رثاء شهيد

و كأنه من عناه المتنبي بقوله:

*وقفتَ و ما فى الموتِ شكٌّ لواقف ٍ*

*كأنَّكَ في جَفنِ الرَّدَى و هوَ نائمُ*

“البطل الشهيد الرائد لقمان بابكر :

منطلقاً في حقل اليقين”

 

*****

 

 

لا هُمْ و لا النِّيران

لا العابثُ الحيران

لا المترَفُ المُزدان

بالزَّيتِ و الأوثان

قدروا على سيف ٍ

متدثِّر ٍ بالوعد

متجمِّل ٍ بالعهد

و الصبرِ و الإيمان

سيف ٍ ولا سيفٌ

أمضَى و لا أعتَى

من فتكة ِ الشُّجعان

في حدِّه الهتَّان

بالنَّصر ِ و البُشرى

و البسمةِ البستان

قطفت أزاهرَها

مِن ثغرِ طفل ٍ زان

وثَباتِهِ طفلان

كانوا و كان لهم

حُلمٌ سقى وطناً

هو زهوةُ الأوطان

هو قصةُ السَّاعين

بالطُّهر فى الإحسان

حتى ادلهمَّ بِهِم

ليلُ الأسَى السَّعران

ليلٌ كأنَّ له

بالنارِ ألفَ لِسان :

مكراً و أذيالا..

تقتاتُ بالبُهتان

جهلاً و جُهَّالا..

و جباناً إثرَ جبان

عُهراً و إيغالا..

فى البؤسِ و الأضغان

و الغدرِ .. ما كلَّت

بالحربِ منه يدان

حتَّى أطلَّ على

مرثيَّة الأحزان

أُسدٌ إذا زأروا

لم يشهدِ المِيدان

مَثَلاً لهم فى البذل

لا خوفَ لا إذعان

مِنهم نجيُّ الحُب

أصغَى له النُّدمان

مِنهم جهيرُ القول

تعنو له الآذان

منهم حكيمُ الرأي

ضاءت به الأذهان

منهم شكيمُ الخطو

لم يُثنِهِ عُدوان..

و فتىً يشِعُّ رضاً

في محفِلِ الأقران

باد ٍ سَنا ومضِه

لم يعرفِ الخُذلان

يوماً إلى نبضِه

مسرَىً..

و ما أفضَى

منهُ إلى أرضِه

عارٌ ..

و لا استخذَت

في شوطِهِ العينَان

………..

………..

كان الذي أبدَى

للموتِ ما أفنَاه

يدري بأنَّ لَهُ

فى الموتِ ألفَ حياه

كان الفتى الأوَّاه

بالحقِّ و الإيقان

يجتازُ غابَ الموت

في فرحةِ التيَّاه

الصادحِ الولهَان

….

كان الفتى المنذور

للفجِر..

كانَ ..و كان..

كان اسمُه لُقمان

كان اسمُه السُّودان ..

 

خالد فتح الرَّحمن

٥ فبراير ٢٠٢٤

Exit mobile version