تقارير

ستارلينك في السودان: منقذ أم مساهم في الحرب؟

الأحداث – وكالات

منذ أبريل 2023، شهد السودان نزاعًا مسلحًا بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع.
تصاعد هذا الصراع بشكل كبير عندما، في فبراير 2024، سيطرت قوات الدعم السريع على مزودي خدمات الإنترنت في الخرطوم، عاصمة السودان، وفرضت حجبًا للاتصالات في البلاد. أدى هذا الحجب إلى حرمان الشعب السوداني من وسائل الاتصال.

رواية قوات الدعم السريع، التي يروج لها أنصارها، تحاول تبرير تصرفات الجماعة بنشر فكرة أنهم يضغطون على القوات المسلحة السودانية ومزودي خدمات الإنترنت لاستعادة خدمات الإنترنت في منطقة دارفور، والتي تخضع إلى حد كبير لسيطرة قوات الدعم السريع. ومع ذلك، أكدت المنظمات المدنية أن حجب الاتصالات في المنطقة كان بأمر من القوات المسلحة السودانية.

تأثير على الخدمات العامة والبنكية
ألحقت الحرب المستمرة ضررًا بالغًا بقدرة السودان على تقديم الخدمات العامة الأساسية، بما في ذلك الخدمات المصرفية الوطنية. فقدت شركة الخدمات المصرفية الإلكترونية (EBS)، التي تشرف على عمليات الحكومة الإلكترونية المصرفية، القدرة على تقديم خدمات التصفية، مما أعاق المعاملات المصرفية بين البنوك. علاوة على ذلك، نهبت قوات الدعم السريع البنوك في عدة مدن في السودان، مما أدى إلى طوابير طويلة في مكاتب البنوك وتعقيد العمليات المصرفية التقليدية.

أدى هذا الوضع إلى اعتماد الناس على تطبيق بنك الخرطوم، المعروف باسم بنكك أو mBOK، الذي استمر في العمل بشكل طبيعي على الرغم من الحرب المستمرة. يعتمد العديد من السودانيين في المهجر على بنكك لتحويل الأموال إلى أحبائهم في السودان، مما يجعله مصدر دخل أساسي للأشخاص داخل البلاد. ومع ذلك، فرضت قوات الدعم السريع حجب الإنترنت وعطلت الوصول إلى تطبيقات المصرفية المتنقلة مثل بنكك، مما أثر على الأنشطة التجارية وعرقل قدرة الناس على تلبية احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الحصول على الغذاء.

مراكز خدمات
ومع ذلك، تمكن اثنان من ثلاثة مزودي خدمات الإنترنت الرئيسيين من استعادة خدماتهم عن طريق إنشاء مراكز بيانات جديدة في مدينة بورتسودان — العاصمة المؤقتة للسودان — بعد أسبوع وثلاثة أسابيع من الاضطرابات، على التوالي. ساهم هذا التطور في حل الأزمة جزئيًا. لسوء الحظ، رفضت قوات الدعم السريع السماح لمزودي الخدمات باستعادة خدمات الاتصالات في ولايات الخرطوم والجزيرة، حيث لا تزال الخدمة العادية معطلة حتى الان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى