أم درمان – أمير عبدالماجد
ماذا بعد تكرار اعتداء المليشيا على بعضاً من بنيات الكهرباء في ام درمان وبحري ..؟؟ كيف تجري الأمور على الارض وماهي تفاعلات الناس هنا وكيف ينظرون إلى ماحدث ..؟؟ وهل أحدثت الضربة تغييرات ما على مستوي الخدمات خصوصا وان خدمات المياه في ام درمان وبحري مرتبطة بالكهرباء.
تيار متذبذب
عادة عندما تغيب الكهرباء تغيب المياه … حدثت الضربات فجر الاربعاء إذ دوى صوت انفجارات لربما كان معتادا لمن لم يغادر أم درمان والخرطوم عموما لكنه غير معتاد للالاف من المواطنين الذين عادوا مؤخرا من مصر والولايات الآمنة … تضررت محولات بمحطة المرخيات التي تعرضت من قبل لهجوم بالمسيرات.. هذه ليست المرة الأولى.. وبطبيعة الحال تأثر الامداد الكهربائي والمائي إذ انقطعت الكهرباء في بعض المناطق لحظة الانفجار .. بعض الخطوط عادت للعمل وبعضها متوقف لكن التيار الكهربائي المتذبذب اصلا تأثر بقوة في ظل وضع صحي صعب جدا إذ تنتشر في الخرطوم عموما حمى الضنك التي فتكت بالسكان المحليين وفي ظل انتشار البعوض وعدم وجود حلول .. والي الخرطوم زار، الثلاثاء، موقع التفجير وطالب بالعمل سريعا على حلول تجنب المواطنين الانقطاع المستمر للكهرباء وهو ما استدعى ربط الشبكة بمحولات محدودة العدد وابعاد المحول المعطوب إلى حين اصلاحه … هذا الحل فرض على المواطنين برمجة ضاغطة يغيب فيها التيار الكهربائي لساعات طويلة … لكن لماذا عادت مليشيا الدعم السريع لاستهداف الكهرباء في ام درمان؟؟ وهل هذا مؤشر لاستهداف مناطق أخرى سبق استهدافها لتعطيل الكهرباء مثل سد مروي ومحولات عطبرة وغيرها؟؟ ..يعتقد اللواء معاش صلاح خالد أن الامر مرتبط بسير العمليات في كردفان، ويقول إن الامر معتاد من المليشيا منذ معارك الخرطوم والجزيرة، وأضاف “كلما ضيقت عليها القوات المسلحة والقوات المساندة الخناق لجأت إلى ضرب هدف مؤثرا اعلاميا بالنظر إلى تاثيرها على حياة الناس هذا الاسلوب بات معروفا مثله مثل تكتيكات كثيرة للمليشيا كالالتفاف والفزع ونشر الرعب لحماية نفسها” وتابع “غالبا المسيرات اطلقت من مكان ما في طريق الصادرات والنوع الذي أطلق ليس متطورا لكن بامكانه احداث أضرار بطبيعة الحال”، وقال “أتوقع أن مناطق سبق استهدافها مثل محولات سد مروي وعطبرة وغيرها ستتعرض لهجمات وهو امر يستدعي الحيطة والحذر خصوصا وأن العمليات تتجه الان لاكمال تحرير كردفان والاتجاه نحو دارفور والمليشيا تعتقد أن هجومها على قطاعات خدمية مؤثرة ومناطق عسكرية مهمة في الخرطوم سيرفع الروح المعنوية لجنودها ومسانديها ويعزز من فرص حصولها على المال من داعميها ويخفف الضغط على نيالا وغيرها التي تتعرض لضربات الطيران الحربي السوداني على الارض ثم تغييرات تطرأ في الغالب بسبب غياب الكهرباء .. لم تؤثر الضربات على العودة الطوعية التي تتواصل يوميا … الالاف عادوا من مصر دون تفكير في المغادرة مرة اخرى.
إشكالات وتعقيدات
يقول بكري عوض المسؤول التنفيذي لاحدي اكبر شركات بيع الاثاثات في الخرطوم “عدت واقمت في ام درمان لان منازلنا في بحري تحتاج إلى عمل كبير .. هي مدمرة حرفيا .. كنت في مصر لعامين وعدت الان أسرتي فرحة جدا بالعودة رغم اشكالات الكهرباء والمياه والتعقيدات التي تعلمونها لكننا عدنا إلى بلادنا ولن نغادرها”، واضاف “التفجيرات ليست بعيدة من مكان اقامتي كان صوتا مدويا لم نعتده لكنها الحرب في النهاية نحن هنا لنستعيد حياتنا ولن نتراجع لان المليشيا استهدفت الكهرباء .. الأمور كما تعلم صعبة والحياة هنا قاسية لكنها بلادنا .. بعض الاشكالات المتعلقة بالامداد الكهربائي والمائي قائمة لكن حلولا يجري الحديث عنها قد تخف من ثقل الازمة وان استمرت فواقع الحال ان قطاعات واسعة من العاصمة الخرطوم لاتوجد بها كهرباء اصلا مثل شرق النيل وقطاعات واسعة من بحري وقطاعات واسعة من الخرطوم اعلن مؤخرا ان محولاتها دمرت تماما وعبثت بها مليشيا الدعم السريع … اذ تحتاج الخرطوم قبل ضرب محول المرخيات شمال ام درمان الي حوالي محول كهربائي لاستعادة الخدمة ولازالت محطات مهمة للتوليد الحراري في الخرطوم مثل محطة قري للكهرباء ومحطة بحري الحرارية خارج الخدمة .. الخرطوم الان تعيش على وقع برمجة ضاغطة للكهرباء التي تغيب لساعات طوال إلى حين اصلاح المحول المتضرر.
