تقارير

زحف الجيش نحو مدني.. معركة البندقية والتكتيك

الأحداث – آية إبراهيم

بعد الإنتصارات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة السودانية في عدد من المحاور بالعاصمة الخرطوم خصوصاً أم درمان في معركة الكرامة ضد مليشيا الدعم السريع، يسعى الجيش بنشوة تقدمه لإستعادة ولاية الجزيرة من المتمردين وفق استعدادات بخطوات محسوبة وتكتيك عالي ومشاركة من قوات فصائل حركات دارفور المسلحة الموالية للجيش ومجموعة من المستنفرين حسب ما أبلغ ضابط بالجيش السوداني(الأحداث) بتلك المعلومات.
معركة كبيرة
وبدأت القوات المسلحة السودانية خلال الساعات الماضية أكبر عملية عسكرية في ولاية الجزيرة من أجل استعادتها من المليشيا المتمردة التي اجتاحتها في 19 ديسمبر من العام الماضي بعد إنسحاب الفرقة (الأولى – مشاة) التابعة للجيش السوداني.

كشف تفاصيل
ويكشف ضابط بالجيش السوداني فضل حجب إسمه لـ ( الأحداث) أن القوات المسلحة بدأت عملياتها العسكرية بولاية الجزيرة من محاور (الفاو ،الخياري وسنجة).
وأكد تقدم الجيش بشكل كبير منذ بدء العملية العسكرية التي تشارك فيها الحركات المسلحة ومجموعة من المستنفرين، وقال إن العملية لم يُحدد لها وقت وأنها مفتوحة حسب مجريات المعركة ومايمكن أن يحققه الجيش من انتصارات فيها، مشيراً للوضع السيء الذي تعيشه المليشيا بولاية الجزيرة بقوله (أصبحوا هاربين من كل قرية).

عملية إستحضار
بالمقابل قال الناطق العسكري بإسم قوات حركة العدل والمساواة العميد حامد حجر أن أولى صفحات الحرب التقدم، معتبراً ذلك من أصعب المراحل إذ تتم فيه ما يعرف بالاستحضارات، حيث تتجمع فيه القوات ويتم فيها توفير مايتعلق بمستلزمات الجنود.
وأكد حجر لـ ( الأحداث) أن الجيش السوداني وكتائب حركة العدل والمساواة المساندة له، قد أكملا إستحضاراتهما في أماكن تجمعهما، لتنفيذ خطة الهجوم العام ضمن العمليات الكبري للجيش السوداني والقوات المساندة له في عملية تحرير الجزيرة والعاصمة مدني، وقال “معلوم أن الترتيب الجيد في الاستحضارات يؤدي إلى نتائج جيدة في الهجوم ومن ثم نصراً مؤزراً للجيش السوداني”.

محاولات توغل
وتفيد متابعات (الأحداث) إلى تقدم الجيش ومحاولاته التوغل داخل مدينة ودمدني من خلال المعارك التي دارت في الساعات الماضية، وتشير إلى أن القوات المسلحة لم تواجه مقاومة من المليشيا التي انسحبت من القرى مابين ولايتي القضارف والجزيرة مع انحسار المليشيا في ودمدني.

معركة فاصلة
ويرى الخبير العسكري الفريق أول ركن محمد بشير سليمان أن القوات المسلحة في تخطيطها العملياتي قررت أن تكون معركة ولاية الجزيرة (معركة فاصلة) لهدم أهداف مليشيا الدعم السريع ودولة الإمارات العربية المتحدة (الممول الرئيسي للحرب) ، وأضاف “تحقيق ذلك يحتاج إلى تقدير موقف عسكري يستوعب عدد من التعقيدات قائلا : تتأثر الخطط والتنفيذ خاصة عامل الوقت بالمعلومات ونوايا العدو ، خاصة عدو مثل مليشيا الدعم السريع التي يتم التخطيط لها من الخارج ، ومن جهات ذات بعد إستراتيجي وفكر عسكري متطور لا تدركه هذه القوات ، وهو ما يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين لتحقيق المعلومة التي يتم بناءً عليها التخطيط العملياتي ثم التنفيذ”.
وأوضح سليمان لـ ( الأحداث) إن البداية التي يتم الحديث عنها الآن ببدء معركة الجزيرة بالمفهوم العسكري للعمليات التعرضية تتمثل في الأعمال القتالية العدائية التي تسبق وتمهد للمعركة الحقيقية وهما مكملان لبعض.

خطى ثابتة
من المؤكد أن القوات المسلحة السودانية ستمضي بخطى ثابته لدحر مليشيا الدعم السريع وتحرير ولاية الجزيرة من دنسها، استناداً على ما جاء من حديث لضابط الجيش وخبراء عسكريين لـ ( الأحداث) وإلى مارشح من معلومات حول إنحسار المليشيا بودمدني إضافة لما نقلته لجان مقاومة الحصاحيصا عن عملية إقتتال مسلح بين مكونين من مكونات المليشيا نتج عنه 4 قتلى في صفوفها وعدد من الإصابات وهي خطوة لاشك تضعف المليشيا وتؤدي إلى تفككها وعدم قدرتها على الاستمرار في القتال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى