الأطر المتاحة للضغط عليها.
كما طالبت النائبتان إيلاريا ساليس وريما حسن بإضافة فقرة واضحة تدعو الإمارات والسعودية وقطر وتركيا وإيران إلى وقف أي دعم فوري للأطراف المتحاربة في السودان.
اتفاقية التجارة الحرة… ورقة ضغط جديدة؟
DW كشفت أن الاتحاد الأوروبي يعيد تقييم اتفاقية التجارة الحرة مع أبوظبي بسبب:
•تقارير أممية تؤكد ظهور أسلحة أوروبية داخل قوافل الدعم السريع
•تقارير “العفو الدولية” بشأن إعادة بيع أسلحة عبر الإمارات
•مخاوف من تمويل الحرب عبر تجارة الذهب والمعادن السودانية
نائبة أوروبية قالت لـDW:
«لن نسمح بالتقدم في الاتفاقية طالما تستمر الأسلحة بالوصول إلى الدعم السريع.»
زيارة نسيبة… “دورية” أم محاولة لاحتواء الضرر؟
وزارة الخارجية الإماراتية قالت إن زيارة نسيبة إلى فرنسا وبريطانيا وسلوفاكيا “جزء من مهامها الدورية”.
لكن مصادر في بروكسل وصفت التحركات بأنها:
«حملة ضغط استباقية لاحتواء الضرر السياسي قبل التصويت.»
قرار رمزي… لكن رسالته كبيرة
رغم أنّ البرلمان الأوروبي لا يضع السياسة الخارجية بنفسه، فإن القرار يحمل رسالة سياسية قوية في لحظة يتصاعد فيها الغضب الغربي من اتساع رقعة الحرب في السودان، وتزايد أعداد القتلى والنازحين، وسط شكوك عميقة حول تورّط قوى إقليمية في تغذية الصراع.
