ثقافة وفنون
سارة الجاك تكتب: معزوفة لأجل شادن
أسمحوا لي أهديكم القصة أدناه؛ مهداة إلى روح الحكامة شادن محمد حسين لها الرحمة؛ لأصدقائها ومحبي رسالتها؛ الصبر والسلوان.
قصة معزوفة لأجل شادن.
حليوة يا بسامة الفايح نسامة الريدة في قلوبنا الله علامة .
المكان مشبع برائحة الخريف. أو للخريف رائحة؟
رائحة الخريف هي رائحة الدعاش من علي البعد؛ تحمل بشارة الخير؛ الطمأنينة؛ تخضر الأرض ويمتلئ الضرع؛ وتطوف الشادن علي الحلال والفرقان تباركها بالمحبة والشدو للسلام وأنغامه.
يعلو صوت إيقاع المردوم ؛ ترقص الفرقان علي أنغامه؛ ينتشي من في قلبه سلام؛ بينما من في قلبه غير السلام؛ ينشغل بعيدا عن مسرح الرقص؛ يسرح خاطره بعيدا عن ال هنا.
جميلة كانت ترمح كغزالة؛ ترقص فترقص الأرض على إيقاع رقصاتها؛ تغني فيشبع الجائع؛ يرتوي العطشان؛ يتفيأ الظلال من أرهقه الهجير؛ يتدفأ من نفخه القُر؛ وينام من أرهقه النوى عن أحبابه؛ ولا يتحرك ساكن من هو ليس هنا.
راجين سلاما ماتبقي ظلامة؛ الظلم شأن من لا يرقص علي إيقاعات السلام.
كانت شمس الخريف المتكاسلة؛ تعلو إلى كبد السماء بتثاقل؛ فقد ناءت بحمل الغيوم المتراكمة علي كاهلها ؛ كلما أرادت الشروق؛ عاكستها الغيوم المتشاكسة؛ أخيرا استطاعت أن ترسل محبتها للتبلدية التليدة؛ حيث تقام لعبة اليوم؛ الجميع هنا؛ الشيب والشباب؛ النساء قبل الرجال؛ فاليوم ستشدو الشادن؛ وسيرقص الجميع؛ يأمل الشبان في نيل شبال منها؛ ترنو البنات إلى أن ينلن من جمالها لمحة.
الرجال والشباب يرتدون الجلاليب البيضاء ويعتمرون العمم أو الطواقي؛ يحملون عصيهم الحداثة في أياديهم؛ ينتعلون المراكيب المختلفة؛ ويفوز مركوب الجنينة؛ بالجودة والجمال والمتانة؛ النساء والبنات لوحة من الألوان المبهجة؛ كلهن لوحة؛ وكل منهن لوحة؛ فن تزيين الجسد إمتنانا له؛ لوحة ترقص متناغمة مع الإيقاع؛ يكتمل المشهد البهيج.
اليوم لاعمل في الحقول؛ اليوم عيد فقد زارتهم الحكامة؛ هنا يضع الجميع لا سلامهم خارج الدارة؛ يأتون بسلامهم فقط؛ يتبادلونه يتكلمون به وعنه؛ ينمونه فيترعرع؛ حبا سكينة وأمنا وحرية؛ الأجساد حرة الحناجر حرة ؛ الحكامة أكثر الناس حرية وشأنا.
تتبعها دائما يمامة هدالة؛ تهديها الغناء والشدو ؛ فتبادلها بالهديل.
يتقاطر الوافدين إلى الدارة؛ مكان اللعبة والرقص؛ عند اللوحة الراقصة بالسلام والحب؛ أصاب الذي قلبه بغير سلام؛ الملل والسأم من هذا الكرنفال؛ تشنجت أوصاله؛ إصيبت نفسه العليلة بالكرب الشديد؛ فكر في الإبتعاد عن اللوحة الراقصة؛ وجد أن ذلك لن يجدي؛ ستلاحقه أصواتهم أينما ذهب؛ فكر ثم قدر؛ ثم أخرج سلاحه الناري؛ صوبه نحو الحمامة الهدالة؛ رفرفت بعيدا ؛ قبل أن تحيل بياض اللوحة إلى أحمر؛ إيقاع المردوم إلى نواح؛ ورقصته إلى رقصة ألم وتلوي؛ فقد رحلت شادن يمامة السلام؛ لأن صوتها هدد اللاسلاميون؛ فأزهقوه وظنوا أنهم تركوا الناس بلا صوت للسلام؛ لا يعلمون أنها صارت غيمة؛ وتكثفت غيث علينا و مطرا عليهم؛ غيث من اصوات السلام؛ في كل قطرة صوت ونغم ولوحة وقلم.
يمامة السلام لاتنام قبل أن تعفو عن من ظلمها؛ تعتذر لمن تعدت عليه؛ ترفع حكمها عن الجميع؛ إلى رب الجميع فهو الحكم العدل؛ تكون السلام لذاتها؛ يفيض سلامها ليغطي على الجميع؛ يكونون سلاما لبعضهم البعض؛ السلام منا؛ لا يمكن أن نطلبه من خارجنا وإن طلبناه فلن يأتي؛ فكونوا السلام؛ يحل عليكم السلام.