ذاكرة معركة الكرامة
حافظ هتش..يكتب
ومضي الفتي الصغير في سنه الكبير في عقله محمد الأكرم ليلحق بشقيقه واخوته في ركب الشهداء بشموخ وهمة وفراسة لم نري لها مثيل، رحل الفتي ذو القلب الهمام ، مضي بشموخ وعز وصمود ، بعد أن اذاق التمرد ويلات الضرب والقنص من فوهة بندقيته القناصة الدراقنوفا وهو يكبر ويهلل كلما اصطاد أحدهم كما يقول لهم أم كعوكات.
محمد الأكرم الفتي الهمام تجده في المواجهات يستخدم الدراقنوفا مرة ويساند ضارب الدوشكا ويحمل دانة الآربجي ويضرب القرنوف بمهارة ويتفقد إخوانه رغم انه أصغرنا سناً الا انه أكبرنا فهما وهمة وشفقة بهم ، تراه لا يأكل ولا يشرب حتي يتأكد من أنه وصل إلي جميع إخوانه في المواجهات.
ذات ليلة كنا في وادي العروس بمنطقة البسابير وجدته مهموم ومتحسر في ليلة عبور إخواننا لمنطقة المقرن فسألته ماذا بك ؟ فقال لي سمعت بأن أخونا ود الضوء مفقود قبل أن يعلن بأنه شهيد وكان شديد الهم فجعلت أذكره بفضل الجهاد والشهداء حتي أخفف عنه إلا أنه رد علي والله يا بركة لو عرفنا أنه شهيد لفرحنا بذلك لكن إلي الآن هو مفقود وبعدها بساعات تقدم الإخوان في المقرن ووجد جثمان الشهيد محمد الضوء حتي أنه أرتاح له بال.
